22 ديسمبر، 2024 7:21 م

سليلي بني سلول ….وبوقجية المسئوول

سليلي بني سلول ….وبوقجية المسئوول

برزت في الآونة الاخيره موجه عارمة جديدة .إلا وهي كيل المديح والإطناب والتزلف والمحاباة لمسئولي ألدوله ووجوه المجتمع، وأصبح لكل مسئول مجتمعي أو سياسي أو وطني بطانةٌ يمارسون معه لعبة التضليل والتَّملّق والتّزلّف والمديح المزيف،فيضعون له منضدة رمل واهية يسطرون فيها انتصاراته وفتوحاته وغزواته مقسمين بأغلظ الإيمان من إن التاريخ سوف يسجل بحروف من ذهب تلك البطولات على صفاح من ذهب وعلى طباق من فضه ماطرين ادعائتهم بزيف الكلام ومعسول العبارات ومنمق الحديث .والغريب إن الأمر لم يتوقف على صنف مدح السياسيين بل تعدى ذلك إلى رجال العلم ومشايخ العقائد فأصبح لكل منهم أتباع من المحبِّين والمعجبين يخلعون عليهم صفات الكمال ويوهمونهم بأنه بركة العصر، ووحيد الدهر وشبيه البحر، وأن الله نفع بعلمه العباد والبلاد، وأن كتبه وفتاويه ودروسه شرّقت وغرّبت في تخوم الأرض والسماء ، فيصدّق المسكين ويقع في الفخ ويصاب بداء العجب والتيه. ثم مرتبة السياسيين وما أدراك السياسيين فهم الاحوج لطلاء وجوههم وتزيين سيرتهم ومن ضروريات إدارة مكاتبهم إن لديهم بطانة تقتات بكلمات الإطراء ومقامات الثناء الممجوج ، وتوهمهم بأنهم الملهمون وقلب الأمة النابض ومحبوبي الجماهير، وتذكر له أحلاماً مناميه كاذبة تدل على صلاحهم وعدلهم وإيمانهم واستقامتهم، وتخبرهم هذه البطانة الفاسدة أن العجائز والنسوة في البيوت يدعون لهم، وأن الشيوخ والأطفال يعيشون على حبّهم، وأن عدلهم وصل الجميع وبرّهم وَجُودهم عمّ الكل، فيستغفلوا ويتوهموا ويتورّطوا في دهاليز العلو في الأرض والتّكبر على عباد الله والتّجبر على ابناءالأمة. ثم مرتبة الأعيان من العسكريين والتجار والمشاهير لهم جُلاّس وسُمّار يمارسون معهم لعبة الضحك على الذقون وتمويه الحقائق، ويعطونهم صورة خاطئة عن الواقع ليكسبوا الحظوة لديهم، وينالوا شرف صحبتهم، ويبتزوا أموالهم، فإذا غابوا عنهم سلقوهم بألسنة حِداد شِداد كأنها المناشير ، فإذا أتيتَ بمعدن مصفى وسريرة نقيه تريد المكاشفة والصدق والوضوح والشفافية ضاع صوتك بين الأصوات وصرت واعظا ثقيلاً وأصبحت نداءا نشازا ومغردا خارج السرب ، فتضطر رغم أنفك للمشاركة في حفل تأبين الضمير وفي جنازة موت الحقيقة، وهذا يدلّك على الغثائية والعبثية والضبابية وظلامية المكان التي وصلنا إليها الان والدرك الأسفل من التزوير والتمويه والتملق والفرشيه.
نحن لا نطلب من الناس سوء الأدب مع الرموز الدينية والسياسية والوطنية وسائر الناس، ولا التجريح ولا التشهير، ولكن نطالب الجميع بالكف عن هذا النفاق الاجتماعي وحجب الحقائق وإدخال هذه الرموز في نفق مظلم من الوهم فكم من راعي تسلم سدة الرعية وهو عاقل كيّس، فما زال الناس يمدحونه حتى صار أحمق طائشاً سفيهاً غره معسول الخطاب وأطاح بتوازنه جميل الثناء ، إن ضعف الوازع الديني والوطني والإنساني لدى البعض واختلال موازين الصدق والمصداقية أكثرتْ من ألقاب المديح وصفات التّزلّف بعدما كان الولاة الرعاة في كل عصر الخير والقيادة والريادة الايمانيه يمجون المديح ويستصغرون المتملق وهم قد فتحوا القلوب والأسماع والأبصار والبلدان بالإيمان والعدل والسلام، ولكن مسئولينا اليوم ركَّبَوا على صدورهم النياشين وعلى أكتافهم النجوم وفي الشوارع أقواس النصر وهو لم ينتصروا في معركة واحدة بل إن أجزاء من بلادهم يحتلها الدواعش والمارقين .
إن تمويه الحقائق على الرموز وصنّاع القرار والمؤثِّرين معناه ضياع البلاد والعباد، فهؤلاء المتملِّقون والمتزلفون من البطانة همهم أنفسهم، وهم الذين يحملون شعار كل شيء على ما يرام.!!! ومغالطات عظمى في التحليل والتعليل !!!وبعضهم هؤلاء الساسة يعلم إن بطانتهم تصوّب قولهم وتزخرف فعلهم حتى يوصلوهم إلى درجة العصمة الوظيفية ، فيبقى على خطئه، ويستمر على أوهامه، فالسياسي تحجب عنه حقائق الوطن والناس تحت مظلّة (الناس مرتاحون ويدعون لكم وهم في أرغد عيش وأحسن حال)، فيتُعطَّل اهتمام الولاة بأحوال الناس وحاجاتهم، وتنحدر البلاد في التّخلّف والفقر؛ لأن هذه العصبة قد ضمنت مصالحها، واطمأنت لمستقبلها، فلا يعنيها حال أحد من البشر.
أن لنا ألان إن نخلع الأقنعة السوداء عن وجوه هذه البطانة التي تحفّ بالوالي والعالم والوجيه والرمز والمسئول ؛ ليرى الأمور كما هي، وتتضح له الأشياء على حقيقتها، ويتخذ القرار المناسب والقول المناسب والرأي المناسب في الوقت المناسب، وبإمكانك أن تسأل كل بطانة متنفّذة نفعية عن الرمز الذي تحفّ به فسوف تسمع من التقديس والغلو والإطراء ما تنفر منه الأسماع، وتشمئز منه الطباع، ويورث الرأس الصداع. متطوعين دائما لإغراق صفحات الإعلام بقراطيس صفراء وأفاعي ملساء وحرابي متلونة كجوقة من البوقجيه واسطوات من المداحين وملمعي الوجوه الكالحة بدهان وإصباغ سيئة الصنع عديمة الجدوى وهم وبحق وعاظ السلاطين ومداحي المسئولين وسليلي بني سلول ومنافقين وذيليين وقى الله البلاد والعباد من شرورهم . قاتلهم الله أنا يؤفكون .
——————————————–