23 ديسمبر، 2024 11:49 ص

سلوك بعض السياسيين العراقيين ” يكاد المريب يقول خذوني ” ؟

سلوك بعض السياسيين العراقيين ” يكاد المريب يقول خذوني ” ؟

مشكلة العملية السياسية في العراق أنها لم تبنى على أسس وقواعد سليمة في ألاختيار وألانتماء والعمل , وهذه الظاهرة لم يسلم منها طرف دون طرف .
فأذا كان بعض ألاطراف قد وقع في خطأ ألاختيار وعدم صحة الولاء , فأن أطرافا أخرى وقعت بما هو أدهى وأعظم على الوطن والمواطن والمنطقة والعالم ذلك هو الوقوع في مشاريع ألارهاب ؟
وألاطراف التي وقعت في سوء ألاختيار وعدم الكفاءة معروفة  وهي المسؤولة عن تلكأ الحكومة ومؤسساتها , والتي وقعت وتورطت في مشاريع ألارهاب هي ألاخرى معروفة لآهل الخبرة والدراية من الذين يعملون على قاعدة : ” أتقوا فراسة المؤمن فأنه ينظر بنور الله ” وهذه ألاطراف هي المسؤولة عن الدماء وعن المطامع ألاجنبية في العراق وهي المسؤولة عن المكائد التي تنصب للعراق في سبيل تفتيت وحدته الوطنية وتقسيمه ؟
وسأضرب أمثلة مأخوذة مما مورس في الميدان العراقي وأترك ذكر ألاسماء حاليا حتى أضع القارئ والمتابع في صورة مايجري في مقاربة تأسيسية لمشروع ثقافي وطني يفتح الطريق لمصالحة وطنية مبنية على أسس تقويمية  عالية المعرفة في مفهوم : ” تكلموا تعرفوا والمرء مخبوء تحت لسانه ” .
وبهذا المستوى من الخطاب سأترك فرصة المراجعة للقريبين من الريبة , مثلما أفتح الباب واسعا للذين تأخذهم الغيرة على وطنهم أن لايضلوا في المناطق البرزخية من الحدث فألايام القادمة سيشهد العراق والمنطقة مزيدا من الخضات والتدافع وصغار المواقف سيقعوا تحت ألاقدام ؟
وألامثلة الميدانية هي :-
1-   أن صديق أعداء العراق هو عدو للعراق على قاعدة ” صديق عدوي عدوي”
وبعض ألاطراف يرتبطون بصداقة موثقة مع أسرائيل وأسرائيل عدو للعراق ومنهم من زار أسرائيل وعمل أو لازال يعمل نائبا في البرلمان العراقي ؟
وبعض ألاطراف يرتبطون بصداقة مع تنظيم القاعدة الوهابي التكفيري وتنظيم القاعدة عدو للعراق والنتيجة معروفة ؟
2-   وصديق خصوم العراق هو خصم للعراق وأن دخل العملية السياسية وأرشيف الزيارات موثق ؟
3-   وصديق حساد العراق لايؤتمن لآن الحسد مرض نفسي
4-   وصديق المزورين والمرتشين لايؤتمن لآن التزوير والرشا من الكبائر ؟
5-   ومن يفرض ألاقامة والتأشيرة والكفالة على العراقي في حركته بين المركز وألاقليم هو لايؤمن بهوية الوطن ولا الوحدة العراقية
6-   ومن يمنع الجيش العراقي من الدخول الى حدود ألاقليم هو يخبأ نوايا أنفصالية .
7-   ومن يستقبل الدبلوماسيين ألاجانب دون علم المركز هو يتعمد مخالفة الدستور
8-   ومن يعطي ألاوامر للبشمركة لتوجيه أسلحتها بأتجاه طائرة عراقية من الجيش ألاتحادي هو يختزن عدوانا لتفجير أزمة تحرق البلاد والعباد ؟
9-   ومن يعتبر كركوك قدس ألاقداس لحالة لم يتفق عليها العراقيون هو يعيش في عصر العنصريات البائدة ؟
10-                      ومن يصيبه الرعب من ألاتهامات القضائية يثبت على نفسه التهمة
11-                      ومن لايمتثل للقضاء يكشف عن وجه الجريمة .
12-                      ومن يستعين بالخصوم وألاعداء على بلده يسقط الوطنية عن نفسه بنفسه ؟
13-                      ومن يرمي الدولة والقضاء بالخيانة والتأمر حتى يهرب من ميزان العدالة هو متمرد يستحق العقاب
14-                      ومن يشنع بالقرارات القضائية ويعتبرها ضد أهل السنة أو ضد أهل الشيعة , فأنه يكشف عن عدم أخلاصه لا للسنة ولا للشيعة ؟
15-                      ومن يدعو للطائفية يثبت على نفسه كل ماذكرناه أنفا ؟
16-                      ومن يشنع ويشهر ويسقط الشخصيات المعروفة في المقاومة ضد أسرائيل , يكشف عن بضاعة مباعة لآعداء وخصوم العراق ؟
17-                      ومن يساهم في سرقة مال العراق ويؤخر مشاريع التنمية وألاعمار هو صديق لخصوم وأعداء العراق .
18-                      ومن يغطى على الحواشي المرتبطين بألارهاب هو عدو للعراق ؟
19-                      ومن يتكتم على الخلايا والبؤر التي تتكالب على نهب خيرات الخيرات وزرع الفتنة بين العراقيين هو خائن للعراق .
20-                      ومن يتعاطف مع بعض أوكل هؤلاء الذين ذكرناهم هو واهم ويعاني من خلل في هويته الوطنية لاسيما الذين يعملون في الصحافة وألاعلام والفضائيات ؟
هذه هي بعض ألامثلة الميدانية التي تتكرر مشاهدها في الساحة العراقية بعضها من موقع القرار والمسؤولية , وبعضها مشارك في العملية السياسية , والبعض ألاخر يرتبط بعلاقات مع مستويات مختلفة من الكتل وألاحزاب والحكومة والبرلمان ومجالس المحافظات .
ومن هنا تكمن الخطورة : فأذا أريد للقضاء العراقي أن يكون حاسما حازما فلابد له من المتابعة والمواجهة بجدية تشفي غليل أهالي المغدورين والمعتدى عليهم .
ولابد للآحزاب والكتل العراقية والعشائر والنخب المثقفة والمؤسسات ألاعلامية من الوقوف الى جنب القرارات القضائية بشرط العدالة , والى جانب الحكومة بشرط ألانصاف وعدم التحيز .
والمراد من كل ذلك أن يكون لنا دستورا مطبقا , ودولة لها هيبة , وسيادة غير منقوصة ولا مخترقة وهوية وطن واحد .
أن بقاء بعض المريبين والمرتابين في صفوف البرلمان والحكومة ومجالس المحافظات وفي مؤسسات الدولة هو يمثل ألاعاقة الحقيقية لمجريات العدالة وحقوق المواطنة والتنمية البشرية التي تنعكس ثمارها على الجميع , والتخلص من هؤلاء جميعا تحتاج الى تعاون وتأزر مع أخلاص للوطن وثقة بعضنا بالبعض ألاخر وهذا يعتمد على مايلي :-
1-   حكومة قوية متماسكة
2-   جهاز أمني قوي مهني غير مخترق
3-    جهاز قضائي حاسم وحازم ومستقل
4-   برلمان متماسك حريص على التشريع والمراقبة بحيادية
5-   نخب ثقافية تثبت حضورها الفكري لصالح الوطن وتثري التحليل برؤى ثاقبة .
6-    أعلام مهني  غير مخترق ولا تابع للآجنبي
7-    حاضنات دينية لايخضع خطابها للمزاج الطائفي وألاهواء الحزبية
عندما تتوفر لنا مثل هذه المحاور , فأننا نستطيع بعد ذلك غربلة المفسدين والمندسين ومن يتأثر بأهوائهم , ولايعود البلد منقسما عند كل أجراء قضائي أو أمني تفرضه ظروف العراق ومايتعرض له هجمات أرهابية ومن خطط أقليمية أو دولية تتمدد هذه ألايام عبر الباتريوت والقبة الحديدية تارة وعبر تسليح ألارهاب والمجموعات المسلحة تارة أخرى , وعبر الحصار ألاقتصادي والعقوبات المرفوعة بوجه ألاعتدال والممانعة والتي جعلوا أحد أتباعهم يقول عن الممانعة بأنها كذبة وخيال غير موجود وهو تجري عير مسبوق في صراع ألافكار والحضارات ؟
أن العراق من خلال كل ماتعرض له وما ينصب له من مكائد لابد له من أن يحدد مساره الوطني وموقفه ألاقليمي والدولي على هدي مصلحته الوطنية ومستقبله النفطي والمالي في عالم مقبل على الخواء وألافلاس .
وهذا ألامر هو خطب جلل يحتاج عقول الرجال التي تؤسس لمؤتمرات موسعة وندوات شعبية لاتستثني منها مدينة دون مدينة ولا طرف دون طرف أخر , ينخرط فيها الجميع : الجامعات , وألاعلام , والمرجعيات , والعشائر والمنظمات المهنية والنخب الثقافية والصحافة حتى ننضج مناخا جديدا وتطلعا جديدا لوطن ينعم به الجميع ويرعى الجميع ويخلص له الجميع .
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]