كبداية من هو سلمان عودة ؟ الدكتور سلمان عودة هو رجل دين سعودي بارز ينتمي لما يدعى بتيار الصحوة ، وهو تيار قريب من فكر الاخوان المسلمين ، وكان سلمان العودة أحد المشايخ الذين شكل نقدهم الشديد للتعاون مع الولايات المتحدة في حرب الخليج الثانية بداية بروزهم في مايو 1991، وكان سلمان العودة وسفر الحوالي وعائض القرني وناصر العمر من بين الموقعين على خطاب المطالب الذي شمل المطالبة بإصلاحات قانونية وإدارية واجتماعية وإعلامية تحت إطار إسلامي. في سبتمبر 1993 مُنع سلمان العودة وسفر الحوالي من إلقاء الخطب والمحاضرات العامة، وفي 16 أغسطس 1994 اعتقل العودة ضمن سلسلة اعتقالات واسعة شملت رموز الصحوة وقضى بضعة أشهر من فترة اعتقاله في الحجر الانفرادي في سجن الحائر. أطلق سراح العودة في أبريل 1999.
كتب سلمان عودة في موقعه يوم الجمعة 15/3 خطابا مفتوحا مطالبا بالاصلاح في المملكة اثار موجة واسعة من الردود اتهم فيه المسؤولين الحاليين في السعودية بمصادرة الحقوق ، مطالبا بالاصلاح وحذر في الوقت ذاته من الاحتقان في المملكة. حيث قال”الناس هنا لهم أشواق ومطالب وحقوق، ولن يسكتوا الى الابد على مصادرتها كليا أو جزئيا وحين يفقد الانسان الامل، عليك أن تتوقع منه اي شيء”.
وشدد قائلا بان هناك “مشاعر سلبية متراكمة منذ زمن ليس بالقصير إذا زال الاحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، واذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء، ومع تصاعد الغضب تفقد الرموز الشرعية والسياسية قيمتها، وتصبح القيادة بيد الشارع”.
وفسر “اسباب الاحتقان الى الفساد المالي والاداري والبطالة والسكن والفقر وضعف الصحة والتعليم وغياب افق الاصلاح السياسي”، مشيرا الى ان “استمرار الحالة القائمة مستحيل لكن السؤال الى اين يتجه المسار؟”.
ويشير عودة الى فشل الحل الامني في احتواء الازمات الحالية بقوله “القبضة الأمنية ستزيد الطين بلة وتقطع الطريق على محاولات الاصلاح”. واكد ان “ارتفاع الهاجس الامني جعل معظم انشطة الدولة خاضعة للرؤية الامنية”.
وتطرق الى المعتقلين قائلا “تم حشد كل المشتبه بهم داخل السجون، وكانت الفرصة مواتية لاخراج كل المشتبه ببراءتهم، لكن هذا لم يحدث (…) وعاقبتها زرع الأحقاد والرغبة في الثأر وانتشار الفكر المحارب بشكل اوسع داخل السجون”.
وقال العودة ان “العديد من أفراد الاسرة الحاكمة ليسوا موافقين على سياسة السجون وهذا معروف بتويتر وفي المجالس”. وانتقد العودة “سيطرة جهاز المباحث على السجين منذ الرقابة وحتى الاعتقال والتفتيش، ثم المحاكمة والتنفيذ جعلته محروما من حقوق كثيرة”.
وحذر العودة من اغلاق الابواب لان “المضطر قد يركب الصعب ويغفل عن المصالح والمفاسد يجب ان يغلق هذا الملف ولا يبقى من الموقوفين الا من ثبت تورطهم وصدرت ضدهم أحكام شرعية قطعية، وأن يعلن هذا عاجلا”. “إذا زال الإحساس بالخوف من الناس فتوقع منهم كل شيء، وإذا ارتفعت وتيرة الغضب فلن يرضيهم شيء”.
ويعكس هذا الخطاب حالة الاحتقان والاقصاء واسكات الصوت الاخر السائدة في المملكة السعودية وتعليل كل تحرك جماهيري بوجود ايادي خارجية عابثة ولم ينس العودة الاشارة الى ذلك حيث قال “ترويج وجود جهات خارجية ليس حلا، والواقع ان الخصوم يحاولون استغلال اوضاع داخلية لها اسبابها التي لا يجوز تجاهلها”.
لااحد بمأمن من رياح التغيير والسعودية لن تكون استثناء من القاعدة ابدا حيث “الناس هنا مثل الناس في العالم، لهم أشواق ومطالب وحقوق، ولن يسكتوا إلى الأبد على مصادرتها كلياً أو جزئياً.”