السلطة الانقلابية هي سلطة غير شرعية بحكم طبيعتها هذه، لذلك تعيش تحت وطأة هذه الأزمة.
انها سلطة مأزومة سياسياً وحضارياً لأنها صادرت حقوق المواطنين المدنية والسياسية معممةً أزمتها واضطرابها الداخلي عليهم بالقمع والتبعيث لذلك هرب كثيرون من جحيمها، نعم جحيمها فقد شنت هذه السلطة منذ البداية حملة لتبعيث المجتمع. الذين التحقوا بها أصبحوا جزءا منها، والذين رفضوا أصبحوا تحت الرقابة وعندما يتم الإيقاع باحدهم سيجبر على التحوّل الى عين من عيون الأجهزة الأمنية او يموت تحت التعذيب وهذه حالة دائمة ومستمرة وليست محدودة لذلك هرب الكثيرون.
والهارب هنا لا يُعد مهزوماً لأن المعركة غير متكافئة، فالذي ينقذ نفسه لا يُعيد مهزوماً، إنما المهزوم سياسياً واخلاقياً هو السلطة المضطربة ذاتها لانها خائفة من مجتمع .. !!
السلطة المهزومة هذه جعلت البلاد والمجتمع ضحية لاضطرابها الداخلي، ضحية لاجهزتها القمعية الوحشية وحروبها المشبوهة التي أكلت الأخضر واليابس. ألا لعنة الله على القوم الظالمين.
ملاحظة : سلطة ما بعد ٢٠٠٣ هي سلطة خونة ولصوص، أي أنها خرجت من نفس المستنقع، مستنقع الأزمة والاضطراب فلا مجال للمقارنة هنا.