22 نوفمبر، 2024 4:08 م
Search
Close this search box.

سلطة بيضاء في وجه اسود

سلطة بيضاء في وجه اسود

هذا العنوان وصف أطلق على  الادارة الامريكية في زمن الرئيس بارك اوباما الذي تنتهي ولايته خلال ايام ، من قبل أمريكيين منهم من  يحمل لون ( بشرته السوداء )  نفسها ، لان رئاسته  في نظرهم ( لا تختلف عن أي رئيس أبيض سبقه ) .. وتلك هي  حقيقة السياسة الامريكية … وهي اشارة أيضا لمن يتوقع ان تتغير تلك السياسة ، اذا ما دخلت هيلاري  كلينتون  الى البيت الابيض رئيسة هذه المرة ، وليست ( السيدة ألاولى ) كما كانت في رئاسة زوجها بيل كلنتون …فبعد ان أذاقت الولايات المتحدة الامريكية العالم مر العذاب ، استبشر ( المعذبون في الارض ) بنارعنجهيتها خيرا أن  تتغير نحو الافضل ، لأنها اختارت ( بارادتها   الديمقراطية ) رئيسها  (الاسود اوباما ) ذا الاصول الافريقية ، المنحدر من كينيا ، وتوقعوا أنه سيحقق ( طفرة ) غير اعتيادية في السياسية الامريكية ،  تناسب ذلك التغيير ، وينصف  ضحاياها ،  ويمد يده لمن يحتاجها ، وسيعم الارض السلام ، وسيكون ملاذا لكل مظلوم  ،  وسيساعد  افريقيا  قبل غيرها ، بعد أن قاسى ( ألأجداد ) فيها من التخلف والحرمان والاستبداد  الكثير ، وحان وقت انهاء المعاناة على يد رئيس أكبر دولة يحمل لونها ..  ولكن …
هل يمكن  لأوباما ( الاسود )  أن يحقق لافريقيا ( السوداء )  شيئا مما تحلم به ، وهو لم ( ينصف ) السود في بلاده  ، وهم من وصفوه في  تظاهرة أمام البيت الابيض بأنه يمثل ( السلطة البيضاء في وجه أسود ) .. أو هو ( جمهوري  أبيض بوجه اسود  ) كما وصفه المفكر ( كورنيل ويست ) البروفسور في جامعة برنستون ، فيما يرى أريك دايسون بروفسور علم الاجتماع في جامعة جورج تاون بانه ( خان المجتمع الاسود ، وجاء عكس التوقعات  بان عهده سيشهد تحولا حقوقيا واجتماعيا يقلل من العنصرية ، ويرفع المستوى الاقتصادي ) …  
واذا كان السود سعداء بانهاء ( احتكار الابيض ) للبيت الابيض  لكنه ( لم  يفعل شيئا من أجلهم ، يوازي وزن أصواتهم ، التي منحوها له ) … ولذلك ..
تجد هناك من ذهب في توقعاته ، ومنهم من السود بان ( كلنتون  قد تفعل في حال فوزها ، ما لم يفعله أول ( رئيس أسود ) لامريكا ،  مثلما  فعل ابراهام لينكون ، الذي قام بتحرير العبيد ، وليندون جونسون الذي مرر قانون الحقوق المدنية …) …  ..وتقفز الى ذهن العربي – وهو  يتابع هذه السياسة ( لأوباما الاسود )   الذي لم يفعل شيئا  ( لبني لونه )  على حد من يرى ذلك –  قضيته التي كانت في يوم ما تسمى ( مركزية )  ويتساءل :  ماذا حقق  أوباما  للقضية الفلسطينية  ما لم يحققه اسلافه  ( البيض ) من الرؤساء …؟ …هل أعاد  لأهلها حقهم المغتصب ، واقام دولتهم التي لم يعد يذكرها أحد  الأن ..؟..  وهل نفذ وعده  في زيارته ( التاريخية ) للقاهرة وخطابه في جامعتها … وهكذا جرت المقادير بخلاف التمنيات …  
 واذا كان هناك من يقول ( ان اوباما قد أخرج قوات بلاده  المحتلة  من العراق ) ، فهناك من يقول ايضا انها  (( عادت بمسمى أخر ، وأنه شجع بسياسته في التعامل مع  الشعب العراقي على اساس المكونات الفتنة الطائفية ، والمشاريع التقسيمية ، بعد أن وضع الاحتلال اساس التشرذم والذاتية بالمحاصصة ، وهذا ما يرفضه العراقيون المتمسكون بوحدتهم ، وهو أيضا من جعل من داعش  ، وكأنها هي ( الدولة الاعظم ) في ( منظاره) ، ولا يناسبها ( في مخططه ) غير هذا العدد من التحالف  ( !!! ) لكي يجعل العراق  ساحة مفتوحة أمام الجميع بهذه الحجة وهي من صنعهم )) ..
وقس على ( انجازاته ) ما حققته امريكا  من ( انجازات  تدميرية ) في ( ولايته ) في  سوريا وليبيا واشعال الاضطرابات ، والمشاكل في المنطقة  …
ولكن مقابل ذلك  هناك من يرى أن لأوباما ( حسنة ) من الواجب أن يسمعها وهو على ( قيد الولاية )  وهي انه أعاد روسيا  الى الصدارة  من بوابة سوريا.. ولعلها  تكون البداية لعودة الحرب الباردة ..وليس ذلك على روسيا بالأمر السهل ، ولكنه ليس بالمستحيل  ان صممت على ذلك في ظل قيادة شابة  طموح يمثلها الرئيس بوتين …
اذا كانت تجربة الادارة في  امريكا برئاسة اوباما  ( الاسود ) لم تخرج بشيء جديد يختلف عن ( الرئيس الابيض )  .. فهل  يمكن ( لسيدة ) في حالة فوز كلنتون  ان تغير شيئا من السياسة الامبريالية الامريكية  وتكون لمساتها ( الانثوية ) واضحة فيها …؟+ اشك   ..+ لان السياسية الامريكية واحدة ، وإن تغيرت الوجوه ..

أحدث المقالات