دراسة أعدها
زياد الشيخلي/ أنمار نزار الدروبي
في هذا المقال نود ان نسلط الضوء ونوضح بعض الامور التي تعتبر خفية على بعض القراء وممن لايعلمون الكثير عن شخصية قيادية تعتبر من الشخصيات التي تتسم بصفات كثيرة منها الانسانية والكفاءة والمهنية والوطنية والتواضع وغيرها الكثير, أنه الفريق اول الركن سلطان هاشم أحمد محمد الطائي وزير الدفاع الاسبق …
1. السيرة الذاتية..
ولد سلطان هاشم أحمد محمد الطائي في محافظة نينوى عام 1944م.
تخرج من الكلية العسكرية عام 1964 م ومن كلية الأركان عام 1976.
انخرط في دورات عسكرية في الاتحاد السوفيتي السابق و بريطانيا و الولايات المتحدة الأمريكية. عمل أستاذا في الكلية العسكرية.
عين آمرا للواء المشاة الخامس في الفرقة الرابعة، ثم قائدا للفرقة الرابعة، ثم قائدا للفيلق الخامس ثم الفيلق الأول خلال الحرب العراقية الإيرانية عام 1980-1988.
إبان أم المعارك، كان يتولى منصب معاون رئيس الأركان للعمليات، واستمر في المنصب حتى عام 1993 م.
هو من أبطال معركة القادسية ( الحرب العراقية الإيرانية ) ومنازلة أم المعارك , وله العديد من النياشين والأوسمة والأنواط والقلادات التكريمية عرفانا ببطولاته وشجاعته
ترأس الوفد العراقي خلال مفاوضات وقف إطلاق النار مع قوات التحالف عام 1991 م خيمة صفوان .
عين محافظا لنينوى ” الموصل ” عام 1994 م
في عام 1995 م عين في منصب رئيس هيئة أركـان الجيش العراقي.
وفي عام 1997 م عين بمنصب وزير الدفاع ” عضو القيادة العامة للقوات المسلحة العراقية” خلفًا للفريق أول ركن علي حسن المجيد.
2. محاكمته..
اعتقل في عام 2003 م في شهر سبتمبر بعد أن عرض عليه وزير حقوق الإنسان في مجلس الحكم الانتقالي داوود باغستاني وهو من أصول كردية أن يقبل بالوعد الذي قطعه قائد الفرقة 101 الأمريكي الجنرال داڤيد پتريوس وخلال مفاوضات الاستسلام قالوا له أنه سيتم إطلاق سراحه فورا نظراً لشعبيته الجارفة في العراق ووسط الجيش العراقي ولكن سرعان ما نكث الأمريكان وحلفائهم بوعدهم واحتجزوه ظلما وزورا
..ومن ثم حكم عليه بالإعدام شنقا، بتهمة ارتكاب جرائم حرب ضد الإنسانية؟!
مما لاشك فيه ان العالم أجمع يعلم ومتيقن بأن محاكمة بعض القادة العسكريين للنظام السابق كانت محاكمات غلب عليها الطابع السياسي بكل ماتحمله الكلمة من معنى! حيث ابتعدت تلك المحاكمات وماتضمنت حيثياتها من أجراءات تحقيقية وغيرها عن المهنية والشفافية..فكيف ومتى وأين ولماذا يحاكم قادة عسكريين أو أي منتسب في أي جيش في العالم لأنه نفذ أوامر قيادته العسكرية والسياسية العليا..لاسيما أن هاشم والآخرون من القيادات العسكرية العراقية والتي تقضي الباقي من حياتها خلف القضبان كانوا ينفذون الأوامر العسكرية، والتي تصدر من القيادة العامة للقوات المسلحة آنذاك، ولايخفى حتى على الطفل الرضيع بأن مخالفة الأوامر العسكرية وعدم تنفيذها تضع صاحبها تحت طائلة القانون والمحاسبة التي تصل في بعض المواقف الخطيرة إلى حكم الإعدام.
3. خيوط المؤامرة لاغتيال هاشم وباقي كبار قادة الجيش العراقي السابق..
لايزال وبعد ستة عشر عاما يمارس بعض الحاقدين على جيشنا البطل السمسرة السياسية..وهم وكلاء لدول من سياسيين وإعلاميين وأبواق أخرى..من خلال الدعاية السوداء والهتافات البغيضة الكاذبة ضد سلطان هاشم وغيره من القادة العسكريين..بدعوى أن هؤلاء القادة كانوا قد ارتكبوا(جرائم حرب) والاعتداء على الدول المجاورة..
حيث تجدر الإشارة إلى أن إيران وعملائها لاتتوقف عن التآمر على العراق..عبر تشويه صورة وسمعة الجيش العراقي السابق الذي لقنها أروع وأعظم الدروس في القتال والذود عن شرف الأمة وكرامتها ضد الهجمة الفارسية على الحدود الشرقية للعراق.
4. إطلاق سراح سلطان هاشم مطلب جماهيري..
مهما كانت الزاوية التي نرى منها الأحداث، وسواء اختلف البعض أو اتفق..فالثابت هو أن الجيش العراقي وبكل منتسبيه وضباطه وقادته حققوا نجاحات كبيرة للعراق أيا كان أسمها أو المسميات التي يطلق عليها. وتحديدا يمثل الفريق أول سلطان هاشم أحد أكبر قادة الجيش العراقي رمزا من رموز العسكرية العراقية..الذي علمونا وربونا عسكريا وأخلاقيا..تربية عسكرية كانوا لهم الفضل فيها..فصنعوا منا رجالا وقادة نفتخر بأنفسنا ويفتخر العراق بنا.
وبسؤال وتدقيق عن هذا القائد (سلطان هاشم).. ذلك الرجل المتواضع في كل مسيرة حياته العسكرية..لاسيما أن غالبية الشعب العراقي يعرف ومطلع على معدن هذا الرجل المحترم وقيمته وإيمانه العميق بالدفاع عن أرض العراق وحماية شعبه..بيد أن سلطان هاشم لم يكن وزيرا للدفاع وحسب..بل كان مواطنا عراقيا أصيلا خرج من أرض وادي الرافدين وشرب من فراتها وعشق دجلتها.. وأعطى من حياته الكثير وضحى بالغالي والنفيس ليدافع بعقيدة المقاتل الغيور عن العراق من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه..
لقد ضحى الفريق أول سلطان هاشم من أجل بغداد وكربلاء والرمادي واربيل..وحمى ودافع هاشم عن أبن السماوة وميسان وعن أهله في النجف وعشيرته في زاخو وأصدقائه في الفاو وقاتل من أجل أحبابه في صلاح الدين.
واليوم تمثل المطالبة بإطلاق سراح سلطان هاشم..درس عظيم وكبير وذو معاني قيمة ومبادئ قل نظيرها لو تمت إجراءاته فعلا.
لقد كان هاشم..أبا ومعلما عطوفا متواضعا أنسان بمعنى الكلمة قائد شجاع مهني وطني ..