23 ديسمبر، 2024 2:04 ص

سلطان هاشم المقاتل الذي لم يخسر معركة

سلطان هاشم المقاتل الذي لم يخسر معركة

سلطان هاشم عضيب الحمد من أهالي راس الجادة في الموصل هكذا نعرفه ونعرف عائلته ونحن في محلة او منطقة قريبة على منطقتهم ، لم التقى به مباشرة او التحدث اليه ولكن شاهدته لأكثر من مرة في منطقتهم القديمة ومحل متواضع لأشقائه وابناء عمومته وأصدقائه يتواجد فيه اثناء تمتعه بالإجازات وكذلك في الجامع الذي شيده واخوته في صلاة الجمعة عندما يكون في الموصل ولي علاقات طيبة مع شقيقه الصغير الرياضي وبطل الاركاض القصيرة سعد الله ومع أبناء عمومته الذين يمتهنون الاعمال الحرة وليس لهم علاقة بالوظيفة العامة وهم أناس تغلب عليهم الطيبة والتواضع وبعيدينا كل البعد عن التكبر بحيث عندما تتكلم مع احدهم وكإنك تتكلم مع شخص تعرفه منذ زمن وفي هذه البيئة ومن هذه الارومة نشأ سلطان هاشم
واكيد الذين بأعمارنا ممن ادركوا حرب الخليج الأولى والثانية وايام الحصار ومن بعده الاحتلال الأمريكي قد فرضت علينا ظروف تلك المرحلة الزمنية الاطلاع على الكثير من الأمور العسكرية وبتفاصيلها بحكم السوق للخدمة العسكرية الإلزامية او الاحتياط او من خلال الانخراط والتطوع في الجيش فضلا عن المتابعة لوسائل الاعلام والعلاقات الاجتماعية مع الأقارب والأصدقاء ممن كانوا في قواطع القتال ومنهم من ذهب للقاء ربه ونحسبه عند الله شهيدا او من بقي على قيد الحياة او من غادرنا الى دار البقاء ان يكون لهذا الجيل ثقافة عسكرية لو بسيطة بحيث يعرف هيكلية القوات المسلحة وقواطع عملياتها فضلا عن الامراء والقادة ، ونعود بالحديث عن المرحوم سلطان هاشم احمد والذي كان عند بداية الحرب مع ايران أوائل ثمانينيات القرن الماضي امرا لاحد أفواج اللواء الخامس (مشاة) وكانت رتبته العسكرية لا تتعدى رتبة مقدم ركن ، ولا اريد التحدث عن المعارك التي خاضها او مواقفه الإنسانية وكيفية تعامله مع جنوده وضباطه ، فلحد كتابة هذه السطور لم نسمع من جندي او ضابط ممن خدموا معه التكلم عنه بسوء ومع ذلك سأورد ما كتبه عنه قادته ممن كان المرحوم سلطان هاشم بإمرتهم واترك التعليق للقارئ الكريم .
يقول الفريق اول الركن نزار عبد الكريم الخزرجي في كتابه (الحرب العراقية – الإيرانية 1980 – 1988) مذكرات مقاتل ما نصه: {اللواء الركن الفريق الأول الركن فيما بعد سلطان هاشم احمد واحد من الضباط الشجعان الذين عملوا بإمرتي وكان حرفيا ومهنيا تدرب على الحروب الجبلية ومارس قيادة القطعات فيها حتى وصل الى منصب قائد فليق، عمل بمعيتي في الأركان العامة معونا لرئيس الأركان للميرة (الاسناد اللوجستي)، ثم عمل معاونا لرئيس الأركان للعمليات ن فرئيسا لأركان الجيش فوزيرا للدفاع. اسرته القوات الامريكية بعد الغزو وسلمته للحكومة التي نصبتها }.ص356 من الكتاب.
ويقول عنه كذلك { كان اللواء سلطان هاشم احمد من الضباط الجيدين جدا له خبرة ومعرفة بالعمل والقتال في المناطق الجبلية ويمتاز بالصدق والاستقامة ودماثة الخلق. كان محبوبا من مرؤوسيه واقرانه، لكنه كان متأثرا بالأساليب التي ورثها عن امرين وقادة عمل بإمرتهم ومعظمهم من المحافظين في النهج والفكر العسكري} انتهى الاقتباس من كتاب الخزرجي فأي وصف هذا واي اشادة هذه ومن من من الفريق الأول الركن نزار الخزرجي الذي نشأ نشأة حزبية وعسكرية معا في حين المرحوم سلطان هاشم لم يكن كذلك وعند استعراضي لكتاب الخزرجي وجدته يذكر سلطان هاشم لأكثر من 20 مرة ، ولا اريد ان ازيد وأضيف على شهادة قائد عسكري استراتيجي بحق ضابط عمل بإمرته يكفي المرحوم سلطان عندما يوصف (بالجيد جدا والصدق والأمانة والاهم انه محبوب من مرؤوسيه وليس رؤسائه فقط وانما من معيته ) لله درك يا أبا احمد .
اما الفريق اول الركن هشام صباح الفخري يقول في مذكراته التي أصدرها بداية الالفين من القرن الماضي بعد الإشادة بكفاءة سلطان هاشم المهنية ما نصه (ويتمتع بحسن الطالع). هذه الإشارة او الجملة جعلتني ابحث عن ما يقصده المرحوم الفخري بها وما يعنيه فوجدت من خلال التتبع لمسيرة المرحوم سلطان هاشم انه لم يخسر معركة وانه ما دخل في معركة الا وحسمت لصالحه وصالح قطعاته التي يقودها لذلك زجت به القيادة العسكرية والسياسية السابقة في كافة قواطع العمليات من الشمال الى الجنوب ، ويذكر لي احد العاملين معه في معارك سومار بداية الحرب وكانت المنطقة جبلية وكان الرئيس الأسبق يتابع المعركة من مرقب ومن خلال ناظور وشاهد ضابط يحمل صندوق العتاد ويتسلق المرتفع لإدامة المعركة وتزويد الجنود بالعتاد فطلب الرئيس معرفة الضابط ومنصبه وبعد الاتصالات تبين ان الضابط هو امر فوج في اللواء الخامس ويدعى سلطان هاشم ومن هنا وحسب قول محدثي بعدها تم تكريمه وبدأ نجمه يلمع ويصعد ، هذا هو سلطان هاشم احمد لم نسمع عنه الا كل الخير ممن عملوا معه ودليلنا اليوم والبارحة خلال استلام جثمانه والصلاة عليه وتشييعه الذي لم يشهد مثله العراق ، نم قرير العين يا أبا احمد فمن صلى عليك ومن تبعك الى قبرك ومن ترحم عليك ودعى لكم بالخير ملايين البشر ومن كل انحاء العراق والعالم ثوابها عند الله كبير لك الرحمة وتعازينا لأهلك ومحبيك.