9 أبريل، 2024 7:08 ص
Search
Close this search box.

سلطان قابوس هل يتحدى ترامب !؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

ماذا حدث .؟ وماذا قد يعقبه من احداثٍ ومضاعفات .!

ما أنْ مرّت 48 ساعة على قرار الرئيس الأمريكي بوضع الحرس الثوري الأيراني في قائمة الأرهاب موضع التنفيذ يوم الأثنين الماضي , وما يقابله من اتخاذ طهران قراراً مقابلاً بوضع القوات الأمريكية في غرب آسيا في قائمة الأرهاب ايضاً , والعالم يترقّب تطوراتٍ محتملة من الجانبين الأمريكي والأيراني .

فوجئ المراقبون والرأي العام بدخول بوارج وطرادات ايرانية من كلا قوات الحرس الثوري والقوة البحرية الأيرانية الى سواحل سلطنة عمان للقيام بمناورات مشتركة تتضمن فعاليات مختلفة , وفي هذا الوقت بالذات , ويلاحَظ في هذا الصدد عدد من المعطيات وربما التداعيات خارج نطاق العلاقات الدولية السائدة في اجواء المنطقة : –

A \ أنّ القوة البحرية الأيرانية هي التي تقدّمت او جاءت الى الساحل العماني وليس العكس ” اي لم تتحرك البحرية العمانية نحو السواحل الأيرانية ” وفي ذلك اكثر من معنى ومغزى سياسي , وهو نقطة لصالح الجانب الأيراني وليس العماني .!

B \ لا يمكن للسلطان قابوس أن يتخذ ايّ قرارٍ سياسي يتعلّق بموقف السلطنة من الأحداث العربية والأقليمية والدولية من دون ضوءٍ اخضر من بريطانيا , وهذا ما دأب عليه قابوس منذ استلامه السلطة بعد الإطاحة بوالده عام 1970 , بل انه يتابع اخبار الصحف البريطانية للبحث عن ايّ جنرالٍ بريطاني يحال الى التقاعد ليوجه له الدعوة الى قيادة احدى الفرق او الألوية العسكرية العمانية مقابل امتيازاتٍ خاصة .

C \ لا ريب أنّ خطوة او القرار العماني بأجراء مناورات مشتركة مع البحرية الأيرانية إنّما موجّه بالضد من المملكة العربية السعودية ودولة الأمارات ومملكة البحرين في خلافهم الستراتيجي مع طهران , وهو وقوفٌ غير مباشر مع الحوثيين في حدودهم المشتركة مع عمان من الجانب الشرقي لليمن . وقبل كلّ ذلك فالخطوة العمانية هذه تعكس الموقف المتضاد للسياسة البريطانية من الرئيس ترامب وسياسته في المنطقة , وهو موقف شبه معلن وبشكلٍ نسبيّ لكنما قد اتخذ له آليّةً جديدة تدركها واشنطن بالكامل.

  تقييم الموقف العماني هذا او العماني – البريطاني وفق الحسابات السياسية ومن اكثر من زاوية , فهو موقف معنوي لا تأثير له على النزاع القائم بين واشنطن وطهران , والذي جليّاً يبدو أنّ الولايات المتحدة ماضيةٌ فيه بصيغٍ تصعيدية , كما انه يمثّل شرخاً ما في عموم الموقف الرسمي العربي , ولعلّ السلطنة لا تمتلك ايّة آليةٍ لإحداث تغييراتٍ في عموم الموقف الخليجي سوى فتح حدودها ” ليلاً ” لأيصال الأسلحة والصواريخ الى الحوثيين من ناحيةٍ افتراضيةٍ على الأقلّ , كما ليس بمستبعدٍ أنّ سفن البحرية الأيرانية التي وصلت الى سواحل مسقط , قد تكونٌ محمّلةً بشحناتِ اسلحةٍ حديثة ومستلزماتٍ لوجستية – عسكرية الى الحوثيين , من ناحيةٍ افتراضيةٍ اخرى .!

أمّا موقف بريطانيا في ذلك او في تسخيرها وتجييرها لسلطان قابوس في السلوك الموجّه الى الأدارة الأمريكية فلا يشكّل اكثر من < نيران ازعاج > حسب المصطلح العسكري , وبريطانيا مافتئت وما انفكت تعاني من بعض تداعياتٍ لأتفاقية بريكست < وبهذا الصدد دعونا نلتقط بعض الأنفاس ونأخذ Break مؤقت > لنوضحّ للبعض الذين يجهلون المعنيين اللغوي وغير اللغوي لمفردة بريكست , فهي تعني اختصاراً لعبارة British Exit أي خروج او مغادرة بريطانيا من عضوية الأتحاد الأوربي , والذي يرتّب عليها التزاماتٍ سياسية ومالية من جانبٍ واحد , بجانب ما تشهده حكومة ” تيريزا ماي ” من اعتراضاتٍ جمّة في مجلس العموم البريطاني وقوىً سياسيةً اخرة من خارج البرلمان , ولا سيما من الصحف البريطانية المؤثرة .

وقد يترآى لبعض المرء أنّ بريطانيا لم تتخلص بعد من عقدة افول نجمها في الشرق الأوسط منذ اكثر من نصف قرنٍ وسيما في مواجهة الولايات المتحدة , بالرغم من أنّ هذه المواجهة المفترضة قد ابتدأت منذ مجيء الرئيس ترامب للرئاسة , كما لابدّ من أخذٍ في الأعتبار أنّ هنالك مصالح اقتصادية محددة تجمع بين لندن وايران , لكنها لا مجال لها لبلوغ المجاهرة أمام اضواء وسائل الإعلام المتربّصة ” البريطانية اولاً والعالمية ثانياً ” .

النزاع المتبادل بين الولايات المتحدة والحكومة الأيرانية والذي في اولى مراحله التصعيدية , من الصعب او المحال التأثير في مجرياته بمواقفٍ غير عملية كموقف سلطنة عمان او مرادفات ذلك من دول المنطقة او حتى الأبعد منها .! 

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب