10 أبريل، 2024 8:10 م
Search
Close this search box.

“سلسلة وين بيها وشلون تاليها “…(2)

Facebook
Twitter
LinkedIn

العرافون والمنجمون الفضائيون كذبة دجالون !!
من نكد الدنيا على الشرفاء والفضلاء وأصحاب المبادئ والقيم ، ومما يؤسف عليه حقا ، هو أن غثاء الدهماء ومن على شاكلتهم من الرعاع وسقط المتاع والغجر”الكاولية “بات يتلاعب بالعقل الجمعي للأمة ، و يلوث أخلاقيات شعوبها ، ويعبث بأعرافها ومجتمعاتها وتقاليدها وقيمها،بعد أن أتاح لهم الفضاء السيبراني ،وعالم السوشيال ميديا متمثلا بمنصاته الهلامية السائبة ولا سيما منها تطبيق TikTok الصيني ، وفيس بوك وانستغرام الأمريكيين ، وتيليغرام الروسي ليمنحهم الفرصة الذهبية بنشر خزعبلاتهم وأباطيلهم بين الناس على مدار الساعة من دون حسيب ورقيب بهدف تصدر الترند ، وحصد المزيد من الارباح المتأتية من السحت الحرام فهذه المحتويات المتهافتة ، والاخلاقيات الساقطة ،والاجساد العارية،والافكار الهابطة باتت تنتشر كالنار في الهشيم وبما أفسد مجتمعاتنا ، وزعزع منظوماتنا الاخلاقية الا ما رحم ربك ، ولابد من وضع حد لكل هذا الهراء عاجلا غير آجل من قبل الحكومات والشعوب على سواء قبل أن يستفحل هذا الداء ، وينتشر ذلكم الوباء أكثر ، وبما لا تحمد عقباه .
فبعد زلزال المغرب المدمر، وطوفان ليبيا الجارف،وحريق قاعة أعراس قضاء الحمدانية “قاعة الهيثم “جنوب شرق الموصل ، الذي أودى بحياة العشرات ، تناقلت وسائل التواصل الاجتماعي جريا على عادة “السوقة”مقاطع من سلسلة أفلام كارتون – عائلة سيمبسون- فضلا على مقاطع سابقة للعرافة اللبنانية المعروفة بعلاقاتها الواسعة مع رجال الاعمال والسياسيين الفاسدين وأعني بها “ليلى عبد اللطيف” بزعم أنهما قد تكهنا – أي ليلى ، وسيمبسون- بكل هذه الكوارث قبل وقوعها في وقت متزامن تقريبا، وقد صار وعلى ما يبدو لزاما ومع كل حدث محلي أو عالمي أن تنتشر عبر مواقع التواصل ” شائعة ” تزعم بأن العراف الفلاني أو العرافة العلانية سبق وأن تنبأ أحدهما بوقوع هذه الكارثة أو تلك ، ليعقبها سريعا تداول حلقة مختارة من مسلسل أفلام كارتون -عائلة سمبسون- بزعم أنها قد تنبأت هي الأخرى بهذا الحدث الجلل في إحدى حلقاته الـ (500) التي عرضت بـ (27) جزءا وعلى مدار سنين !
وأقول ضمن سلسلة ” وين بيها وشلون تاليها ” وبما أنه لم يبق في القوس منزع ،وقد بلغ السيل الزبى ، وجاوز الحزام الطَّبْيَيْن على قول العرب كناية عن تجاوز الشر حده ، وبلوغ الأمر الجلل مبلغه ، أن هذا المسلسل الكارتوني المثير للجدل ، والمروج للدجل والذي ظهرت رسوماته أول مرة عام 1987 لعائلة مفترضة من أب وأم وثلاثة أطفال مع كلب وقطة ليعرض عام 1989 بفكرة ورسومات ابتكرها الرسام الاميركي مات غرينينغ ، لم يتنبأ بشيء قط ،وما المحاولات الخائبة لربط كل حدث محلي أو دولي مقلق مع حلقة من حلقات هذا المسلسل سوى زوبعة في فنجان ، وهواء في شبك ، نعم قد تنطلي عليك الشائعة بداية ، الا أنك واذا ما دققت في مجرياتها مليا فسرعان ما تكتشف بأنها قديمة وتحاكي حدثا قد إستلهم الرسام مضمونه ليصنع منه حلقة جديدة في وقتها قد تتشابه مع أحداث مستقبلية لأن الأحداث تتكرر إجمالا ، ولطالما تبادرالى أسماعنا بأن”التأريخ يعيد نفسه “.
أما عن أسباب ربط مسلسل عائلة سيمبسون ، مع مجمل الاحداث من قبل الذباب والقراد الالكتروني ، وبما بات يطلق عليهم بـ “عشاق الكليك ” و” فرسان الكيبورد ” فيعود الى أن معد ورسام السلسلة مات غرينينغ ، هو شخص ماسوني بامتياز وينتمي الى طائفة ” البنائين الاحرار ” وأعتقد جازما بأنه ومنظمته السرية يقف وراء هذا الربط المتتالي لحلقات المسلسل بالأحداث بهدف الترويج له وإعادته الى الواجهة مجددا وتحقيق المزيد من الارباح والشهرة والمشاهدات ، والحقيقة أن رسام السلسلة الماسوني لم يتنبأ بشيء وإنما صاغ أهدافا ماسونية تتمنى تحقيقها مستقبلا على أرض الواقع لتبني عليها مامن شأنه تحقيق أهدافها من خلال محاكاة أحداث ماضية أو آنية إحتمال تكرارها وحدوثها مستقبلا بشكل أو بآخر وارد جدا ، ولكن بعيدا عن التنبؤات !
وأضيف بأن ارتباط الكثير من الدجاجلة مع أجهزة المخابرات الدولية ، وعلاقاتهم برجال المال والأعمال والسياسة ، معروف ومشهور وبما له عشرات الشواهد ، بل إن بعض الساسة ورجال الأعمال لا يكتفون باستشارة الدجالين للتعرف على حظوظهم وطالعهم فحسب ، بل ويطلبون منهم إشاعة – كذبة ما – مقابل المال ، تمهيدا لتحويلها الى حقيقة في عالمي المال والاقتصاد والسياسة ، وحسبي أن أذكر بأن الدجال الروسي الشهير غريغوري راسبوتين ، وكان ضليعا بالتنويم المغناطيسي والقدرات الباراسيكولوجية فيما اطلق عليه اسم راسبوتين وتعني “الفاجر” لأنه كان معربدا و سكيرا ومقامرا وعضوا بارزا في ” جماعة خليستي” إحدى جماعات عبدة الشيطان ممن ينغمس أعضاؤها في الجنس السادي المحرم وشعارهم في ذلك هو ” ارتكاب الخطيئة من أجل التطهر من الاثام ” فقد كان له تأثير كبير على أسرة رومانوف الحاكمة في روسيا قبل اغتياله في كانون الاول / عام 1916 ،حتى أن خصومه من الارستقراطيين الروس ممن ضاقوا ذرعا بفجوره وسطوته قد وصفوه بأنه “قوى ظلام تخيم حول العرش” .
سبقه في ذلك المنجم نوبخت الأهوازي ، وكان على الديانة الزرادشتية قبل اسلامه وقبل أن يصبح منجم البلاط في زمن الخليفة العباسي ابو جعفر المنصور ، ويقال بأن نوبخت هذا كان قد ترجم كتب العرافة والتنجيم من اللغة الفهلوية تمهيدا لاستخدامها في أعمال العرافة والتنجيم عباسيا ، ولايختلف الحال مع العرافة الفرنسية ” بوجليد” وعلاقتها الوطيدة بالضباط الأحرار في مصر أوائل أيامهم بعيد ثورة 1952 ضد نظام الملك فاروق ، كذلك الرئيس الفرنسي شارل ديغول ، وعلاقته الشهيرة بالعرافة “جين ديكسون” ، وبعده فرانسوا ميتران ، وكان على علاقة وطيدة بالمنجمة “إليزابيث تيسييه”، كذلك المنجمة ” كريستين داغوي ” وعلاقتها بجورج بوش الاب ، وهي التي حددت له موعد انطلاق “عاصفة الصحراء “بحسب وكالة روسيا اليوم ، ومثلهم الرئيس الامريكي الأسبق رونالد ريغان ، وزوجته نانسي ، وكانا يستشيران عرافتهما حتى في أدق القضايا السياسية ، وأشدها حساسية قبل الإقدام عليها ، وفقا لصحيفة الاندبندنت البريطانية .
أما فيما يتعلق بشلة المنجمين والعرافين الحاليين وبالاخص أولئك الذين تتسابق الفضائيات على استضافتهم يتصدرهم ” أبو علي الشيباني ومعلمه المزعوم ، مرورا بجاكلين عقيقي ،البكري ، ماغي فرح ، أحمد شاهين او (حانوتي النجوم ) كما يطلق عليه ، اللبنانية – المصرية ليلى عبد اللطيف ، الملقبة بـ” سيدة التوقعات ” ، ميشال حايك، عبد العزيز الخطابي ، الفلكي عبد المجيد إبراهيم ، وغيرهم ممن يضحكون على ذقون المتابعين ، ويسطحون عقولهم ،ويسرقون جيوبهم ، ففيهم أسوة بأسلافهم وتلامذتهم وكل من يصدق بأكاذيبهم ، ويتردد عليهم ، ويتواصل معهم ،فقد قال النبي ﷺ : ” يكون في آخر الزمان دجالون كذابون، يأتونكم من الأحاديث بما لم تسمعوا أنتم، ولا آباؤكم، فإياكم وإياهم، لا يضلونكم، ولا يفتنونكم” ، وفي أمثالهم قال النبيِّ ﷺ ايضا : “مَنْ أتَى عَرَّافًا فَسأَلَهُ عنْ شيءٍ فَصدَّقَهُ؛ لَمْ تُقْبَلْ لَهُ صلاةٌ أرْبَعِينَ يوْمًا “، وقال ﷺ : “من اقتبس شعبة من النجوم فقد اقتبس شعبة من السحر زاد ما زاد”،وقال ﷺ: ” من أتى كاهناً أو عرافاً فصدقه بما يقول فقد كفر بما أنزل على محمد” ، فهل بعد كل هذه التحذيرات التي جاءت على لسان من لاينطق عن الهوى ، إن هو الا وحي يوحى، ما يحتمل المغامرة والمقامرة والمناورة بأركان الدين الحنيف ، وبتعاليمه السمحة .
ولقد أبدع رائد علم الاجتماع ومؤسسه ابن خلدون ، حين لخص لنا في مقدمة كتابه ذائع الصيت (العبر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر) والتي مالبثت مقدمته تلك أن تخطت كتابه وطبقت شهرتها الافاق، قائلا “حين تنهار الدولة يكثر المنجمون والمتسولون، والمنافقون والمدعون، والكتبة والقوالون، والمغنون النشاز والشعراء النظامون، والمتصعلكون، وضاربو المندل، وقارعو الطبول والمتفيقهون، وقارئو الكف والطالع والنازل، والمتسيسون والمداحون والهجاءون، وعابرو السبيل والانتهازيون، وتتكشف الأقنعة ويختلط ما لا يختلط” .
لقد دأب الفلكيون العلميون أو Astronomy Teacher ممن يناصبون ” المنجمين ” أو ” الأسترولوجيين ” العداء بعد افتراق العلمين عن بعضهما منذ أمد بعيد على التحذير من مغبة الاعتقاد بالعرّافين والمنجمين وتصديقهم ولاسيما مع بداية كل عام ميلادي حيث تكثر التنبؤات بأحداث السنة الجديدة ومعظمها مبني على التخمين والظن والإستقراء لإستشراف وتوقع أحداث مستقبلية أكثر من كونها تنبؤات بالمعنى الدقيق للمصطلح ، فهل التنجيم وقراءة الأبراج والحظ والطالع ،أوهام ، أم حقائق؟
في دراسة علمية جديدة صادرة عام 2021 عن (Lunds universitet) كما يطلق عليها سويديا ، هذه الجامعة المرموقة الواقعة بمقاطعة سكونا السويدية و المندرجة ضمن قائمة أفضل 100 جامعة عالميًا والتي يعود تاريخ تأسيسها الى سنة 1666م ،قد خلصت الى ، أن”علم التنجيم المتعارف عليه منذ أكثر من 2000 عام هو علم زائف” وتابعت رئيسة الفريق البحثي الدكتورة إيدا أندرسون ،بأن”الذين يؤمنون بعلم التنجيم يميلون إلى أن يكونوا أكثر نرجسية ، لأن التنجيم يجعلهم يعتقدون بأن لديهم علاقة خاصة مع الكون ما يعزز إحساسهم بالأنانية والخصوصية!” .
ليضيف عالم النفس السويدي بيتري كاجونيوس، لمجلة “الشخصية والاختلافات الفردية” بأن ” شعبية علم التنجيم تتزايد برغم نقص الدعم العلمي،وأن الأشخاص الذين يشتركون في علم التنجيم والأبراج يميلون إلى أن يكونوا أكثر نرجسية ،وأقل ذكاء” وفقا لصحيفة الديلي ميل البريطانية.
بدوره يقول الدكتور (عصام حجي) وقد عمل باحثا بمركز الفضاء الفرنسي CNES قبل انتقاله للعمل في وكالة ناسا الفضائية
عن التصديق بالابراج :” كباحث متخصص بعلوم الفضاء والفلك منذ 25 عام فبإمكاني القول بأن لا شيء اسمه ابراج ولاعلاقة للكواكب والنجوم والمجرات البعيدة بحياتك اليومية المملة ، ولا بقراراتك الشخصية المترددة ” .
ولم يتفرد (حجي) بهذا الرأي قطعا اذ سبقه المنجم التركي الشهير (دينسر جونر) المختص بإعداد أعمدة عن الأبراج
في صحيفة تركية يومية منذ العام 2015 حين صدم متابعيه بتصريح الى محطة “CNN Türk” أواخر عام 2020 مؤكدا، بأن ” الأبراج اليومية عبارة عن مجموعة من الأكاذيب !!” .
بدوره يؤكد رئيس قسم الفلك بمعهد البحوث الفلكية المصري الدكتور أشرف تادرس بأن” التنجيم لا علاقة له بالعلم إطلاقا وإنما هي مسألة متروكة للصدفة وقد تحدث أو لا تحدث من الأصل! ” .
قبل ذلك كله وفي عام 1985 قام العالم، شون كارلسون، من جامعة باركلي الأمريكية ، وبالتنسيق مع الجمعية الرئيسة للمنجمين في أمريكا باختبار التنجيم علميا فخلص الى أن المنجم إنما يتوصل الى ما يتوصل اليه بالحظ المجرد ليس الا، ولا يوجد فن تنجيمي على الإطلاق، ولم يتمكن المنجمون من الاعتراض على نتائج البحث على الرغم من نشر نتائجه في المجلة العلمية الشهيرة (نايتشر).
بعدها قامت مجلة (ناشيونال انكوايرر) الأمريكية برصد مجموعة كبيرة من التنبؤات لدراستها واختبار مصداقيتها فخرجت بنتيجة قاطعة مفادها بأن التنجيم محض افتراء ولا يصمد أمام الحقائق العلمية ، وبما أن مواقع الأبراج تتغير باستمراربسبب ترنح الاعتدالين فإن المنجمين يعتمدون على جداول لا تتوافق مع تاريخ ميلاد الأشخاص لأنهم أبقوا الزودياك (مواقع الأبراج) كما هي ومنذ 19 قرنا من دون تغيير مع أن مواقع الأبراج تتغير باستمرار ،وبناء على ذلك فإن الأبراج التي يعتمدها المنجمون خاطئة، وهذا نائب رئيس الجمعية الكونية السورية (موسى ديب الخوري) وفي تصريح سابق نشر بـ( مجلة العربي الكويتية) يكشف عن أن النجامة ما زالت ترتكز على المبدأ البطليموسي القديم الذي يجعل من الأرض مركزا للكون ويعتمدون على هذه الاسس الخاطئة في فهم العالم وقراءة الطالع ،أما علماء جامعة ستانفورد الأمريكية فقد اقترحوا نشر تحذير في زاوية الأبراج أشبه بالتحذير من مخاطر التدخين .
اليوم هناك قائمة طويلة من العرافين والمنجمين القدماء والجدد ممن تحرص بعض وسائل الإعلام على استضافتهم أو عرض تنبؤاتهم بهدف زيادة أعداد المشاهدين المخدوعين و المتأثرين بالتحيز المعرفي المعروف بـ ” تأثير بارنوم ” نسبة الى مؤسس سيرك “بارنوم وبايلي”، صاحب الخدع الاستعراضية الأمريكية ” تي بارنوم” ، والذي سرعان ما تحول تأثيره الى أداة طيعة بيد ما يسمى بـ الوسطاء الروحانيين وقراء الأبراج والحظ والطالع ،وبما يوهم المتابعين ،بأن “المعلومات العامة التي تصلح لكل الناس ، قد صممت خصيصًا لهم ” ما دفع بارنوم شخصيا للقول بأنه “وفي كل دقيقة يولد مغفل!”.
ولعل من عوامل الاثارة التنجيمية التي تراهن عليها الفضائيات والصحف والمجلات لزيادة نسب المشاهدات أو المبيعات تتمثل بإعادة تدوير ” كلاوات ” عفوا ” رباعيات” المنجم الفرنسي (نوستراداموس) التي ضمنها في كتابه (النبوءات) قبل (450 )عاما وتتضمن (932 )رباعية شعرية كل واحدة منها مؤلفة من أربعة أسطر ، وجلها عبارة عن وهم يباع لمن يصدقه و يشتريه ، ولايختلف الحال مع مزاعم العرافة البلغارية العمياء (بابا فانجا ) المتوفاة سنة 1997 ، والملقبة بـ “نوستراداموس البلقان” والتي غالبًا ما تتقاطع تنبؤاتها المزعومة حتى عام 2030 مع بعضها بعضا، ولاسيما أن أحدا لم يتأكد فيما اذا كانت الـ (عرافة العمياء) هي من قالت تنبوءاتها بنفسها ، أم أنها من بنات افكار ، ومن صنيعة جهاز “الكي جي بي ” السوفياتي السابق، الذي أشرف على اطلاقها ودعايتها و رعايتها .
ويتساءل كثيرون عن الكيفية التي تمكنهم من التفريق بين علمي التنجيم والفلك ، والاخير يعنى بدراسة الكواكب والنجوم وطبيعة المذنبات وتأسيسا على ذلك يجب التفريق بين علم الفلك Astronomy و علم التنجيم Astrology ، صحيح أن العلمين كانا مرتبطين ببعضهما في الأمم الغابرة لتحديد مواعيد الزراعة والفيضان و الاستدلال بالنجوم في حركة القوافل البرية والبحرية
اضافة الى أعمال السحر والشعوذة التي مارسها كهّان المعابد آنذاك ، إلا أن العلمين ما لبثا أن افترقا كليا ، فبينما تخصص علم الفلك بدراسة الكون دراسة علمية جادة ورصينة ، ظل التنجيم على حاله قاصرا على قراءة الحظ والطالع انطلاقا من فكرة (مظللة) مفادها بأن للنجوم تأثير على حياة الناس وشؤونهم اليومية .
وهناك أثر يظن الناس خطأ بأنه حديث نبوي شريف وما هو كذلك ، لطالما لاكته الألسن ورددته الأجيال كابرا عن كابر ، يقولون فيه (كذب المنجمون ولو صدقوا ) وأحيانا (كذب المنجمون ولو صدفوا ) بحرف الفاء بمعنى أن توقعاتهم قد جاءت موافقة للواقع مصادفة .
ولله در ابو تمام الداحض للتنجيم والمكذب للعرافين برائعته البائية احتفاء بفتح عمورية ، وفك أسر المرأة التي صاحت “وامعتصماه ” ومطلعها :
السيف أصدق إنباء من الكتب …. في حده الحد بين الجد واللعب
الى أن يقول :
وَخَوَّفوا الناسَ مِن دَهياءَ مُظلِمَةٍ …إِذا بَدا الكَوكَبُ الغَربِيُّ ذو الذَنَبِ
وَصَيَّروا الأَبرُجَ العُليا مُرَتَّبَةً…..ما كانَ مُنقَلِباً أَو غَيرَ مُنقَلِبِ

اودعناكم اغاتي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب