23 ديسمبر، 2024 8:06 ص

سلة الأحزان ام هي سله مهملات

سلة الأحزان ام هي سله مهملات

يتبادر في ذهن القارئ العزيز في الوهلة أولئ انه سيقرأ مقال عن سله المهملات  ….
جاء هذا العنوان لحادثه و كنت جالسا في مكان عملي احتسي كوبا من القهوة في صباح جميل و الجو حار و ممطر في نفس الوقت و إلا الرجل الذي يعمل معي كان يجمع النفايات مشكورا لخدمته لنا وجالس بقربي ايظا رجل كبير بالعمر علئ نفس الطاولة و بينما ذاك الرجل و أثناء عمله في جمع نفايات و إلا فتح الكيس و سقطت النفايات علئ الأرض حيث قال الرجل الكبير بالعمر سقطت الأحزان و ابتسم الرجل و سكت !!!! و كانت الجمله قد عصفت ذهني وانظر الئ الأوساخ و كأنها أحزان عادت من بعد جمعها و المراد بها الئ سله النفايات الكبيرة و من ثم عادت لنا و استطعنا أن نجمعها و نرميها مره ثانيه . و الجدير بالذكر تم تشبيه النفايات بالإحزان فهل يا ترئ من الممكن أن نمحي الأحزان مثلما نمحي النفايات ؟؟؟؟
من منا في هذه الحياة ما مر عليه الحزن أو تألم من موقف مع صديق أو حبيب أو أخ أو موقف معين جعله يحزن أو يصيبه اليأس و بعدها يحتاج الي رفيق أو عزله ليشفئ من جرح صعب الالتام و كذلك قال بأن الإنسان لا يستطعم السعادة إلا إذا ذاق طعم الحزن فقد يأتي الحزن من الفراق والجرح والخيانة والغدر وحتى الفقر، فكل إنسان على هذه الأرض لابد‎ ‎ان يكون قد شعر بحزن في وقت ما. ولكن الأحزان تختلف بمقادير فهنالك من يبتليه الله بالحزن في مواقف بسيطة وهناك من يكون حزنه أكبر من الجبال. ومن أكثر ما ينفع لدرء الحزن هو إبصار مصائب الناس بعين الاعتبار من آفات وإعاقة وداء ومرض, هناك من نراهم يزحفون في الطرقات على الأرض بلا مأوى ولا سكن.
حيث ذكر عالم الاجتماع علي الوردي في وصف الشخصيه العراقيه ميولها الي الحزن و الحنين و ذكرئ الماضي و الألام و الأسئ ، فالحياة مليئة بالإحزان منذ الولاده حيث ولدنا نبكي وان بكاء الطفل عند ولادته و مغادرته رحم أمه هو شعور بفقد سعادته بمكانه و عالمه الخاص الذي عاش فيه و تأقلم و تكيف مع أجوائه و خوفه الكبير من الموت و تعلقه بالحياة و فعل كل ما يستطيع في سبيل بقاءه حياً هو بحث عن السعادة .
ومن خلال هذا المبدأ يراودني التفكير هناك شئ منذ أن خلق ادم و حتئ آخر جمعه في الدنيا إلا وهي ألسعاده فالكل يبحث عنها في كل مكان و زمان أنها مفتاح الحياة و الأخره .
و نجد أن ألسعاده تنبع من القلب فالقلب هو مصدر ألسعاده للإنسان ما أريد ان أصل عليه و لكن تبقى العملية متغيرة ليس بين شخص و آخر بل بين الشخص و نفسه مع إختلاف الزمان فما تراه سعيداً اليوم قد لا تراه بعد زمن إلا أمراً مملاً و كئيباً أحياناً لذا يبقى الإنسان غير ثابت تحوله الظروف و الأزمان .
كان الشاعر الفرنسي بودلير يرى أن الشقاء هو أن تجد ما اعتدت عليه. والسعادة أن تبحث عن الذي لا تعرفه، فإذا عرفته فالسعادة مرة أخرى أن تلوذ بشيء آخر بعد ذلك.. موجة وراء موجة في بحر لا نهاية له!
ويتغير مفهوم السعادة ورؤيتنا إليها من شخص لأخر ومن كاتب إلى آخر، فيقول الكاتب الروائي مارك توين قال أن السعادة قناعة، فإذا رضينا بحياتنا وقنعنا بها، فقد بلغنا قمة السعادة ، بينما يرى الكاتب الروائي هربرت ج ويلز “إنها راحة البال، وليس هناك ما هو أثمن ولا أندر من تلك اللحظات التي يحس فيها المرء بأن ضميره مرتاح، لأنه لم يظلم أحد.
وها نحن العراقيون جميعا كيف لنا أن نكون سعيدين و ضمائرنا مرتاحه و نعيش في بلد بين أناس لا يستحون و لا ضمائر لهم .