ما يحدث في الساحة العراقية الآن, من تحديات, وصراعات, وأزمات حول السلطة؛ تجعل الشارع العراقي, يقف على مفترق طرق, فهو يقنع نفسه بتفاؤل, إن الشمس مشرقة, والقمر منير, والحياة ذهبية.
يتميز العراقيون عن باقي العرب, بالقدرة على تحمل المسؤولية, واتخاذ القرارات, والتأثير في الآخرين, والتعاون, والتفاعل الإيجابي, ومواجهة الصعاب, التي تمر علينا من كل حدب وصوب.
ترك العراقيون همومهم, وباتوا يهيمون, ويبحثون عن آخر خبر يُتوقَع صدوره؛ لتشكيل الحكومة المرتقبة, عسى أن تكون قوية منسجمة, قادرة على النهوض بواقع البلد المزري, وإخراجه من المنعطف الخطير الذي يمر به, وجُلُّ أحلامهم, هو وجود قائد يخدمهم بعقله, وبدنه, وقلبه, ومشاعره, بعيداً عن الانقسامات, والإدعاءات الزائفة, التي يُصدِرها بعض الساسة المحسوبين على الوطن.
الخطابات الجماعية, التي ملأت فضاء المجتمع العراقي بنيران مكثفة؛ مختلفة, متناحرة, أصبحت اليوم تلاقي نقداً, وتقييماً من العراقيين, لكونهم يدركون حجم المظلومية التي وقعت عليهم, ويعاني منها الشعب بكل أطيافه, في ظل حكومة متشبثة بالمناصب, على حساب راحة المواطن وأمنه, وكرامته المفقودة.
مرحلة حرجة تمر على العراق, وغيمة سوداء ملأت سمائه هذه الأيام؛ والقلوب ترتجف بين الضلوع, خائفة من المجهول, لأن ما حصدناه فيما مضى من ويلات, وصراعات, وتحديات, وتصريحات غير مسؤولة, جعلت العراق متهاوٍ للسقوط, في وادٍ للتجزئة, والخوف كل الخوف, من أن تكتمل هذه الصور المرعبة, بتجديد الولاية الثالثة للمالكي, فهي قتل لصناديق الاقتراع, ولتوجيهات المرجعية الرشيدة, ولإرادة الشعب بالتغيير, وستكون رصاصة الرحمة, في جبين العراق الصابر.
للشعب كلمته, سيقولها بصوته الذي أرعب الطغاة, وهز عروشهم الكاذبة؛ وستسقط أقنعتهم التي يختفون ورائها, وسيحاكمون على كل ما فعلوا بهذا البلد, من المجازر التي تسببوا بها, لسوء قيادتهم, وحمايتهم للسراق والخونة, تاركين العراق بيد الدواعش القتلة, يعيثون فيه فساداً وخراباً.
سلبونا ما سلبونا, أموالنا وآمالنا, وملحنا وحلمنا, واحتالوا على صبرنا, ورسموا لنا العراق أمناً, حتى صدّقوا أكاذيبهم ولكن!.
أيُها الساسة المحترمون: أين هي انجازاتكم الباهرة؟, أين هي النوايا المخلصة لخدمة العراقيين أينما كانوا وحيثما حَلّوا؟, أين هي مقدرات الشعب وخيراته؟, أين هي وعودكم الزائفة؟, أجيبوا إن كنتم تفقهون.