19 ديسمبر، 2024 12:48 ص

لم يحفل به أحد وهو يحمل همه على ظهره ويخرج يوميا الى مكان يلتقي به مع (المكاريد ) كما يسميهم الكاتب العراقي محمد الأخرس . هؤلاء المكاريد الذي جُلّ همهم ان يعودوا وهم يحملون لأطفالهم طعاما وشرابا هؤلاء الذين أكلت المعاول ايديهم وغيرت الشمس وجوههم لم يكن ليطرق بابهم أحد الا في ايام الانتخابات فيأتيهم من يعدهم بـــ (صوبه أو مبردة او ادريس وشورت رياضي) او تعيين في كنس الشارع ولم الأوساخ المكدسة على ابواب المترفين وهم يتحمّدون الله ويشكرونه على كل حال ويعتقلون نفوسهم يوميا ويوقضونها بعنف (كعدة الغبشة) لتستأنف يوم عمل جديد مثقل وكريه ولكنه لابد منه ,,فجأة لاح وميض برق وسط ظلام دامس انها فتوى المرجعية التي قد تُرسلهم الى عالم اخر يتسع لهم بعد ان ضاق بهم هذا العالم الواسع ! ومن يلبيها غيرهم اولئك الذين اعتادوا على القول الله كريم الكاتبه الله يصير فـأسرعوا لتلبية النداء يحملون أرواحهم على اكفهم وما قيمة الحياة عندهم انهم خبروها وذاقوا الامرّين من القريب والبعيد ,,كيف لا يسارعون لنجدة الوطن وهم الوطن نفسه لم تلوثهم المعرفة السلبية ولا طعام الحرام ,,هم عرفوا النفاق فتجنبوه وعرفوا الحق بفطرتهم فاتبعوه انهم بقايا الفطرة في زمن ملوث السريرة ,,الزمن الذي أنجب سياسيين ملأوا الدنيا قبحا وقيحا وانبطاحا ,,الزمن الذي تمخض ليلد نكرات ما كانت تحلم يوما برعاية البقر فأذا بها تقرر مصير البشر !,,
الحشد الشعبي الذي طوى كل النظريات والأطروحات والمراهنات وداسها تحت أقدامه وهو يحث الخطى سيرا ليعيد الابتسامة لهذا الوطن الذي ما أنفك باكيا حزينا مكتئبا متشحا سوادا طولا وعرضا,, موسيقاه بكاء وانين الأمهات, يزفُّ بلا توقف شهداء الى باطن الأرض التي تنادي هي الأخرى :هل من مزيد وكأنها تتغذى على دماء الشهداء لانها انقى واطهر غذاء يلامس ترابها كيف لا وهو دم طاهر ما بخل بنفسه يوم سمع النداء وهو طوال قرون يتغنى بصريع كربلاء الشهيد الذي أحيا امة ومازالت تنشد كرامتها ووجودها من صيحته الخالدة (( ألا وأن الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين: بين السلة والذلة وهيهات منا الذلة يأبى الله ……….)) ان الحشد الشعبي هو الوريث الشرعي للحسين وشموخه وابائه وليس اولئك الادعياء الذين صعدوا باسم الحسين ومذهبه ولما استقرّوا على مقاعدهم أداروا ظهورهم للمبادئ والقيم الحسينية بعد ان كانوا يقولون ينبغي ان تتوضأ بمبادئ الحسين لكي تتحدث عن ثورته ! وهاهم انجاسا ملوثون ولا يخجلون من الحديث عن الحسين ولا يخجلون من التقاط الصور بالزي العسكري الى جانب ابناء الحشد الشعبي محاولة منهم لمصادرة جهودهم والتسلق على اكتافهم مرة اخرى لكي يغنموا مزيدا من المناصب والشعبية ! كلامي لا يشمل الجميع فهناك انقياء ولكنهم أندر من الكبريت الاحمر ,, الحشد اليوم يمثل عزتنا وكرامتنا وهويتنا المضطربة والمسلوبة والتي اعتادت على جلد الذات جلدا مبرحا حتى كادت ان تتلاشى, او تحاول ان تندمج مع الاخر بحثا عن نفسها وليس حبا به ! متى ما استثمرنا حشدنا حينها سنعيد تشكيل هويتنا الجمعية في ظل شرق اوسط محترق يعلو دخانه في الحاضر والمستقبل بعد ان اجتاح الماضي بكل أزماته وصراعاته .

[email protected]