19 ديسمبر، 2024 2:16 ص

سلامي والفياض في الهوا سوا

سلامي والفياض في الهوا سوا

في ظل الازمة المتفاقمة بين الولايات المتحدة الامريکية وبين النظام الايراني، وإزدياد تأثير العقوبات الامريکية على إيران وتزايد إحتمالات المواجهة التي ترى مختلف الاوساط بأنه لن تکون لصالح طهران، فإن التصريحات الملفتة للنظر تتوالى من جانب قادة النظام والوجوه السياسية العراقية التابعة لهم، وهي تصريحات يمکن إعتبارها للإستهلاك الداخلي خصوصا إذا ماإنتبهنا الى خواءها وضحالتها وعدم واقعيتها.
عندما يصرح القائد العام لقوات الحرس الثوري الإيراني، حسين سلامي، المعروف بولعه بالتصريحات المبالغ فيها، خلال إجتماع للبرلمان الايراني بأن”واشنطن لن تتحمل المخاطرة ، ولا تملك الجراءة على شن الحرب ضد ايران” ويسترسل في تصريحاته الغريبة قائلا:” الحرب الاميركية ضد ايران غير ممكنة لان اميركا لا تملك القدرة والجراءة على شن الحرب ضد ايران، وما يمنع ذلك هو قوة قواتنا المسلحة من جانب ونقاط الضعف لحاملات الطائرات الاميركية من جانب اخر، لذا فان اميركا لن تقدم على مثل هذه المخاطرة”، فإن هذا الکلام الذي ليس له أي مقوم أو مرتکز واقعي، هو مجرد شطحة أخرى لسلامي، خصوصا وإن العالم کله يعلم مدى جدية واشنطن في تحشيداتها وإنها ستواصل مواقفها الضاغطة حتى إجبار طهران على الرضوخ لمطالبها.
التصريح سارد الذکر لسلامي والذي لايثير إلا السخرية خارجيا فهو خاص بالداخل وبالاذرع التابعة للنظام الايراني في المنطقة، قابله تصريح آخر من نفس المستوى من حيث القيمة الاعتبارية لها، إذ صرح كشف مستشار الأمن الوطني العراقي، فالح الفياض، المعروف بولائه الکامل للنظام الايراني ودفاعه المستميت عنه، حيث صرح بإسم الحکومة العراقية من إن”الحكومة العراقية كانت واضحة منذ الايام الاولى لأزمة العقوبات، اننا ضد هذه العقوبات المفروضة على الجمهورية الاسلامية ولم نكن جزء منها ابدا، بل نحن ملتزمون بالتعامل مع الجمهورية الاسلامية، والروابط الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية والاجتماعية بين الشعبين العراقي والايراني لايمكن ان تنتهي بقرار وتبدأ بقرار” مضيفا وهو يطلق لخياله العنان لربط العراق بالنظام الايراني الى آخر المشوار قائلا”الروابط بين الشعبين هي روابط تاريخية وجودية، وهذه الازمة برأيي ستعمق الروابط بين البلدين بشكل اكبر وبشكل جذري، وليس العكس”! الفياض الذي کما يبدو إنه يخاطب الولايات المتحدة الامريکية کما لو کان المتحدث وزير الخارجية الروسي أو الصيني وليس فالح الفياض الذي فشل في أن يحصل على منصب وزير الداخلية على الرغم من کل المحاولات والوساطات والتدخلات التي جرت والسبب لکونه يذهب في ولائه للنظام الايراني بعيدا کما رأينا في تصريحه”الفنطازي” الذي لانظير له سوى تصريح صاحبه في الفکر والعقيدة سلامي فکلاهما في الهوا سوا!

أحدث المقالات

أحدث المقالات