26 ديسمبر، 2024 11:59 م

منذ أن إنطلقت عاصفة التغيير التي ضربت المنطقة العربية؛ شرقاً وغرباً وأصبحت المدن والعواصم مباحة، وأرض رخوة لكل الأفكار والمشاريع الغربية، التي رسمت صورتها الصهيونية الأمريكية؛ ولا سيما وان معظم الحكام العرب شرعوا الأبواب أمام هذه الفكر، من خلال المنابر التي روجت ودعمت وساعدت، بشكل سريع وواسع في المنظومة العربية، بناءً على مخيلاتهم الطائفية والقومية.
المنظومة العربية كما يقال أصبحت بين” المطرقة والسندان”، بين المشاريع الصهيونية التي جاء بها بايدن؛ ومشروعه القاضي بتقسيم المنطقة دويلات وجماعات، على أساس الطائفة والقومية، وهذا المشروع جعل المستفيدين منه يروجون له، ويدعمونه بشكل كبير حتى أخذ مساحة واسعة في المنظومة العربية، من خلال أذرعته الأخطبوطيه التي جعلت المنطقة عبارة عن ميدان للصراع، بين الطوائف والقوميات والأحزاب والجماعات الأثنية، تحت مسمى الدولة الإسلامية.
سوريا والعراق في قلب هذه العاصفة منذ 2003، لعدة أسباب اولاً: إن العراق ذا موقع إستراتيجي ويربط عدة دول، وظهير ساند للثورة الإسلامية في إيران، ثانياً: إن العراق يمتلك ثروات طبيعية من البترول والمعادن الأخرى؛ وسياحة دينية وطاقات بشرية هائلة وارض خصبه للزراعة، تمكنه من إعادة بنائها بشكل سريع ثالثاً: إذا شكل العراق وسوريا تحالف؛ فقد يصبحون بوصلة المنظومة العربية وظهير ساند إلى حزب الله في لبنان.
المصلحة الأمريكية في الشرق الأوسط تريد أن تحمي مصالحها في المنطقة؛ وتحافظ على الكيان الصهيوني المهدد من قبل إيران فقط، فأصبحت إيران اللاعب الرئيسي والقوة الكبرى، التي إستطاعة أن تقف قبال أمريكا وإسرائيل، ولذلك المنظومة العربية بقيت بين مطرقة أمريكا، التي إستنزفت الثروات وجرت البلدان إلى حروب طاحنة، جرفت ملايين من أبنائها وأربكت واقعها العلمي والسياسي والإقتصادي والإجتماعي؛ وبين إيران النووية صاحبة الأرض وذات الشعب العقائدي.
فدخول المشروع الداعشي إلى الكويت الشقيقة، لم يكن إرتجالي من شخص قام بتفجير نفسة؛ وإنما مشروع كبير مخطط ومعد له مسبقاً، وتقوده الولايات المتحدة الأمريكية والكيان الصهيوني من أجل فتح باباً ثالثاً على إيران، بعد سوريا وتأثيرها على حزب الله؛ والعراق الذي يرتبط مع إيران بارض أكثر من 1400 كم، ومصالح كبيرة على جميع الأصعدة، حيث جاء دور الكويت التي لا تبعد عن محافظة عبادان الإيرانية 25 كم؛ ولها موقع إستراتيجي وميناء على الخليج العربي.
لكن يبدو إن هذا المشروع الصهيوني الكبير الذي حمل لوائه داعش، والمجموعات الأخرى أجهض قبل ولادته في الكويت، كون الشعب الكويتي على علم ودراية كاملة بما فعلة داعش؛ في المنطقة والعراق تحديداً ويقظت الحكومة الكويتية وأميرها صباح الاحمد، الذي جاء إلى مكان الحادث بعد لحظات بقلب حزين ودموع ساكبه، وإقامة صلاة موحدة بنفس المسجد الذي طالته يد الغدر، وهذا دليل واضح على إن الكويت شعباً وحكومةً، رافضة أن تكون الكويت ساحة لتصفية الحسابات الدولية والإقليمية.
تحية للكويت وأميرها وساستها وشعبها؛ الذي سطر أروع صور التلاحم والتأخي الإجتماعي، ورسم صورة مشرقة في وسط الظلام المخيف، وفتح نافذة أمل للشعب الكويتي الشقيق، ووضع درساً قد لا يفهم أبجدياته الحكام الذي حرقوا بلدانهم، ودمروا ثرواتهم وممتلكاتهم وقطعوا أواصرهم الإجتماعية، وجروا شعوبهم إلى منحدرات طائفية وحزبية وقومية، من أجل تنفيذ مشروع صهيوني غربي لا ناقة لهم فيه ولا جمل.

أحدث المقالات

أحدث المقالات