18 ديسمبر، 2024 7:48 م

سلاماً على العيد. سلاماً للعراقيين

سلاماً على العيد. سلاماً للعراقيين

كانت ومازالت جراحك تنزف مثقلةً بدمائها ايها البلد الجريح…ورغم ان الاسباب مازالت مبهمة ولا اعرف هل كل هذه الحروب بسبب ثرواتك الطبيعية ام طيبة قلوب اهلك…ما زلت ياوطني الغالي ياعراق الاكابر يادرة العالم تتألم وابناءك يعيشون عدم الاستقرار. ورغم سلمية ساكنيك وتنوعهم القومي والديني ووفرة الخير فيك الا ان الدماء الطاهرة مازالت تسقي ارضك ارض الرافدين دجلة والفرات….مازال ابناءك ياعراق المحبة يقضون اول ليلة العيد عند مقابر ابنائهم وذويهم وكأن العيد قد تحول فيك بأفراحه وسروره الى ليالي لأعادة ذكريات الاحزان وتفقد الراحلين…
ان اول يوم من ايامك ياعيدنا المبارك تشاهد فيه القوافل من العوائل متوجهة لقبور ابنائها ومحبيها وكأنهم في كرنفال كبير ولكنه كرنفال دموع وحسرات وآلام لاستذكار نيام القبور…
الى متى ايها العيد ونحن نعيش ايامك والبهجة بعيدةً عن قلوبنا واصبحنا نتبادل التهاني بشكل تلقائي متكرر دون الشعور بالمعنى المفرح..
نعم ياعيدنا المبارك لقد غلبت ذكريات احزاننا على فرحة ايامك ونحن نعيشها بين كل عام وانتم بخير كلام منطوق فقط وبين البقاء لله مواساة لاهالي المفقودين والذين غيبهم عنا الموت اما بسبب الصراعات او بسبب الامراض السرطانية المنتشرة بدون علاجات او الفايروسات المصنعة من قبل الانسان لقتل الانسان….
اكثر من اربعون سنة مضت ومازالت مقابرنا مفتوحة لاستقبال جثث ابناءك ياعراق دون هوادة او رحمة ومازلنا نتلقى اول يوم بأعيادنا منذ الفجر بزيارة المقابر….وقد غلبت علينا الاحزان وغيبت عنا افراح العيد ومازالت اغلب النساء والامهات يتوشحن السواد ولايعرفن معنى للألوان الاخرى واصبح لونهن المفضل هو اللون الاسود…
لقد مَن الله عليك ياعراق الخير بالخير واعطاك الثروات الكثيرة فمَيزك عن غيرك واعطاك السوادين الماء والتمر واعطاك الرافدين دجلة والفرات واعطاك اهلك الطيبين بحكمتهم وعقولهم المستنيرة دائماً ولكنك مازالت تنزف بجراحك فهاجر الكثيرين من شبابك باحثين عن الامن والامان حاملين معهم هموم الغربة والعيش بعيداً عن الاهل ومازال ساكنيك حاملين همومهم بصمت مبتسمين بوجه العاديات رغم مرارتها وكثرة تكرارها. ومازالت الاعياد تمر علينا مرور الكرام لا تضيف لنا سوى فرحة بسيطة لأطفالنا وهم يمرحون ويلعبون بألعابهم وطراقاتهم النارية غير آبهين بإزعاج اهلهم وضجيج اصواتهم يعلن بايام العيد… اما الكبار من الرجال والنساء فيكفيهم ذكريات خلت من ايام حياتهم في الماضي مخزونة في الذاكرة يبحثون فيها عسى ان يجدوا شيئاً من العيد يمنون بها انفسهم ومع كل هذه الاحداث مازالت العوائل تستقبل العيد وهي تدعوا الى سلام تستطيع من خلال مشاركة البهجة والفرح مع ليالي العيد فسلاماً على العيد وسلاماً للعراقيين…