مرّة اخرى يلجأ الضعفاء الى السلاح لتهديد وترهيب قوى تحالف السيادة في محاولة ،مكتوب عليها الفشل مقدماً ، الهدف منها تحويل المسار السياسي لقوى السيادة مع رسائل واضحة لحلفاء هذه القوى بان شكل ونوع الصراع القادم سيختلف وان على هذه القوى الاذعان لتوجهات واجندات واهداف قوى السلاح المنفلت الذي حذرت منه كل القوى الوطنية الحريصة على مستقبل العراق وعمليته السياسية .
وهؤلاء المتخمون بالسلاح لايقرأون التاريخ جيداً ، إن كانوا يجيدون القراءة او ألف باء اللغة والسياسة معاً ، فعلى مر التأريخ كان الفكر ينتصر في مواجهة قوى السلاح والظلام وادوات واذرع القوى الخارجية مهما كان الثمن باهظاً ، فالأفكار مطلقة والسلاح نسبي مؤقت ومصنوع ، الافكار والبرامج ظهيرها الناس والسلاح الفوضوي ظهيرة مجموعة من المرتزقة وبائعي الضمير في مواجهة قوى المستقبل.
في مواجهة هذا السلاح يؤكد رئيس تحالف (السيادة)؛ الشيخ خميس الخنجر على أنه “سيبقى يحاور جميع العقلاء للوصول إلى حالة استقرار تحفظ سيادة “العراق” ، الحوار الذي ينبغي ان يفضي الى عراق أفضل قائم على مبدأ المواطنة .
مضيفا في تغريدة له ، ردا على القنابل اليدوية المتسترة بالظلام ، والضغوطات المختلفة ومنها عمليات الاختطاف والتهديد “قوتنا في وحدتنا ونجاحنا في تعاوننا من أجل عراقٍ أفضل” موضحا توجهات تحالف السيادة والصدر والبارزاني ” توجهاتنا في بناء دولة مؤسسات قوية قادرة على وقف حالة الفوضى؛ لن تثنيها لغة التهديد والوعيد”.
فيما اسماهم السيد الصدر وهو من القوى المستهدفة استبطاناً وعلناً من السلاح ، الذي في حقيقته ليس منفلتا بل منظماً لتحقيق الاجندات غير العراقية ، اسماهم في تغريدة له بـ ” الوحوش الكاسرة ” الذين ” يهددون الحلفاء والشركاء في حكومة الاغلبية الوطنية ” السائر نحوها مع الحلفاء في السيادة والاكثرية الكردية بكل قوة ، مبيناً أهدافهم بتحذيرهم ” كفاكم تهديدا ووعيداً فنحن لن نعيد البلد بيد الفاسدين ولن نبيع الوطن ” كاشفا عن من يقف وراءهم لإجبار الآخرين على مسارات سياسية مختلفة.
وهي المبادىء التي يقوم عليها تحالف الاقوياء الثلاثي ، والتي اكدها السيد رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي في تغريدة له ايضا ” منذ البداية اخترنا السياسة بديلاً عن السلاح الذي يرفع بوجهنا في مناطقنا ، ليقيننا ان العنف لايبني الدول بل تبنى بالحرية والمساواة وفق دستور حاكم وقوة القانون ” .
لقد تم تجريب السلاح في مواجهة المنافسين في أكثر من موقعة ، اقتحام الخضراء على سبيل المثال ، وكانت النتيجة الرفض الشعبي والوطني لهذه الممارسات وتثبيت مسار الذهاب الى الانتخابات المبكرة التي انتجت لنا خارطة سياسية جديدة ، ذاهبة هي الاخرى نحو شكل جديد من حكم البلاد قائم على مبدأ الاغلبية في مواجهة اصوات وتوجهات العودة الى المربع الاول بالمحاصصة والتوافق الذي انتج لنا هو الآخر شكل البلاد الحالي الذي لايحسدنا عليه أحد ! .
ستحاول قوى السلاح ” المنفلت ـ المنظّم ” تجريب حظوظها لمرّة اخرى باستخدام السلاح الفاشل نفسه لتحقيق اهداف اجبار الآخرين على تغيير مساراتهم الوطنية ، لكن ارادة المواجهة ستنتصر لصالح قوى الدولة والدستور والقانون ودولة المواطنة، هكذا يقول التأريخ والمنطق ، ومن يريد ان يجرب غير هذا المسار فلن يحصد منه غير الخيبة والخذلان !