22 نوفمبر، 2024 9:47 م
Search
Close this search box.

سلاح الردع أو ليلة سقوط بغداد

سلاح الردع أو ليلة سقوط بغداد

من يقرأ عنوان الفلم المصري – ليلة سقوط بغداد- لأول وهلة يعتقد أنه سيشاهد فلماً وثائقياً عن كيفية تقدم الدبابات عبر الطريق السريع وكيف أن البعض القليل جدا من مقاتلي الجيش العراقي السابق وهم يفرون من أمام الزحف القادم من وراء البحار أو هنا دبابات عراقية تفحمت وهناك جثث من جنود عراقيين لم يبقَ منها سوى كومة من الفحم الأسود., أو يرى تلك الضربات المدمرة على مدار الساعة وهي تحيل العاصمة الى نار جهنم , أو يشاهد كيف أن المارينز يسحبون تمثال – القائد الضرورة – وكيف أن الناس تحولوا على حين غرة من تمجيد – القائد الهمام- الى فئات بشرية حاقدة تضرب التمثال المسحوب في الشارع الرئيسي بألأحذية- وهم يهتفون فرحين من هذا النصر الكبير على – الرئيس- الذي كان قد حول ألأرض العراقية الى مقابر جماعية على مدى سنوات حكمهُ ألأستبدادي. وقد يذهب البعض الى أبعد من هذا بكثير. يتلخص الفلم أن مجموعة من الناس تشاهد ألأخبار وهي تعلن بدء الهجوم على بغداد. البعض يشعر بالخوف من أن الحكاية ستشملهم ويتوجه الجيش القادم من خلف البحار الى مصر وقد تحدث نفس المآسي التي جرت في سجن أبو غريب على الرجال والفتيات. مدير المدرسة ألأعدادية يتبنى فكرة إيجاد سلاح رادع ليكون مخيفاً لكل الدول التي تفكر بالهجوم على مصر. كيف سيجد هذا السلاح؟ من يصنعه له؟ من أين له ألأموال؟ كيف يجد الشخص العبقري الذي سيقوم بأختراع السلاح ؟ وهو ينظر الى لوحة الشرف التي وُضعتْ علىيها صور الطلبة المتفوقين من أصحاب الفكر النافذ ينتبه الى صورة أحد طلبتة حيث كان لدية إهتمامات علمية. يبدأ بالبحث عنه. عند باب بيت الطالب يسأل والدته عن مكان وجود ولدها , تخبره بأن الدكتور ولدها لديه أبحاث طويلة مع صديقه الدكتور ألآخر وقد يتأخر الى ساعات الصباح ألأولى. بعد بحث طويل يجد هدفه – الطالب العبقري- في إحدى الخمارات يدخن الشيشة مع أصدقائة المهمشين الباحثين عن لذاتهم اليومية. ينصدم مدير ألأعدادية لهذا الوضع المزري الذي يعيشه – العبقري-. بعد نقاش طويل بين الطالب وألأستاذ يقنعه ألأخير بالفكرة التي تقض مضجعه ليلا ونهارا ويوعده بأنه سيبيع كل أملاكة كي يوفر له كل مايحتاجه لأنجاز – سلاح الردع .  يواجه ألأستاذ معارضة شديدة جدا من زوجته وأولادة وبناته ويتهمونه بالجنون .  زوجته تصرخ به من أن تلك الممتلكات هي لمستقبل ألأولاد وهو يصرخ بها– أي مستقبلٍ هذا الذي تتحدثين عنه؟ لن يكون هناك أي مستقبل طالما أننا مهددون  ولانملك شيئاً ندافع به عن مستقبل أولادنا- . يجلب الطالب للعيش معه في البيت ويطلب من عائلته أن تعامله بكل إحترام .
يزوجه من إبنته الجميلة . تحدث مشكلة بين الشاب وزوجته وتتدخل العائلة لحلها. الشاب لايريد أن يخلف منها أي طفل كي لايواجه عذاب ألأحتلال في المستقبل والزوجة الشابة تصرخ في وجهه أنها تريد أطفال كثيرون لعلهم في المستقبل يحكمون العالم ويتم ألأتفاق على إنجاب طفل واحد. يبدأ الشاب أبحاثة ليلاً ونهاراً ويتقدم شيئاً فشيئاً ويناقشون تطورات البحث وهم يجلسون كل يوم على مائدة الطعام. في الطرف ألآخر من العالم تكون المخابرات المركزية ألأمريكية كلها تتصنت على أحاديث العائلة وكبار القادة ألأمريكان يناقشون بدقة موضوع الشاب وأبحاثة. يرسلون الى بيته إثنان من المخابرات المركزية ألأمريكية للتفاوض معه لشراء خارطة أبحاثه ويعرضون علية مغريات العمل وألأهتمام به في الدولة ألأمريكية بدلا من ضياع جهوده الكبيرة في مكان لا أحد يوليه أي إهتمام. يرفض الشاب وزوجته تلك المغريات ويطردون الغرباء من بيتهما. تستمر عمليات التصنت على العالم الشاب ويعرفون أنه أنجز المشروع وهو إنشاء حاجز ناري ضد أي سلاح طائر في الهواء . يقترح بعضهم تدمير البيت والشاب وألأختراع ويعارضهم البعض في ذلك. أحد خبراء المخابرات المركزية ألأمريكية يطلب ترك الشاب لحين إنجاز كل شيء وهم يذهبون اليه بحيلة أخرى وهي أنهم صنعوا سلاحا مضاداً لسلاحه وبذلك أصبح سلاحه بلا جدوى. طلبوا منه تجربة سلاحهم وسلاحه ومن ينتصر يكون المالك للسلاحين. يقبل المنازلة. نموذج مصغر للسلاحين في وسط القاعة الكبيرة التي يتخذ منها الشاب مكاناً لأباحثة تكون هناك أسلاك ومكان لأجهزته وطائرات صغيرة معلقة في أسلاك تحمل وقود تمر من أمام مقاوماتها الدفاعية. تحبس ألأنفاس. تمر الطائرات الصغيرة دون أي تأثير . لم يدمرها سلاحه الرادع.  ينتصر ألأمريكان وينهار الشاب وألأستاذ. يعترف الشاب أنه لاتوجد فائدة من مقاومة ألأخطبوط الأمريكي ويصرخ الى صورة المارينز الامريكي القريبة منه بأنه يعتذر منه ويجثم على ألأرض معلناً إستسلامة الى ألأبد الى مظاهر ألأحتلال فلا توجد فائدة من أي عربي لمواجهة ألأحتلال القادم من خلف البحار ويتوسل بصورة الجندي ألأمريكي أن لا يغتصبه كما إغتصبوا الرجال والنساء في سجن أبو غريب. يوجه اليه ألأستاذ نظرات الأحتقار وألأستهزاء لهذا الفشل. تصرخ الزوجة الشابة في زوجها ضمن حوار دراماتيكي – أصل الفكرة- أن لاننهزم من أول فشل , هم يريدوننا أن ننهار ونترك كل شيء لأنهم لايريدون أحداً أن يتفوق عليهم. في صباح اليوم التالي يُخبر الشاب زوجته بأنه كان قد أخطأ في وضع أحد ألأرقام في مكانه الصحيح ألأمر الذي جعل التجرية غير مكتملة. ينجح في وضع ألأسس النظرية لسلاحه الرادع ويطلب من المخابرات المركزية المنازلة من جديد وتتهشم الطائرات الصغيرة المعلقة في ألأسلاك وسط القاعة. ترتفع الزغاريد وتعم الفرحة. تبدأ المخابرات بعرض طلب جديد لشراء ألأختراع مقابل مبالغ خيالية بيد أن إقتراحهم  يقابل برفض شديد. يذهب ألأستاذ والطالب الى كل المؤسسات العسكرية في مصر وكل من له علاقة بألأمن القومي لتنفيذ المخطط على ألارض ولكنهما يقابلان بالرفض وكأنهما مجنونان. في نهاية المطاف يذهبا الى ملياردير مصري ويعرضان علية الفكرة لأنتاج السلاح الرادع. يخبرهما بأنه لايستطيع فعل ذلك لأنه معروف وقد يتعرض الى عقوبات عن طريق حجز أمواله في الداخل والخارج. يعرض على الشاب فكرة أخرى بأعتبارة عبقري وذلك بأنتاج نغمات جديدة للموبايل وعندها سيحقق أرباح طائلة. يصاب الشاب بألأحباط.  تلفق له المخابرات ألأمريكة تهمة الجنون هو وأستاذه ويوضعان في مستشفى المجانين سنوات طويلة. فجأةً تتقدم القوات ألأمريكية وتحتل مصر كما أحتلت بغداد ويخرج الناس للمقاومة وفجأة تأتي الصواريخ الى سماء مصر وتحترق في الفضاء بسبب سلاح الردع- وهنا لانعرف من أنتجه وكيف-. ويصرخ ألأستاذ  بأن هذا السلاح الرادع سيوقف كل من يريد الزحف الى مصر. الفلم بفكرتهِ صرخة مدوية لكل العرب في كلِ مكان لمساندة العلماء الشباب في كل حقل من حقول العلم الذي يوفر أمن وحماية للبلد. صرخة أخرى لتوضيح كل شيء في أروقة الحكم العربي بأنهم لاشيء ولن يحققوا اي شيء في المستقبل لأنهم لايستطيعون البقاء دون مباركة الغرب مهما كثرت أموالهم من النفط والمصادر ألأخرى. صرخة تعلمنا نحن العرب- مع شديد ألأسف- أننا لاشيء ولن نتقدم خطوة واحدة في طريق التقدم والعلم للوصول الى مصاف الدول العظمى. لا أحد يهتم للوطن من الناحية الفعلية فالجميع يلهث خلف مصالحة الشخصية. إسرائيل تتقدم بسرعة مذهلة لأنها تهتم بالعلماء وبكل شيء يحقق لها التقدم. يجب على كل العرب أن يشاهدوا هذا الفلم لأنه وثيقة دامغة لفشلهم .

أحدث المقالات