23 ديسمبر، 2024 1:47 ص

سكينة تسكن اوجاعها بالابداع

سكينة تسكن اوجاعها بالابداع

القوة هيّ ضرب وجعك بالعزيمة وعدم الاستسلام , تصرخ املًا لا وجع تبكي فرحًا لا حزنا , مابين دجلة الرصافي ونخلة السياب ولدت ارادة فتاة تبلغ من عمرها ازهارٍ وابتسامة.
سكينة مالك كاتبة في مقتبل العمر اصيبت بمرض خبيث لكن المرض وقف شارد الوجع امام ارادتها المتدلية على جرف الورقة ,حيث غمرت كلماتها ارجاء الذائقة , تسيل من حروفها آهات مبدعة يسمع صدآها مابين اركان الادب المختلفة,
ذات احترام مفروض كفرض القافية على الشعر , كلماتها تخترق حاجز الحبر لتبحر في قارب الابداع ,
من نصوصها الجميلة التي تقول فيها,
“أنا كَـتحفةٍ أثرية
أعييت كل ركن أن يحويني
لستُ رمادية
سوداء أم بيضاء
بجسدِ الشبابِ أكون
وداخلي كَـعجوزٍ حكيم
لستُ كأقراني
طاهرة كثوبٍ أبيضٍ أرديهِ حاملةً القرآن حينما اتجه للصلاةِ
كآية تُتلى على فاجرٍ
فيضجُ منها نافرٍ
هكذا يكون من يُساير دِربي
عمياء، صماء،بكماء أنا.
لم تُمسسني رِذيلة
بل لذاتي فضيلة
لاتُرافقني سوى من كانت قديسة
فأنا كَـ النرجسية
مُشاغبة وكثيرًا طفولية
كَـزهرةٍ تتوسط مزهرية
مات أصحابها وصُيرت للماءِ عطشانة،ذابلة
مُغبرة فوق تلك الطاولة..”
نعم هيّ تحفة تدل على حضارة العزيمة في مواجهة الصعاب , نجدها كطائر يحلق في سماء الاصرار لكن يحمل بين جنحيه , جرح خلفته بندقية المرض وهذا مانجده في وصفها (بجسد الشباب اكون وداخلي كعجوز حكيم),
ذات السبع عشرة سنة تعلمنا دروس في التحمل والصبر على ما سيحل علينا , كذلك تحويل السلبيات من خلال عملية التنصيع الذاتي إلى ايجابيات , تشكل حافز نفسي للذات وللغير .

في الختام سكينة انموذج شبابي عظيم ولوحة جميلة نناظرها كلما اشتد بنا عصف هذا الزمن , لن اواسيها او اكتب العبارات الكلاسيكية فانا الناقم عند الكرب الناسي عند النعم لا اصلح لذلك ,الاصح ان تواسينا هيّ وتسقينا من دروس القوة مايكفي لسد رمق الضعف في دواخلنا …