11 أبريل، 2024 5:29 م
Search
Close this search box.

سكوت الحكومات و الإعلام العربي … عنصر أساس في مأساة الشيعة المناهضون لإيران

Facebook
Twitter
LinkedIn

لم يكن قرار أميركا بإسقاط نظام صدام عام 2003 م قرارا فرديا بل كان بعلم و تنسيق مع الدول العربية و تحديدا دول الخليج و التي كانت أراضيها و أجوائها و قواعدها و مياهها ساحة مفتوحة لتحرك القوات الأميركية البرية و الجوية و البحرية و جاء هذا القبول بالتنسيق نتيجة انفصام عرى العلاقة الوشيجة التي كانت في عقد السبعينات و الثمانينات بين نظام صدام و حكومات الدول الخليجية خصوصا أبان الحرب مع إيران و ذلك بسبب إجتياح صدام للكويت عام 1990 م و الذي قلب علاقة الوئام إلى عداء جعلت من تلك الدول شريكا لأميركا في إسقاطه عام 2003 م. لكنه و في نفس الوقت يبدو أن الحكومات العربية وتحديدا الخليجية كانت متفقة مع أميركا على خطوة إسقاط نظام صدام فقط دون أن تكون شريكا فعليا في التخطيط لمرحلة شكل النظام ما بعد صدام و لم تأخذ بنظر الإعتبار الواقعية في التعامل مع العراق الجديد و الذي خططت له أميركا و فق رؤيتها و هي ما تسميه بالعراق الديمقراطي القائم على الإنتخابات و التعددية السياسية . ذلك الواقع الذي أفرز أغلبية شيعية من الناحية العددية تدعمها مرجعية دينية ذات تأثير نفسي وروحي على الشارع الشيعي و من خلفها عمق مذهبي متمثلا بإيران التي لها علاقة عداء و تضاد تأريخي تقليدي مع دول الخليج و تتحين الفرصة لتحقيق أكبر قدر من النفوذ لها في المنطقة حتى و لو كان بالتنازل عن المبادئ و الثوابت و التعامل مع الشيطان الأكبر(( أميركا ؟؟!!)). الدول العربية و تحديدا منها الخليجية و إعلامها ابتعدت عن الساحة العراقية و عملية تشكيل المشهد السياسي الجديد في العراق و الذي إضطرت لتشكيله أميركا كدولة محتلة و استغلت إيران البعد و القطيعة العربية على المستوى السياسي و الدبلوماسي و الإعلامي عن العراق لتنفرد هي و الأحزاب و المرجعيات الأعجمية برسم المشهد على طريقتها و استخدام العمق و العنصر الطائفي و المذهبي في ذلك و جعلت الشيعة مختارين أو مضطرين للركون لإيران كساند لهم خصوصا بعد القطيعة العربية و بداية مسلسل الإرهاب و الطائفية على يد القاعدة و الذي كان ينظر له على إنه إرهاب سني يستهدف الشيعة . وقد فشلت الحكومات العربية و إعلامها في التعامل مع الواقع العراقي و تركته ساحة مفتوحة لإيران و هو ما جعل إيران و من خلال الأحزاب التابعة لها و مليشياتها هي سيدة الموقف و تمارس ما يحلو لها من بطش و إرهاب و تنكيل بحق السنة و بحق الشيعة العرب المناهضين لمشروعها في العراق و المتمثلين بالمرجع العراقي الصرخي الحسني و أتباعه الذين تعرضوا و لازالوا يتعرضون لأبشع عمليات القتل و الترويع و الإبادة و الإعتقالات و مصادرة الحقوق في الوسط و الجنوب على يد إيران و أحزابها و مليشياتها و كما حصل في مجزرة كربلاء بحقهم منتصف عام 2014 م و بنفس الوحشية والإجرام الذي يجري في مناطق حزام بغداد و ديالى و المقدادية والأنبار و الفلوجة و تكريت و الذي لا يختلف عن إجرام و وحشية تنظيم داعش الإرهابي التكفيري . الموقف العربي على المستوى الرسمي و الإعلامي و الشعبي يعتبر شريكا أساسيا في ما جرى و يجري على الشيعة العرب المتمثلين بالمرجع الصرخي و أتباعه و ذلك بسبب ابتعادهم عن التعاطي الإيجابي مع الواقع العراقي و جرائم الحكومة ومليشياتها و مع ما جرى و يجري على المرجع الصرخي وأتباعه و هو ما تطرق إليه الممثل القانوني لمرجعية السيد الصرخي في برنامج ((إحذروا الشر قادم من هناك )) من على قناة الجسر الفضائية بتأريخ 7/2/2016م بقوله : ((….وساعدهم في ذلك أيضاً ، هو بعد وابتعاد الإعلام العربي والإسلامي ، وعدم الوقوف مع هذه المرجعية الإصلاحية العربية ، وكذلك بعد وسكوت الأنظمة العربية والإسلامية عن هذه الإنتهاكات التي تحصل ….)).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب