كل يوم يضحك الفاسدون بأساليب شتى على ناخبيهم، ويجوع المساكين وما يدريهم، وتستنزف الأموال؛ تحت ستار الدفاع عن المحرومية، وما حصل في استجواب وزير الدفاع؛ يعكس حجم الكارثة، والأزمة الأخلاقية لبعض الطبقة السياسية، التي تريد الإطاحة بخصومها بذرائع طائفية أو إتهامات فساد، وتغطي على فساد وكذب إنتماء لمصلحة وطن.
السلاح والغذاء من أهم مقومات المعركة وأقدسها، ومنعهما يرتقي الى الخيانة، عندما يكونون سبب لدخول العدو وأنت بلا سلاح ولا طعام. لم يحصل في تاريخ الأمم؛ هذا الإنحدار الأخلاقي لطبقة سياسية إعتبرها المجتمع مثالاً، وإعتقد أن الديموقراطية ستأتي بأخيارهم، وإختلافهم سيجمعه في مصلحة والوطن وحاجة المواطن، فما بالك في شخصيات تنادي بالإصلاح ومحاربة الفساد، وتساوم على قوت المقاتل وسلاحه من جانب، ومن آخر إفقاره وأهله وسلب ما تبقى من حقه لزعزعة عزيمته.
عندما سقطت المدن بيد داعش وهب العراقيون لنداء المرجعية؛ فما وجدوا سوى سلاح فاسد أن لم تكن المخازن خالية، وحجج وزير الدفاع السابق؛ الفساد المستشري، ولم يتحدث أحد من هؤولاء عن الأسباب ومَنْ يسيطرعلى بيع الوطن وشراء الفاسد، وكيف ووزع بعض السلاح للإرهابين وما تبقى سوى مخازن جاهزة سلمت دون معركة للإرهابيين، ولم يطلبوا التحقيق والإستجواب، وكلما اقتربنا من معركة ونصر وجدنا العراقيل وتشويه صور الحشد الشعبي والقوات الأمنية، ومساعي لبيان فرقتنا وضعفنا، وعندما استلم هذا الوزير؛ كان العراق في أزمة مالية خانقة وإقتراب الإرهاب من العاصمة، ومنع بعض النواب من التحكم بالتنقلات والتعينات وحماية الفضائيين، والسيطرة على مشتريات السلاح والغذاء، ولكن كثير من ابناء الوطن هبوا بسلاحهم الشخصي، وصدروهم المفعمة بحب الوطن.
إن بعض السياسة في العراق؛ لا تتوقف بالثراء الفاحش، والإمتيازات الجنونية والمخصصات دون وجه حق، ومَنْ يتحدث عن الإصلاح هل تنازل عن ما كسبه بالإبتزاز؟! وأيّ ممن يدعون الشرف هل توقف عن إقتطاع قوت الفقراء لشراء الأصوات؟! وعندما نتحدث عن ما دار في جلسة الإستجواب، وكشف فضائح تنم عن وجود ملفات أخطر وأكثر قبحاً؛ تنتظر كشفها في الأيام القادمةطعنتنا سكاكين الخارج بيد مرتزقة الداخل، ومن المؤكد لهذه الحادثة ردود فعل ستقتلع الوساخات من قيادة العراق.
عندما لا تملك سلة مهملات؛ فمن المؤكد ستحيطك وتصيبك الجراثيم والقاذورات، وقبلها لابد من توفر مكنسة ومواد تنظيف ومعقمات، والأهم أيادي عاملة؛ تفكر بالعيش والحرص على مُلامسيها، وأحياناً السياسة قذارة وحقارة وإنحطاط، وهبوط في درك التسافل بحثاً عن الذات والتاريخ المفقود، والتعويض بالملذات والدماء، وأصوات ضجيج لمنع سماع آهاتنا، وإستجواب قبل المعركة، وتعمد نشر وقائع جلسة؛ تهم سيادة الدولة وقوتها العسكرية، وكشف للعدو ما نملك من قوة في معركتنا القادمة، ومن المؤكد أن هناك مَنْ لا يريد للمعركة أن تنتهي، وأن لا نشعر بنشوة النصر، وهذه حجم الكارثة الأخلاقية السياسية، ولكننا نحتاج الى سلة مهملات ومزابل تاريخ، ونلقي فيها كل من ورد أسمه، ويحرق ويدفن الإنحطاط السياسي.