22 ديسمبر، 2024 3:22 م

سقوط جونسون بعد الفشل المخزي

سقوط جونسون بعد الفشل المخزي

الخبر الذي سر الكثيرين هو استقالة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أثر الفشل المخزي الذي انتابه خلال السنوات التي جثم في مكتب الرئاسة البريطانية ، ويعاني جونسون بالأساس تداعيات فضيحة الحفلات التي أقيمت في مقر الحكومة خلال مرحلة الإغلاق التام إبان جائحة الكورونا وفرضت غرامة مالية عليه وعلى وزير ماليته ريشي سوناك لانتهاكهما تدابير الإغلاق التي كانت مفروضة لاحتواء تفشي كوفيد-19 في إطار فضيحة “بارتيغيت”، وقد توقعت صحيفة “الغارديان” أن سيناريو تيريزا ماي في عام 2018 سيكون هو الأرجح. وقد أفلت جونسون قبل أسابيع من تصويت على سحب الثقة الذي قرره نواب حزبه المحافظ ووصفت صحيفة “ديلي تلغراف”ما حصل قبل الاستقالة الاخيرة بأنه “تمرد” في الحكومة أدى في غضون يومين إلى استقالة عشرات الوزراء والمستشارين، بينما كانت موجة الاستقالات قد بدأت عندما أعلن وزيرا الصحة والمال ساجد جاويد وريشي سوناك من دون إنذار مسبق، استقالتهما من الحكومة يليهما أعضاء آخرون في الحكومة أقل رتبة ، وقد استغل جونسون مكتبة بمكافئة اصدقائه وعقد الصفقات من المتبوعين في وقت أن الجوع يطارد الشعب البريطاني والعالم حتى في البلدان الأكثر ثراءً حيث ان الأزمة الحالية أدت الى ارتفاع تكلفة المعيشة بارتفاعاً غير مسبوق وجعلت من العوائل أن تعاني من الجوع وخاصة العوائل التي تعاني من انخفاض الدخل وجونسن يتهم بالنرجسية والانغماس في الذات والكذب للانتهازية المتأصلة فيه وعدم الاهتمام بالتفاصيل بالاضافة الى الشهية المفرطة لارضاء الذات المستمر والتملق من الجمهور،كذلك هناك قضايا أخرى ذات طابع جنسي في البرلمان. فقد أوقف نائب مدعوم من جونسون يشتبه في أنه ارتكب عملية اغتصاب وأفرج عنه بكفالة منتصف يونيو، واستقال آخر في أبريل لأنه شاهد فيلما إباحيا في البرلمان على هاتفه النقال وحكم على نائب سابق في مايو بالسجن 18 شهرا بعد إدانته بتهمة الاعتداء جنسيا على مراهق في الخامسة عشرة واضاع فرصة غير عادية ، اوجدها لنفسه لتشكيل قوة سياسية لو استغلها بشكل صحيح لعلها كانت ستحدث جيلا جديدا وخضع للامر الواقع بعد انهيار سمعته في منصبة وتخلي الكثيرين من الوزراء والمسؤولين عنه وكذلك حزب المحافظين الذي احتضانه قبل ثلاث سنوات لتخليص نفسه من السلوك السياسي المتزلزل الذي لم يتوقعه الحزب لرئاسة وزرا، وبوريس جونسون الذي لم يتضمن اي ملاحظة ندم على سلوكه في خطابه الأخير اثناء الاستقالة من الحزب ولن يغادر رئاسة الحزب إلا بعد تعيين زعيم جديد للحزب ولكن هناك ضغوط قوية من كبار حزب المحافظين للتنحي فوراً من الزعامة قبل الانتخابات لرئاسة الحزب ويدرس الخلفاء المحتملين عروض لقيادة الحزب يتعين أن يرشح اثنان من أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين أي شخص يتقدم للمنصب، وقد يكون عدد المتقدمين كبيرا و يجري النواب المحافظون بعد ذلك عدة جولات تصويت لخفض عدد المرشحين. وفي كل مرة يُطلب منهم التصويت بشكل سري لصالح مرشحهم المفضل، ويتم استبعاد من يحصل على أقل الأصوات و تتكرر هذه العملية إلى أن يصل عدد المتنافسين إلى اثنين. وكان التصويت في السابق يجري في أيام الثلاثاء والخميس ، لكن السعي لإجراء انتخابات دون مباركة الحكومة أو غالبية نواب حزب المحافظين سيكون أمرًا غير معتاد من الناحية الدستوري، وسيُقاوم بشدة. بموجب اتفاقية دستورية تُعرف باسم مبدأ Lascelles، بالإضافة أنه يمكن للملكة رفض طلب إجراء انتخابات لأسباب تشمل ما إذا كان البرلمان لا يزال يعتبر “قابلًا للحياة”، أو إذا كانت الانتخابات يمكن أن تضر بالاقتصاد، أو إذا كان هناك رئيس وزراء بديل موثوق به و من المقرر أن يبدأ البرلمان العطلة الصيفية التي تستمر ستة أسابيع في 21 يوليو/ تموز، لذا قد يتعين تسريع العملية ، وقد خرج جونسون الحليف القوي لأوكرانيا وزعيمها الحالي زيلينسكي الذي ابلغ عن حزنه والذي شكر على موقفه الحازم بدعم بلاده حيث فقد صديقاً حقيقياً لاوكرانيا في حربه مع روسيا والتغيرات الاخيرة في بريطانية اصابة اوكرانيا بحالة من الصدمة و قال الرئيس الأمريكي جو بايدن بعد استقالة جونسون ، إنه سيواصل التنسيق مع بريطانيا لدعم الشعب الأوكراني ومحاسبة روسيا ، وردود الافعال الروسية مهمة في هذه المرحلة والتصريحات التي خرجت من المسئولين الروس، معظمها تصريحات حذرة لا تنم عن أي (شماتة) حتى الان ، كما كان متوقعا ، على الرغم من ان معظم الروس يرون في استقالة بوريس جونسون هي بمثابة كسر احدى ( العكازات ) التي يتكأ عليها الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي ، وبداية مرحلة جديدة في النزاع مع الغر.