سقوط بغداد هو الاصطلاح الذي يُشير إلى إحتلال المغول بقيادة هولاكو خان – حاكم إلخانية فارس – مدينة بغداد حاضرة الدولة العباسية وعاصمة الخلافة الإسلامية يوم 9 صفر 656 هـ، بتكليف من الخاقان الأكبر مونكو خان الذي طلب من أخيه هولاكو استكمال فُتوحات المغول في جنوب غرب آسيا التي كان قد بدأها جدهما جنكيز خان, وهو ما قام به هولاكو حيث تمكن جيشه من اقتحام بغداد بعد أن حاصرها 12 يومًا، فدمرها وأباد معظم سكانها.
وكان لسقط بغداد بيد المغول عدة أسباب منها : سقوط الدولة الخوارزمية التي شكلت خط الدفاع الإسلامي الأول ضد الهجمات المغولية، وتمكنوا من إبادة بعض الجماعات التي عجز عنها المسلمين وشكلت مصدر إزعاجٍ لهم طيلة سنوات، مثل الحشاشين الذين هدموا معقلهم في آلموت بِإقليم جيلان شمال فارس. وبسُقوط الدولة الخوارزمية زال من أمام المغول الحاجز الذي يحول دون تقدمهم غربًا عبر فارس وُصولًا إلى العراق.
الأمر الآخر هو تحايل الخليفة العباسي مع هولاكو, حيث أرسل هولاكو إلى الخليفة العباسي المستعصم بالله يطلب إليه أن يهدم حصون بغداد ويطمر الخنادق المحفورة حولها لأنه لم يرسل إليه عسكرًا ليساعدوه في حصار آلموت رغم أنه أظهر الطاعة والخضوع لسلطة المغول، وحاول الخليفة استرضاء هولاكو وبعث إليه بِرسالة يستلطفه وأرفقها بالهدايا، لكن جواب هولاكو كان عبارة عن التهديد والوعيد باجتياح الممالك العباسية وإفنائها عن بكرة أبيها, وهنا نلاحظ كيف إن الخليفة كان قد ترك ما يعرف بالحشاشة وحدهم في مواجهة المغول وكذلك ترك الدولة الخوارزمية وحدها في مواجهة المغول وكذلك إظهاره الطاعة والولاء والخضوع لهولاكو وهذا ما جعل الأخير يطمع كثيراً في بغداد وفي الخليفة.
الأمر الآخر والمهم وهو إن الممالك التابعة للدولة العباسية والتي تحت حكم وولاية وسلطان الملوك الأيوبيين قد أظهروا الطاعة والولاء لهولاكو قبل أكثر من عام, أي قبل سقوط بغداد بيد المغول بعام وهذا ما ذكره الشيخ شمس الدين أبو عبد الله الذهبي في كتابه ” تاريخ الإسلام ” حيث قال ((سنة خمس وخمسين وستمائة(655هـ) وفيها تردّدت رُسُل التّتار إلى بغداد، وكانت الفرامين منهم واصلةً إلى ناسٍ من بعد ناس من غير تحَاش منهم فِي ذلك ولا خيفة، والخليفة والنّاس فِي غفلةٍ عمّا يُراد بهم ليقضيَ الله أمرًا كان مفعولًا. [توجيه الهدايا إلى هولاكو] وفي رمضان توجّه الملك العزيز بن السلطان الملك النّاصر يوسف، وهو صبيّ مع الأمير الزّين الحافظيّ وجماعة بهدايا وتُحَف إلى هولاكو.)).
وهنا نعلق بما علق ونبه به رجل الدين الصرخي على هذا المورد من كتاب الذهبي في المحاضرة التاسعة والثلاثون من بحث ” وقفات مع توحيد التيمية الجسمي الأسطوري ” حيث قال :
{{… تعليق: قال تعالى{فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ}الحج46، يا منهج التدليس، لقد أعمى الله قلوبكم وأبصاركم وطبعكم بالنفاق، إنّها رُسل التتار المتتالية والفرامين العلنيّة غير المَخفيّة، إنّها الكتب الرسميّة الصادرة من سلاطين التتار وأمرائهم فيها تعيينات وقرارات وأوامر وأحكام تصل إلى ناس بعد ناس في بغداد، ورسل المغول تصول وتجول في بغداد بالعَلَن والجَهر وبلا خوف ولا تردد، وقبل عام وأكثر من عام عن سقوط بغداد!! فهل يبقى شيء مخفي عن المغول حتّى يكشفَه لهم ابنُ العلقميّ؟! وهل بقي للدولة هَيْبَة وحصانة حتّى يتردد هولاكو في غزوها واسقاطها حتّى يحتاج إلى تسويلات وتشجيع وتحريض ابن العلقميّ؟!! … من ابن العلقميّ؟ هل ابن العلقميّ الشيعيّ أو ابن تيميّة صاحب الدولة الصلاحيّة القدسيّة هو ابن العلقميّ، أو ابن كثير صاحب التدليس والدولة القدسيّة المقدّسة هو ابن العلقميّ … تنبيه: الخليفة ولي الأمر سلطان الدولة القدسيّة التيميّة الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن العزيز بن الظاهر بن الفاتح صلاح الدين الأيوبيّ، قبل أكثر من عام من سقوط بغداد كان تحت سلطة هولاكو وأوامره مُظهرًا الطاعة والولاء له على سيرة لؤلؤ، فيُرسِل الهدايا والتحف إلى هولاكو بيد ابنه الملك العزيز ومعه الأمراء!! فهذا ابن العلقميّ التَيمي أين، وابن العلقميّ الشيعي أين؟! عقول فارغة….}}.
هذه هي الأسباب الحقيقة لسقوط بغداد بيد المغول ويضاف لها بعض الأمور التفصيلية التي تعلق بحياة الخليفة العباسي كإنشغاله بملذات الدنيا وتسريحه للجيش وكذلك عدم اهتمامه بتقدم المغول نحو العاصمة الإسلامية, هذه الأمور وغيرها هي التي كانت سبباً في سقوط بغداد وليس كما ينعق به أصحاب المنهج التيمي التكفيري الطائفي الدموي الذين عصبوا سقوط بغداد برأس ابن العلقمي وزير الخليفة لأنه كان من الشيعة وابن الجوزي – احد أئمة التيمية – أستاذ دار الخلافة يكن له البغض والعداء فحاولوا تزييف الحقائق وتغيبها وتدليسها وإلباسها ثوب طائفي من أجل شرعنة القتل والتهجير وتكفير المسلمين من الشيعة وغيرهم.