11 أبريل، 2024 5:28 ص
Search
Close this search box.

سقوط الموصل : قتلة مع سبق الإصرار والترصد!

Facebook
Twitter
LinkedIn

أستخدم بنو العباس شعار يا لثارات الحسين (عليه السلام), للوصول الى السلطة وأزاحة الأمويين عن طريقهم, وفعلا حقق العباسيون ما أرادو, وأستلموا مقاليد الحكم وسرعان ما سُلطت السيوف العباسية على رقاب آل بيت النبوة (عليهم الصلاة والسلام), بعد أن رفعت في بداية الأمر, تحت ذريعة الدفاع عن حقوقهم, وكان أستشهاد الأمام موسى بن جعفر والأمام الرضا (عليهما السلام) خير شاهد, ودليل على الحقبة العباسية.

الثورة العباسية المزيفة نموذج من الثورات المبطنة, التي تستخدم شعارات الحرية والعدالة, وتعمل بخلافها لتحقيق غايات بعينها تبدأ بالسلطة, ولا تتوقف عند طموح أو حدود, حتى تهلك بعد أن يفرط قادتها في الدكتاتورية, فأما أن يسلط الخالق عليها عدو خارجي, أو تقضي عليها ثورات الشعوب.

ما يحصل في العراق اليوم يشبه ألى حد كبير أحداث الثورة العباسية, فقد تصدر المشهد ساسة كانوا من المدافعين عن حقوق الشعب العراقي, وبالتحديد الشيعة منهم على أعتبار أنهم تعرضوا لأضطهاد, وقسوة مفرطين ,أبان حكم النظام السابق, وأن كان معظم الشعب العراقي يخضع لنفس الظروف, الا أن شيعة العراق كان لهم حصة الأسد.

شرع معظم الساسة بالعزف على أوتار مظلومية الشعب, وعلى وجه الخصوص مظلومية أهالي الجنوب , و ما أن وطأت أقدامهم أرض الخضراء حتى بدأ فصل جديد, من فصول معاناة العراقيين , وأتضحت ملامح المشهد العراقي, وأخذ شبح ديكتاتورية جديدة يلوح في الأفق.

وطن جديد أسمه الخضراء, يقطن فيه شعب مصغر مترف, يغرق في طيبات النعم وحياة لا تعرف سوى التخمة والبذخ, لدرجة أن كلب أحد النواب, أجل الخالق القراء له منزل مكيف!

أما خارج الخضراء, شعب مظلوم لا يعرف أحدهم هل سيعود سالماً لأهله, بعد أن يؤمن لهم قوت يومهم, أم يرجع محمولاً على الأكتاف, أو ربما يجمع المارة أشلائه في كيس بلاستيكي, بعد أن تمزقه أحدى المفخخات.

سرعان ما أتضحت أهداف المدافعين عن الشعب المظلوم, عندما أتخمت الكروش وعلمت أكف الساسة وأصابعهم في وجه كل عراقي, فمقابرنا جماعية, وجثثنا مجهولة, وأيامنا دامية.

لجنة التحقيق في سقوط الموصل أنهت أعمالها, وأكدت ضلوع شخصيات شيعية وسنية بارزة, كانت خلف سقوط المدينة, وهي بذلك تكشف عن حقيقة أخرى, مفادها أن الدفاع عن حقوق الشعب تحت شعارات مذهبية , كذبة كبيرة يختبأ خلفها تجار الدم بمختلف طوائفهم.

ثمرة جهود الدفاع عن الشيعة هي 1700 شاب قضوا في يوم واحد, فسبايكر هدية أبطال الشيعة المزعومين!, لجمهورهم المتلهف لإنجازاتهم, بينما ثمرة جهود الدفاع عن جمهور السنة, آلاف العوائل النازحة والمهجرة, التي تفترش الأرض وتلتحف السماء, وتلك هدية المتصدين لخدمة أبناء السنة لجمهورهم.

الكرة الآن في ملعب القضاء العراقي, الذي يفترض به أن ينصف كل أم عراقية فقدت أبنها, منذ سقوط الموصل ولغاية اليوم سواء في سبايكر, أو على ساحات القتال وكل عراقي فقد منزله, أو بيعت أبنته في الأسواق.

سقوط الموصل فتح على العراقيين بوابة مآسي, لم تغلق بعد, فمن وجهة نظر الشارع العراقي, ومن وجهة نظر القضاء المنصف, يعتبر كل ظالع بأحداث الموصل, قاتل مع سبق الأصرار والترصد, فهل سينتصر القضاء لذوي شهداء سبايكر حقوقهم ويعيد لأم عباس حقوقها , كما أعاد لها الحشد الشعبي( شيلتهة)؟

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب