يوم أسود , انهيار , سقوط , خيانة , نكسة , مؤامرة , تلك تسميات اطلقت من مختلف المشارب في الداخل والخارج وجميعها تتفق على انه يوم كارثي الذي سلمت فيه الموصل الى الأرهاب دون قتال !
أختلفت الروايات حول كيفية حدوث الكارثة وأسبابها.
البعض قال انها خطة من اجل ان يحصل المالكي على الولاية الثالثة فقرر اشاعة الفوضى في مناطق شمال بغداد للحصول على اغلبية مريحة بعد ان رتب اوضاعه داخل مفوضية الأنتخابات . ونتيجة لتلك الخطة اعطى الأموامر للأنسحاب من الموصل على امل ان يعيد تحريرها فيمابعد لكونه قد رتب اوضاعه ليكون رئيس للوزراء في الدورة الثالثة لكنه تفاجأ بردات الفعل وهو نادم على مافعل . هذه تسريبات من افادة سعدون الدليمي امام اللجنة التحقيقية المكلفة بدراسة اسباب سقوط الموصل .
البعض الآخر اتهم آل النجيفي على انهم ارادو اسقاط المدينة من اجل الحصول على اقليم مستقل بالأتفاق مع الأكراد وتلك رواية ضعيفة كون الجيش والشرطة وتحركاتهما تعد من الصلاحيات الحصرية للقائد العام للقوات المسلحة ووزير الداخلية والمنصبين يشغلهما السيد نوري المالكي . والبعض الآخر يقول ان المالكي طالب القوات بالأنسحاب من اجل اسقاط آل النجيقي !
ومهما تكن التكهنات في اسباب الكارثة فان المالكي هو الرأس المدبر الذي يتحمل كامل المسؤولية لأسباب كثيرة سنمر على بعضها .
منذ ان شرع المالكي في ولايته الثانية وهو مع كادره الحكومي يتصرف بشكل خارج السياق الوطني بل انه أراد ان يشكل منظومة دكتاتورية مستفيداً من خبرات بعض رجالات صدام حسين الذين استقطبهم للعمل بمعيته ولو كان قد عمل بشيء من الوطنية والعدالة لكان قد اطلق عمليات اعمار المناطق الجنوبية المستقرة امنياً سيما وان الموازنات السنوية التي كان يخطط لها تفوق ال 100 مليار دولار كل سنة وان عملية اعمار محافظة بكاملها لاتتجاوز كلفتها 10 مليار دولار معنى ذلك انه لو شرع بأعمار محافظة كل عام فانه سيبني 4 محافظات لكنه لم يفعل مايثبت صحة كلامنا من انه اراد ان يكون دكتاتوراً بأي ثمن .
مغ بداية ثورات الربيع العربي والتي انطلقت من تونس كان هنالك حراك في العراق انطلق في ساحة التحرير واجهه المالكي وجماعته بقمع واضح والزم نفسه على انه سيعمل على تصحيح مسارات الحكم خلال 100 يوم ومرت المائة يوم دون ان يقدم اي شيء بل راح يوغل في تهميش الناس وافقار الشعب وتهميش المؤسسات التي ترفض الانصياع لهيمنته وبذا افرغ حتى مجلس النواب من اهميته سيما وانه قد هدد عدة مراة من عدم السماح للمجلس في ان يمرر اي قانون وان مرر فاتنه سوف لن ينفذه .!
بهذا التصرف اصبح المالكي هو المسؤول عن كل شيء في العراق . وبرغم من ان هذا التصرف كان بعيداً عن الديمقراطية لكنه لم يستفد منه ويكون عادلاً ليثبت حسن نواياه بل راح يعطي ثقته بأناس مجرمين وقتلة ليشنوا حملات اعتقالات وتصفيات بحق مكون على الشبهة ماولد حالة من التذمر الشديد بعد ان روض بعض مفاصل القضاء وسيطر عليها لتزداد حالة الأحتقان يوماً بعد آخر الى ان خرجت التظاهرات للمطالبة بحقوق بسيطة كان يمكن تداركها في اسبوعها الأول . لكن التعجرف الذي اتضح على سياسة المالكي ادت الى ان كرة الثلج قد اخذت تكبر يوماً بعد آخر الى ان ازدادت وتطورت بشكل مخيف عند عملية الحويجة التي راح ضحيتها العشرات من الأبرياء فأزدادت التوترات ومعها الأنتقادات لحكم المالكي وأخذت عمليات الشد والجذب تطيح بأمن البلاد .
وعندما شعر المالكي انه في طريق خاطيء وبدل ان يعتذر للشعب ويبدأ عملية تصحيح راح يعتمد على الكذابين من القادة على انه على صواب وكانت النتيجة انه خطط لأبعاد شمال بغداد وغربة للحصول على ولاية ثالثة سبقها بأنتخابات مجالس محافظات شهدت خسارة حزبه خسارة ثقيلة ولم يتعض وانطلقت الفوضى الأمنية وهو المسؤول التنفيذي الأول حسب الدستور وحسب قوله فتساقطت المدن واحدة تتلو الأخرى من نينوى الى تكريت وكان الصراع قبل هذا في الأنبار ووادي حوران .
سقطت الموصل بخطة دنيئة بهدف التمسك بالكرسي ومهما يكن الدم الذي يسفك ثم سقطت تكريت وغدر معها شبابنا في سبايكر الذين استشهدوا على يد داعش وبدلاً من ان يقوم المالكي بمعالجة الأمر تصرف بشكل غريب في محاولة لأخفاء الحقائق .
اليوم بعد عام على سقوط الموصل النزيف لازال متواصل ومن شارك في خيانة الوطن وبيع اراضيه لازال طليقاً لهذا لايمكن ان يستقيم الحال فالجندي الذي يقاتل لايثق بقيادة تخون ولايتم محاسبتها وحكومة لاتحاسب الخائن لايمكن ان تكون حكومة موثوقة كذلك البرلمان لايمكن ان يكون ممثلاً عن الشعب وهو يتستر على من يقتل ابناء الشعب . ولسان حال الشعب بغالبيته يقول كما قال الشاعر .
كانت لنا دار وكان لنا وطن
ألقت به أيدي الخيانة للمحن
وبذلت في إنقاذه أغلى ثمن
بيدي دفنت فيه أخاك بلا كفن
إلا الدماء وما ألمَّ بي الوهن
إن كنت يومًا قد سكبت الأدمعا
فلأنني حمِّلت فقدهما معا
جرحان في جنبي ثكل واغتراب