23 ديسمبر، 2024 1:54 ص

سقوط المفاهيم والقيم المتخلّفة ثورة اجتماعية عميقة

سقوط المفاهيم والقيم المتخلّفة ثورة اجتماعية عميقة

امريكا وايران والنظام العراقي سترون مالا يسركم في الايام القادمة العراق داخل منعطف ليس في صالحكم . عند نظرتنا للاشياء من خلال مساراتها المعتادة تتولد قناعات بانها ثابتة لا تتغيير وكانها خطوط مرسومة لا ارادية تحدد الملامح البشرية والاجتماعية بجوانب معيينة من مسيرة حياتها . وعند معارضتها ورفضها من قِبَل شخص او اشخاص معدودين او مجاميع صغيرة محددة تكون هذه اشبه بالشاذة المارقة على واقع واعراف وقناعات يتداولها الجميع ومعتادون عليها يسلّم بها الكل . وحالات الرفض من الجزء الصغير لأي واقع يعتبر خروج على المألوف تجب محاسبته وعقابه . وترتكز هذه المفاهيم والاعراف على محركات اجتماعية مقبولة تترسخ بأستمرار الزمن ويعتاد عليها وكأنها ” محركات ثابتة لا تتغيير ” استغلال هذا الحال من قبل ثلة من البشر والتلاعب به يعتبر ” سرقة المفتاح الرئيسي ” للحركة الاجتماعية وتعطيلها لخدمة هؤلاء السرّاق والمتاجرة بها . لكن المجتماعات ترفضها بأعتبارها حالة “رغمية ” وسلوك فردي وليس جماعي مرفوض من قبل المجتمع بشكله العام وبمختلف طباقته المتناغمة المتآلفة المقبولة والمسلّم بها من الجميع .

في مجتمعاتنا الاسلامية والعربية والمناطقية هناك مفاهيم معتادة متعارف عليها على انها ثابتة تحركها وسائل معروفة يدركها الجميع مثل الدين من خلال قياداة الدين ” المرجعيات الدينية ” والسياسة والسلطوية . يعتادها ويسلّم بها المجتمع ” تسليما لا اراديا ” هذه الثلل ” القيادات ” احيانا تتناغم فيما بينها ويتصورها البعض بأنها حالة متجانسة واحدة واحيانا تتناقض هذه وتخلق صراع وتناقض حاد ورئيسي فيما بينها ولا يزول هذا التناقض الا بسيادة احد الاطراف المتصارعة وغالبا ما ينبني هذا التناقض على مفاهيم ونظريات وفلسفات قد تكون شخصية فردية ” سطحية ” او جماعية تسود حسب سعة مقبوليتها الاجتماعية . وفي الغالب يكون ضحيتها المجتمع . هذا المفهوم يكون عام في كل المجتمعات والازمان مرت به وتمر وستمر كل مجتمعات العالم . نعود الى ما يخصنا في حالنا العربي والاسلامي والمناطقي . نأخذ مثلا الدولة الاسلامية بقيادة بني عثمان الدول الاوربية الاستعمارية على راسها بريطانيا وفرنسا كانت تددرك هذا وعملت على اثارته واستغلاله بين المجتمع الاسلامي فكان ماكان من سقوط الدولة وتقسيمها وتجزئتها . نقرب الصورة ونوضحها . خصت و اسست الدول المنتصرة في الحرب العالمية الاولى قيادات لهذه الاجزاء لتديرها وتحكمها داخلة في حسابات مصالحها الحيوية في هذه المناطق المسيطر عليها وحرصها على ادامة السيطرة وعدم فقدانها . فكان الذي اعتدناه وعشناه . ضمن المفاهيم والفلسفات والقناعات الاستعمارية اعتمدت على اساليب القوة والعنف والخداع والتضليل والاغراء . لحكم المجتمعات على اساس قدرتها المحدودة واستسلامها لهذه العوامل التي ذكرناها . بعد فترات زمنية طويلة من هذا العناء نلاحظ ونشاهد ان هذه المفاهيم بدأت تتطور بشكل ومسار مختلف معظمها انصب في مقاومة هذا الضغط والحيف الخارجي ” الاستعمار ” فكان في الثورات العربية الداخلية ثورة عمر المختار في ليبيا وثورة العشرين في العراق وثورة الجزائر والثورات في الشام وفلسطين وتونس ايام الحبيب بو رقيبة . لكن سرعان ما التف المستعمر على هذا الحال الجديد ” وجييره لحسابه الخاص ” فاستسلمت هذه المجتمعات ورضخت للحالة الجديدة ” التسلط الفري او العائلي ” على اساس انهم هم من يلبي طموحات وتطلعات هذه المجتمعات والشعوب , لكن في حقيقة الامر ان هذه القياداة كانت في حالة صراع ذاتية وخارجية مع نفسها ومع العوامل الخارجية الضاغطة ” الاستعمارية ” بالرغم من قناعاتها الوطنية احيانا لكنها تخاف وتخشى العامل الخارجي فتضطر للاستجابه له ولو على مصالحها الخاصة او مصالح من تقودهم حفاضا على بقائهم كرموز سلطوية دائمة . حقيقة الحاكم العربي يدرك احيانا ويحاول جاهدا تجاهل خطورة العامل الداخلي ” الشعب ” والسيطرة عليه والموازنة والتوفيق بينه وبين العامل الخارجي ” الاستعمار ” وهذا حال صعب ومقلق ومكلف . احيانا ينجح لفترة لكن من المؤكد لن تكون ابدية .

الشيء الجديد المنبثق على الصعيد الاسلامي والعربي والمناطقي . هو التغيير الحاصل لهذه المفاهيم تغيرا اجتماعيا جذريا غير معتاد ولا متعارف علية. الثورات الحالية في المنطقة العربية تؤكد ذلك وتوضحها الثورة الشعبية الحالية في العراق من خلال اهدافها وبرامجها المعلنة والتضحيات الكبيرة التي وصلت حد الاستشهاد لما يقرب الالف شهيد وعشرات الآلاف من الجرحى مع الاصرار العجيب على الثورة واستمرارها برغم مواجهتها الى ابشع انواع العنف والاضطهاد من قبل النظام العراقي الحالي ومليشياته الموالين لايران وامريكا .

ثلة عملاء متخلفين موالين للخارج يحكمون العراق برضى الامريكان والنظام الايراني لهم مشرعهم التخربي الطائفي المتخلف يحكمون العراق من بداية الاحتلال الامريكي عام 2003 فشلوا فشلا ذريعا رغم ادعائهم الكاذب بالدين والديمقراطية والحرية والاستقلال والوطنية كلها شعارات باطلة مزيفة . نسأل لماذا هذا اذا صح كما تدعون انكم عراقيون ان تعملون على بناء العراق وتطويره والحفاض على دم ابناء شعبه واستقراره بدل تدميره وتخريب نسيجه . لماذا تقتلون الثوار وتعنفونهم وتمنعوهم من المطالبة بحقوقهم المشروعة انتم اما عملاء للخارج وهذا المرجّح الاكيد او مغيبين العقول . الثوار العراقيين الحاليين لهم اهداف وبرامج واضحة منطقية حالية ومستقبلية مقبولة من الجميع متجاوزين فيها العنصرية القومية والعصبية الدينية والمذهبية والطائفية . عليكم يا ثلة الحاكمين ان تتبنوا برنامجهم ومشروعهم وتنفيذه اذا كنتم عراقيون ومخلصين للعراق ووطنيين كما تدعون . نؤكد لكم وللمستعمرين وللجميع بان المنطقة ومنها العربية وخاصة العراق دخلوا منعطف حاد جديد وقوي هو الايمان بالشعب كقدرة وقوة راغمة فارضة نفسها على الحاكم المتخاذل والمستعمر المعتدي وهذه كارثة حقيقية تحل بكم وبالمستعمر . من حيث ان العدو يستطيع تجنيد وتسيير الحاكم لكنه اي المستعمر عاجز تماما عن تجنيد الشعوب وتحديدمسارها . وهذه بأعتقادي هي مفتاح الخلاص النهائي من العدو الاستعماري والمتحالفين معه وادواته وعملائه ومرتزقته والموالين له وقفزة كبيره نحو التطور والبناء والاستقرار والرخاء ولا بديل عنها ابدا والشعوب والمجتمعات العربية والمناطقية ادركت ذلك بوعي كبير وارادة قوية صلبة , وسترون مالا يسركم في الايام القادمة . انها الثورة على التخلف والظلم والتبعية . نسأل الله التوفيق للثوار والوطنيين الشرفاء في العراق والمنطقة والعالم .