23 ديسمبر، 2024 3:31 ص

سقوط المثقف في التطرف

سقوط المثقف في التطرف

كي نضع الأطروحات “لسقوط المثقف في فخ التطرف”.علينا أن نمسك بتعرف للمثقف والتطرف كلا” على حده , ومنه ننطلق,للبحث وضع الامم تعارف كثيرة للمثقف, لذلك نجد التعريف أمرٌ معقد، يدخلنا بآراء كثيرة ومختلفة بعدد المثقفين. ولا نريد إدخال المتلقي في متاهة لمتابعة الدلالات, ونركز على الاقتصادي اللغوي والدخول مباشرة في الموضوع,المثقف  من  يشتغل بحقل النظر والإبداع,والمشتغل في دائرة الوعي , والعقل , و أنتاج الثقافة وأعادت أنتاجها في المجالات الأخرى, ” الفلسفة , التاريخ, الاقتصاد , الاجتماع  , العلوم , وهو من يترجم الثقافة الى واقع عملي بعيدا عن الخطابات, وهو الذي يحرك او ينقل الثقافة من السكون الى الحركة, ويبعث فيها النشاط فهو مظهر الثقافة والمعبر عنها وحاملها وموصلها الى المجتمع, وهو أهم شروط ظهور الثقافة, والسرد طويل في هذا الامر.

 والتطرف هو الخروج من الوسطية,( الاعتدال), وكلمة مركبة لا يمكن تحديد مفهوما لاختلاف نوعها والنافذة التي يطل منها,فهناك تطرف, سياسي, واجتماعي(عنصري, قبلي) ديني(مذهبي, طائفي) اقتصادي, أذن كيف لحامل الفكر والاعتدال والمشتغل بدائرة الوعي والعقل ان يسقط في فخ التطرف و الخروج من الاعتدال؟ أذن هناك مسببات او تراكمات وترسبات ظلت عالقة عند البعض ممن يحمل هوية المثقف,

لا احد ينكر بان المثقف العراقي هو إفراز بيئة معقدة بعلاقاتها الاجتماعية, ويحمل منذ نعومة أظافره الى دخول حقل الثقافة, بذور التصدعات والانكسارات, الطائفية, والدينية, والقومية, والاجتماعية, والانجرار خلف الرمزية, وديني, وهذه الأدوات لا يمكن إخضاعها الى المماحكة النقدية, خصوصا في ظل  هيمنة الدين السياسي على مصدر القرار, فنجد  صوت جميع مكونات المجتمع العراقي هو صوت ديني, ولا وجود لصوت المثقف, وان وجد فلا يرتقي الى مستوى المشاركة في القرار, والمثقف يتحمل العبء الأكبر لهذا الإخفاق لكونه لعب دور المروج, والشارح الثانوي للخطاب الديني والسياسي, أكثر من كونه منتج لثقافة والنظر والإبداع,ومؤدي مهام لأبناء جلدته, بالإضافة الى استعراضه وحضور باسم يرتبط باللقب مباشرتا  , هذه الرواسب التي لم يستطيع الكثير من المثقفين التخلص منها باعتبارها جزء من الانا و البنيوية والذهنية والمهنية, يدافع عنها بمسوغات تاريخية, دون ان يعي سقوطه بفخ التطرف بأول اختبار استفزازي يواجهه.