23 ديسمبر، 2024 7:20 م

سقوط القناع الايراني

سقوط القناع الايراني

مع إعلان دول التحالف العربي بقيادة السعودية، إنتهاء عملية”عاصفة الحزم”، و الشروع بعملية”إعادة الامل”، من أجل إعادة إعمار اليمن، فإن هناك الکثير من الحقائق و الامور التي تداعت عن هذه العملية، لکن أهمها و أخطرها هو سقوط القناع الايراني و إفتضاح حقيقة النوايا و الاطماع التوسعية لنظام الجمهورية الاسلامية، دفعت شعوب المنطقة و العالم لترکيز الانظار أکثر فأکثر على الدور الايراني المشبوه في المنطقة، وصار هنالك حديث جديد عن حقيقة(مشروع فکري ـ سياسي)للجمهورية الاسلامية الايرانية تستهدف من خلاله الاخلال بموازين القوى في المنطقة و جعل المنطقة تحت رحمة أهدافها و غاياتها.

الانقلاب المشبوه الذي تم الاعداد و التنظيم له في أقبية و دهاليز مقرات الحرس الثوري الايراني في طهران، جاء بعد تدخلات إيرانية مستمرة في اليمن منذ قرابة 25، عاما کما أشارت اوساط المعارضة الايرانية المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية، حيث ان طهران قامت بإستغلال الورقة الحوثية و قامت بتوظيفها لصالح أهدافها و أجندتها في اليمن خصوصا و المنطقة عموما، لکن و بسبب من الظروف و الاوضاع المحيطة بالمفاوضات النووية الجارية بين إيران و الدول الکبرى، والوضع السئ و الحرج لإيران في هذه المفاوضات، فإنها سعت من أجل تحسين موقفها و وضعها بتحريك و دفع الاوضاع في اليمن الى الاقدام على إنقلاب يطيح بالشرعية في اليمن.

إستغلال ورقة الحوثيين و إزهاق الدماء اليمنية من أجل تحقيق أهداف و غايات و طموحات مختلفة، أمر معروف عن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، ذلك انها ومن أجل مصالحها و طموحاتها لايهمها الدم المزهوق و الدمار الحاصل أينما يکون، فلاحرمة ولاقيمة للدم العراقي او السوري او اللبناني او اليمني أمام الاهداف الايرانية المبيتة بالمرة، بل وحتى ان طهران التي تتمشدق بکونها المدافعة عن الشيعة و تحارب الان في العراق بزعم دفاعها عن المراقد الشيعية المقدسة، هي بنفسها التي قامت نتفجير مرقدي الامامين العسکريين في سامراء کما أعلن قائد القوات الامريکية السابق في العراق جورج کيسي عن ذلك.

إعلان إنهاء عملية”عاصفة الحزم”، قد جاء بعد أن قبلت طهران قبل الحوثيين و فلول الدکتاتور اليمني المخلوع علي عبدالله صالح، بالمطالب و الشروط المطروحة من جانب الشرعية اليمنية، وقد جاء رضوخ طهران لأنها لم تعد تحتمل المزيد من الضغوط خصوصا وان الاوضاع العسکرية لنظام بشار الاسد خلال هذه الاشهر يرثى لها و تلوح في الافاق الکثير من الاحتمالات غير الجيدة بهذا الخصوص، لکن

الامر الاهم من کل ذلك أن القانع الايراني قد سقط تماما و لم يعد بإمکان طهران الاستمرار في المزايدة و خداع شعوب المنطقة بشعاراتها البراقة الکاذبة. [email protected]