22 ديسمبر، 2024 7:01 ص

سقوط الجدران الامنية للنظام الايراني

سقوط الجدران الامنية للنظام الايراني

لاتبدو الاوضاع الدائرة في العراق في الوقت الحاضر تشبه أية فترة أخرى منذ الاحتلال الامريکي للعراق وتعاظم نفوذ نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية في العراق، إذ کان هذا النظام وأتباعه في العراق يعملون دائما على تحصين جدار النفوذ والهيمة الايرانية في العراق وعدم المساس وإعتبار ذلك خطا أحمرا وقد حرصوا ومن أجل أن يبقى هذا الجدار منيعا على تصفية أو تهميش أو إقصاء الوجوه وحتى السياسية والاعلامية، والذي ساعد طهران وعملائها في العراق على فرض هکذا أجواء غير طبيعية على العراق وجعل الوقوف ضد نفوذ النظام الايراني ورفضه بمثابة المقصلة التي ستنزل على رأسه، هو أيضا دور الاعلام العالمي الذي يبدو إنه قد بالغ في الکثير من الاحيان حينما قلل من شأن دور وقوة الشعب العراقي بمختلف مکوناته في مواجهة ورفض دور ونفوذ النظام الايراني، ولاسيما بعد إنتفاضة أکتوبر الباسلة التي فتحت أکبر ثغرة في هذا الجدار الى الحد الذي ظهر فيه عملاء إيران على حجمهم الحقيقي کمجرد أقزام وکيانات هجينة ومشوهة دخيلة على الواقع السياسي ـ الفکري ـ الاجتماعي للعراق،
العقوبات الامريکية الاخيرة لسفير النظام الايراني في العراق، أيرج مسجدي، والذي وکما کشفت المقاومة الايرانية عند تعيينه بأنه قيادي في الحرس الثوري وکان مستشارا للإهابي المقبور قاسم سليماني خصوصا عندما جاء في مبررات فرض العقوبات عليه بإعتبار إن”تعيين عضو في الحرس الثوري الإيراني كسفير في بغداد يعد تهديدا لأمن العراق”، الى جانب التأکيد على أن مسجدي أشرف على مدى سنوات على تدريب ودعم فصائل عراقية مسلحة مسؤولة عن هجمات على القوات الأميركية وقوات التحالف في العراق. وکشفت وزارة الخزانة الأميركية في بيان “بصفته الحالية، استغل مسجدي منصبه باعتباره سفير النظام الإيراني في العراق للتغطية على تحويلات مالية أجريت لصالح فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني” بل وحتى إن تعليق وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو على هذا الموضوع قد کشف عن الجانب العدائي لتعيين هذا السفير بالنسبة للشعب العراقي؛ عندما قال إن معاقبة سفير إيران خطوة لحماية العراقيين من نفوذ الحرس الثوري الخبيث، مؤكدا أن سفير إيران يدعم أنشطة الحرس الثوري الخبيثة في العراق لسنوات عدة.
هذا التطور الذي يأتي متناسقا ومتناغما مع سير الاحداث والتطورات المتعلقة بإيران على الاصعدة الداخلية والاقليمية والدولية بإتجاه واضح المعالم من إنه ضد مايصبو ويتمناه النظام الايراني، ولاسيما وإن الداخل الايراني يغلي غضبا ضد النظام وتوقعات إندلاع إنتفاضة ضده قائمة على قدم وساق، وإقليميا فإن شعوب بلدان المنطقة بشکل خاص تعيش حالة غير مسبوقة من رفض وکراهية الدور الايراني فيها ولاسيما من حيث أذرعها العميلة فيها وماتٶديه من دور عدواني شرير ومشبوه، أما دوليا فإن قرب موعد إجراء محاکمة الارهابي الدبلوماسي أسدالله أسدي مع عصابته الارهابية ومايرى المراقبون والاوساط السياسية والاعلامية المختصة بالشٶون الايرانية بإحتمال أن تقود نتائج هذه المحاکمة بإدانة أسدي الى فتح أبواب الجحيم على النظام أي إنه کما إنهار جداره الامني داخليا بعد الانتفاضتين الاخيرتين وإستمرار الاحتجاجات المتداعية عنها وکذلك إنهيار جداره الامني إقليميا عموما وفي العرق خصوصا، فإن فضيحة کشف العملية الارهابية لأسدي ومحاکمته قد حطمت هي الاخرى جداره الامني على الصعيد الدولي.