23 ديسمبر، 2024 7:28 ص

سقوط البرلمان في امتحان الاستجواب

سقوط البرلمان في امتحان الاستجواب

كان حصول الدكتور سليم الجبوري على رئاسة البرلمان مثار تخوف عند البعض ومثار تفاؤل عند البعض الاخر.

وبعد الجلسات الاولى اتضح أن الدكتور سليم الجبوري رجل وطني، متزن، ويدير الجلسات بذكاء وروية. يضاف الى ذلك، انه ارتبط مع الدكتور العبادي رئيس مجلس الوزراء بعلاقة ايجابية على العكس من سلفه النجيفي مع المالكي، والتي اوقعت العراق في فراغ برلماني لسنوات.

وبعد سلسلة من اقرار القوانين تفاءل الناس قليلا، مثلما حصل مع حزمة الاصلاح البرلمانية..

لكن سقطة الدكتور الجبوري الكبيرة كانت تلك المسرحية الهزيلة البائسة التي سميت باستجواب وزير الكهرباء العراقي. لقد مسح الاستجواب وجه الدكتور الجبوري الوطني واستبدله برجل يبحث عن مصالح خاصة، وينحني للضغوط ويتآمر وينتمي الى الكتلة اكثر مما ينتمي الى الوطن…

لقد كان الدكتور الجبوري حتى وقت قريب مثار اعجاب من شيعة العراق قبل سنتهم، والان أصبح لا يقل بشاعة

عن سراق المال العام والمفسدين وممزقي العراق الى كتل وطوائف وكانتونات…

من زاوية اخرى، اتضح ان مجلس النواب العراقي هو جزء من المشكلة ولن يكون جزءاً من الاصلاح.. وتبدو الضرورة ملحة لاعلان حالة الطوارئ والغاء البرلمان لو توفرت عند الدكتور العبادي الارادة، وسيسانده الملايين في هذا الاجراء بعد سقوط اخلاقي مريع لمجلس النواب في امتحان الاستجواب.