6 مارس، 2024 3:01 ص
Search
Close this search box.

سقوط الأقنعة

Facebook
Twitter
LinkedIn

عندما تنتهي المصالح يصبح الحلو مالح حقاً هذا لسان الحال
نتظاهر بمحبة بعضنا البعض عندما نحتاج شئ ما وبمجرد انتهاء المصلحة نتغير بلمح البصر دون استحياء اوخجل ننزع القناع لتنكشف شخصيتنا على حقيتها من غير زيف او الوان لتجملها والحقيقة هي ليس هناك اناس يتغيرون بل هناك اقنعة تسقط والأدهى والامر البعض حينما تنتهي مصلحته يتبجح علناً بانه كان ذكياً جداً ولماح اذ استطاع المراوغة والخداع لقضاء مصلحته بأسهل الطرق واقصرها لايعلم انه يخدع نفسه أولاً قبل غيره ففي قوله تعالى يُخَادِعُونَ اللّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلاَّ أَنفُسَهُم وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة: 9].
لماذا ياترى نفعل هذا ببعضنا …..؟! الهذه الدرجة نكره بعضنا؟! ام هذا عمل النفس الإمارة بالسوء؟!
كثير مانسمع عن علاقات متينة انتهت بالفشل كالصداقة والحب والزواج وحتى على مستوى الأسرة فأصبحت كالافة تنخر أرواحنا فعملت ماعملت على تفرقة الاواصر المتينة بين الاخوة والأقارب فانبثقت المصلحة الشخصية كالسيل العارم الذي اجتاح سد النفوس وقضى عليها اذ جردها من صفائها وعذوبة إنسانيتها وهدم كل مبادئها وجعلت من المقولة الشهيرة انا ومن بعدي الطوفان مثلها الاعلى .
ان اصحاب المصالح كثيرون وليس في زمننا هذا فقط بل منذ الازل فما كان من قتل قابيل لهابيل الا بسبب مصلحة شخصية
يقول الكاتب والأديب المصري توفيق الحكيم ((المصلحة الشخصية هي الصخرة التي تتحطم عليها اقوى المبادئ))
فمثل هؤلاء يتبعون اقصر الطرق التي تؤدي الى مصالحهم دون حساب او اي اعتبارات اخرى ويدوسون على كل عقبة تقف في طريقهم وهؤلاء الناس حتى لو بدر منهم فعل يبدوا عليه طابع الإيثار و العطاء فإن الغاية النهائية وراء هذا الخيار تكون المنافع الشخصية التي يتوقع بأن يحصلها بشكل مباشر أو غير مباشر من وراء القيام بهذا الفعل.
وهناك الكثير من الأمثلة عن اصحاب النفوس الضعيفة التي تفتقر الى الايثار وتقدم مصلحتها الشخصية على كل شيء
فالغني مثلاً يحصل على معاملة خاصة كالملوك والسلاطين من هؤلاء وكذلك صاحب السلطة والنفوذ كأن يكون سياسي او مدير عمل او رئيس قسم فهو مهاب من قبلهم وينظرون اليه بالعين الكبيرة اما اهل العلم والثقافة سواء في الدين او الدنيا عند اصحاب المصلحة لاقيمة لهم فهم يعطون الاولوية لصاحب المال والسلطة لأن وراءه مكاسب شخصية.
وهناك لابد من وجود عوامل او دوافع غريزية وراء تفضيل المصلحة الشخصية وإعطائها الأولوية في كل الأمور و لربما تعود لعوامل نفسية اذ ان حب الذات والانا العليا تنشئ هذا المنطق بالإضافة الى روح الأنانية التي تنبع من النفس المريضة تبذل كل مابوسعها لاحتكار كل شيء لصالحها واستغلاله في منافعها الشخصية حتى ولو على حساب الآخرين اوعوامل ثقافية فهناك من الناس من يتعالى عن التعامل مع الآخرين نتيجة لعوامل ثقافية ومبادئ خاطئة زرعت لدى الفرد منذ الصغر كالاحساس بالافضلية والتفوق واحتقار الاخرين لذلك تتجنب التعامل والتواصل الا وقت الحاجة او يعود الى سوء الظن بالآخر اذ ان سوء الظن يعود الى التجارب السيئة التي يمر بها الفرد تجعله يتجنب التعامل مع الآخرين لذا يتقرب فقط في الوقت الذي يكون به بحاجة ماسة لمساعدة الآخرين وغيرها الكثير.
وفي الختام نوجه كلمة رجاءً لأصحاب المصالح الدنيوية ونقول لهم الدنيا أخذ وعطاء فلا تغرك الحياة الدنيا بمباهجها فهي زائلة و من اسمها الادنى لاتستحق كل هذا اللهاث وراء مغرياتها ولاتنسى قول الرسول الكريم (صل الله عليه وعلى آله وسلم) (( ايا غلام اني اعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك اذا سألت فاسأل الله واذا استعنت فأستعن بالله واعلم ان الأمة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك رفعت الاقلام وجفت الصحف)).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب