23 ديسمبر، 2024 8:46 م

سقط كرسي الجماعة

سقط كرسي الجماعة

نعم،يسقط كرسي الجماعة أمام الهم الوطني، ويسقط أكثر امام دماء المواطنين الابرياء الذي ينهش الارهاب الاعمى اجسادهم  بلا رحمة أو توقف، لاتتخيلوا أن  الارهاب الداعشي ودعائمه يمكن التعامل معه في يد بينما تنشغل اليد الاخرى بالمغانم والمكاسب وتطبيق لعبة كرسي الجماعة الذي يجلس عليه الجميع (كم لي؟ وكم لك؟).

انتهت الانتخابات المصرية على الخير وانتخب المصريون عبد الفتاح السيسسي، فرح المؤيدون(الاغلبية ) وحزن المعارضون(الاقلية) ، ويبدو أن الفرق بيننا وبينهم أن  المصريين يحبون حكم الفرد ويكرهون حكم “الجماعة “، بالتضاد معنا نحن العراقيون نعشق حكم الجماعة حتى وأن كان ذلك يؤدي بنا إلى المهالك ، الفرق بين السيسي ورئيس الوزراء العراقي المقبل أن الاول سيشكل الحكومة التي يريدها وسيختار وزرائه وطاقمه الحكومي بلا ضغوط داخلية أو خارجية،أما صاحبنا الرئيس العراقي فلن يكون مطلق اليدين في ذلك،سيفرض عليه الطبيب ليتولى وزارة المالية وسيفرض عليه الاقتصادي لتولي وزارة الشباب وسيفرض عليه القاص ، لإدارة وزارة الدفاع أو الداخلية وستقايضه الكتل البرلمانية لتمرير مصالحها الخاصة مقابل اقرار  بعض القوانين التي تدعم حكومته .

الكتل السياسية الفائزة في انتخابات 2014 حائرة بين امرين هما اغلبية سياسية مقيدة بشمول جميع المكونات وأخر شريك قوي بمعنى اجراء عملية تجميلية لحكومة 2010،  كلا الامرين يسبحان في ساحة المكون والجماعة لا المواطنة المفقودة، مازلت كتلنا السياسية على الرغم من مرر عقد من الزمن تتحدث عن ديمقراطية السلحلفاة المقيدة بسلاسل غليظة لايترجى منها بناء البلاد.

الحقيقة التي لابد ان تؤمن بها جميع الكتل السياسية هي( أما – أو )بمعنى اكثر وضوحاً أما   أن يتجرع جميع الداعين لحكومة المشاركة أو مايطلق عليها بـ”حكومة الشركاء الاقويا” مرارة الخسارة وأن يتذوق الجميع طعم الفوز والابتعاد عن المشي في المنطقة الرمادية أو أن الاغلبية السياسية التي تضمن تمثيل عادل للمكونات استنادا للكفاءةيتحمل الداعون إليها النتائج والتحديات في إدارة البلاد وتحاسبهم المعارضة القوية المفترضة اقسى حساب،تذكروا أن 11سنة تمضي،ونحن نكاد نطوف بنفس الفضاء بسبب كرسي الجماعة وغياب المواطنة الحقيقية!
[email protected]