23 ديسمبر، 2024 8:58 ص

في كل موسم انتخابات تسجل ذاكرة العراقيين “المثخنة” بالهموم والمشاكل، العديد من المواقف والتي تصل في بعض الأحيان الى طرائف من شدة غرابتها او لما تحتويها من “سذاجة” يتصور مرتكبوها من الساسة انها ستمر مرور الكرام ولن ترصدها اعين الفقراء من “عبَّاد الله”، ومثالا على ذلك ما كشف عنه السياسي صاحب المواقف التي لا تعد ولا تحصى مشعان الجبوري حين اخبرنا بان “رجل المرحلة المقبلة سيكون أياد علاوي الذي وصفه بالزعيم” وأكمل الجبوري وهو يبتسم بان “طوابير المرشحين تقف امام منزل علاوي، وهم ينتظرون موافقته على انضمامهم لتحالفه الجديد مع سليم الجبوري وصالح المطلك”.

نعم لا تستغربوا هذا حاليا هو موقف الجبوري مشعان صاحب مقولة “أخذت رشوة وضحكت على صاحبها” الذي كان قبل ايام مدافعا “شرسا” عن القيادي في الحشد الشعبي ابو مهدي المهندس، حتى تصور الجميع انه اصبح ناطقا اعلاميا او مديرا لمكتبه، لكن التغزل بعلاوي قد لا يستمر وخاصة بعد غياب اسمه من قائمة المرشحين عن ائتلاف الوطنية المرسلة الى مفوضية الانتخابات، والذي دفعه لاتهام المطلك والجبوري بالوقوف وراء استبعاده لاسباب عشائرية تتعلق بحادثة سبايكر، وهو ما قد يحول الزعيم الى “خائن في موقف جديد سيخرج للعلن قريبا.

وحتى لا نبتعد عن موسم الانتخابات ومفاجأته، فان اخر الأخبار المتداولة تقول، ان فصل التنقلات بدأ في العديد من القوائم الانتخابية أبرزها في ائتلاف “النصر” الذي يقوده رئيس الوزراء حيدر العبادي ودولة القانون بزعامة نوري المالكي، بعد مغادرة نواب حزب الدعوة في محافظات ديالى ونينوى وصلاح الدين وانضمامهم لائتلاف “الفتح” بقيادة هادي العامري، والتحالق النائبة الكردية المعروفة بمواقفها من مسعود البارزاني الى ائتلاف العبادي، تلك الانباء تؤكد حقيقة واحدة لا تقبل الشك، وهي هشاشة التحالفات الانتخابية وضعفها فبعد ان كان التحالف الشيعي بيتا واحدا تقسم اليوم، الى “مشتملات” يحكمها حب السلطة والرغبة في البقاء بمنصب القيادة، والحال ذاته ينطبق على التحالفات الاخرى التي أصبحت بين ليلة وضحاها “طرائق قددا”.

الامر لم ينته بعد، فقادة التحالفات لديهم مخططات اخرى لفرض وجودهم وابعاد الوجوه الجديدة، فتحالف “سائرون” الذي جمع بين الإسلاميين والمدنيين سجل ضربة جديدة في مرمى الحزب الشيوعي حينما أرسل قوائم مرشحيه الى مفوضية الانتخابات من دون وضع اسم المرشحة الشيوعية عن محافظة ذي قار هيفاء الأمين التي أقصيت في انتخابات 2014، على الرغم من جمعها اكثر من 11 الف صوت، وفعلها تحالف “النصر” ايضا بعد تجاهله ارسال مرشحة المؤتمر الوطني في محافظة بابل، لكنها بررت “تغييب” تلك الاسماء في محاولة للخروج من خانة “الاتهام” وجعلتها “سقط سهوا”، كما سقطت مليارات الدولارات في جيوب الفاسدين، اخرها تخصيص 51 مليار و800 مليون دينار من موزانة 2018، لصالح رئاسة الجمهورية وموظفيها البالغ عددهم الفا و68، نعم هذه حقيقة وليست نكتة يتداولها العراقيون لنسيان هموم الانتخابات.

يقول الكاتب الاميركي نعوم تشومسكي “للاسف لا يمكن التخلص من الاوغاد عن طريق الانتخابات.. لاننا لم ننتخبهم اصلا”، هذه ليست دعوة لمقاطعة الانتخابات على العكس هي رسالة لتغيير الواقع والابتعاد عن تكرار الوجوه “المستهلكة”، السؤال الذي يمكن اثارته واعذروا تفكيري المتشائم، هل ستسقط اسماء “الفاسدين” في صندوق الانتخابات “سهوا” كما حصل مع مرشحة الحزب الشيوعي؟