حقيقة لم اجد الشعب العراقي في صحوة على الباطل والفساد والخراب والتحديات الامنية ولو بشكل بسيط كالذي اراه والمسه اليوم ,فهاهو يسطر صورة رائعة في نكران الذات ومن كل اطياف المجتمع لينتفض ضد من ظلمه وسرق قوت عياله ودمر بلده ,ومن مسيرة بسيطة في البصرة الفيحاء الى نار اشتعلت في كل ارجاء الوطن حتى اصبح موعد التظاهرات مسالة طبيعية بين ابناء الشعب فبغداد التحرير والنجف ثورة العشرين وكربلاء الضريحين المقدسين والسماوة والناصرية وبعقوبة وغيرها من المدن التي اثبت ابناءها انهم يريدون الخلاص مما هم فيه من بؤس وغياب حقوق ,ونحن هنا لانريد ان نتكلم عن حجم المظاهرات ونوعها ولكن نتكلم عما كشفته هذه التظاهرات من حقائق مرة يندى لها الجبين ويشيب لها الرضيع ,فمن ائتمناه على الاقتصاد سرق البلد ومن وضعناه على القضاء فسد بالناس واضاع حقوق المظلومين ومن قلنا انه الحجة على الناس سيوعيهم ويعلمه طريق الله قادهم الى سراب والى امور هي ابعد عن الله من كل شيء ومن اردناه حاكما يسير بالعراق الى الخير والبركة تحزب وبدا يقتل خصومه وابناء شعبه ثم الى مناصريه ليبقى على الكرسي ,وهكذا كل شيء .
اروي لكم قصة قصيرة قبل ان اكمل (يحكى ان رجلا في قرية لديه مضخة ماء يملا بها خزاناته ويرش ارضه ويسقيها على الدوام فجاة اختفت المضخة وسال الرجل عنها وعن من سرقها فلم يجبه احد من اهل القرية البالغ عددها اربعمائة رجل فاستخلف الله تعالى في امره وذهب الى المسجد ليصلي ويستغفر ربه وهناك راى العجب فقد وجد كل اهل القرية بعددهم اعلاه يصلون عندها ضرب خده وصاح وسط الجامع منو سرق المضخة اذا كلكم تصلون ) اليوم المنظر نفسه يتكرر في العراق فجميع الكتل السياسية والاحزاب النافذة تؤيد التظاهر ضد الفساد وتخرج مع المتظاهرين وتطالب بضرب الفاسدين بيد من حديد ولابد من التغيير الحكومي والنيابي ,عجيب على من تضحكون وانتم اس البلاء والدمار برغبتكم ام بغيرها ,على الشعب المسكين الذي مع الاسف لازال قسم منه نائم لايعرف مايجري حوله ويدعي ان فلانا وفلانا هم احسن ,ام تضحكون على انفسكم وانتم تعلمون ان نهضة الشعب ستعريكم وتكشف المخبأ تحتكم وسيحاكمكم الشعب امام الملا وتصبحون امثولة للعقاب العادل لكل الفاسدين والمفسدين ,لقد اتضح كل شيء وموعد الحساب قريب ولكن بتنبيهه شديدة من الشعب ان يضع المسؤولين خارج التظاهرات ويفرق بين الناقة والبعير ,