22 ديسمبر، 2024 9:46 م

سقط أوردغان وحزبه وان عاد إلى السلطة.!!

سقط أوردغان وحزبه وان عاد إلى السلطة.!!

المتابع للأوضاع الجارية في تركيا خلال هذين اليومين؛ يقرأ بين سطورها جمله من الأمور بغض النظر عن عودة أوردغان، إلى دفة الحكم وإفشال محاولة الإنقلاب؛ لكن لا يأمن كثيراً في وسط شعب يرفض المتأسلمين الجدد، لا سيما وان معظم حكوماته أتت بإنقلاب عسكري” نقطة راس سطر إن لا يأمن أي حاكم تركي أن يبات ليلة واحدة؛ وفي بطنه بطيخة صيفي”، كما يقال المثل المصري. أوردغان إسلامي دمج حاله حال الأخوان المسلمين وجبهة النصرة؛ وداعش وغيرها من هذه الجماعات المتطرفة، التي نبذتها الرسالة الإسلامية كونها جسم غريب، لا يتوافق مع مبادئ العدل والتسامح والسلام؛ وأراد أن ينشئ جماعة إسلامية متطرفة في وسط شعب غالبيته علماني؛ يسعى جاهداً إلى أن يكون عضو في الإتحاد الأوربي، ويندمج مع الشعوب الأوربية التي هي أكثر إنفتاحاً وتحرراً. ما حدث يوم 15- 16 تموز الجاري هي شرارة أولى؛ لا تنطفي حتى سقوط أوردغان وحزبه، وهذه الشرارة قد يمتد حريقها في المؤسسات العامة، لا سيما المؤسسات العسكرية التي هي صاحبت هذا المشروع الإنقلابي؛ وما يزيد توسعها ردت الفعل الغاضبة من الحزب الحاكم، وإعتقال ما يقارب 2000 عسكري؛ وفي مقدمتهم ضباط على مستوى القيادات الأولى، في المنظومة العسكرية. بعد هذه الحادثة أصبح الشعب التركي مقسم إلى عدة أقسام؛ جماعات أحزاب وكل حزباً بما لديهم فرحون؛ المحافظات والمناطق والدوائر والمؤسسات والوزارات والقيادات، لا يمكن أن يكون عملها منسجم بعد هذه الحادثة كما كان سابقاً؛ ولا يمكن أن تعمل بوتيرة واحدة أو يكون هدفها الوطنية والمصلحة العامة للبلاد؛ بل سوف تكون كل فئة تعمل بما يتلاءم مع سياستها وتوجهها، وتقدم مصالحها على المصلحة العامة. نحن في العراق لدينا تجربة مشابهة كثيراً في عام 1991م، لما حصل مؤخراً في تركيا؛ لكن الفرق بين الأمرين إن الشعب العراقي أثار على النظام البعثي، وقمعته الأجهزة الأمنية بمساعدة قوى خارجية؛ والان في تركيا إنطلقت من المؤسسة الأمنية نفسها، وأتذكر تصريح إلى محمد باقر الحكيم زعيم المعارضة أنا ذاك، حيث قال سقط صدام وحزبه” وان عاد إلى السلطة”. لا شك إن كل الأنظمة الدكتاتورية في العالم، وعلى مر التاريخ نجد سقوطها وإنهيار نظامها بانطلاق شرارة؛ مهما كان حجمها تقدح في أذهان الشعب وتعطيه دافع للتفكير، وإعادة النظر بالحكم وكل فرداً يبدأ يحلل ويطرح، ويستفهم على مشاريع الدولة وكيف إدارتها؛ وتصبح ككرة الثلج كلما تدحرجت كبر حجمها، فالشرارة الأولى التي لم تحرق كثيراً، بعد حين تصبح بركانا وينفجر من حيث لا يشعرون.