23 ديسمبر، 2024 5:50 ص

سقطت إسطورة الوهم والخيال والخرافة

سقطت إسطورة الوهم والخيال والخرافة

إنتهت إسطورة الوهم والخيال والإنحراف داعش؛ منذ اللحظة الأولى لقرار إقتحام الفلوجة، وإحترقت ورقة المراهنة الطائفية والسياسة الإرهابية، وبدأ العد التنازلي لنهاية الإرهاب؛ في إصرار منقطع النظير من التضحية والإندفاع.
إنتحاريون بالمئات وبقدرها سيارات مفخخة ومعامل تصنيع أسلحة الموت، وأنفاق ودهاليز ووسائل خبيثة؛ لم تمنع القوات العراقية من الإندفاع لأهدافها.
معركة شوارع في الحسابات العسكرية تحتاج الى شهور أن لم تك سنوات، والقوات الأمريكية حددتها سبعة أشهر في أقل التقديرات، ولها تجربة سابقة خلفت بعدها دمار ومئات الضحايا المدنيين؛ في وقت لم يتوطن الإرهاب ولم يبسط سيطرته على معظم المجتمع، والعصابات الإرهابية لم تملك القدرات الحالية الإقتصادية والعسكرية والبشرية.
أسقطت داعش مدينة الفلوجة قبل أكثر من عامين، وإتخذتها عاصمة لدولتها المزعومة، ومنها إنطلقت لتنفيذ معظم أعمالها الإجرامية، والإختيار لموقعها الإستراتيجي القريب من بغداد 50 كم، ومُطل على عدة محافظات وطرق دولية، وأُتخذت مساجدها ومدارسها للفكر المتطرف، ودورها وأحيائها الصناعية الى معامل صناعة الموت وتدريب الأطفال على التطرف وسجون ومقابر جماعية ومحاكم قمعية.
تكاد تكون المعركة الأنظف في العالم، والقياسية بحسابات الموانع والطرق الملتوية التي أقامها داعش، وفخخ الدور والشوارع والمساجد والمدنيين دروع أو مناصرين بالقوة، وحصانة بأنفاق وممرات بين البيوت ومئات المفخخات والإنتحاريين، والأهم حشد إعلامي للتباكي على المدنيين ومجاعة الفلوجة، وهذا لم يمنع القوات العراقية، التي أخلت 80 ألف نازح وقتلت 1850 إرهابي وتدمير مئات المفخخات وتفكيك آلاف العبوات وكشف مئات معامل التصنيع.
إن سقوط الفلوجة وغيرها من المدن بيد الإرهاب؛ ما كان يحصل لولا شحن طائفي كورقة ضغط للحصول على مكاسب أنانية، وتصرفات شاذة لساسة وشيوخ عشائر وأئمة جوامع؛ تحت طائلة الإملاءات الخارجية، ولكنها عادت بفعل تضحيات كبيرة جدة ودماء قادة أفذاذ؛ جعلوا من صدورهم مصدات للرصاص من أجل إنقاذ الأبرياء وإستعادة كرامة الوطن بأقل الخسائر.إندحر الإرهاب ولن يعود مجدداً للعراق أن نقل قطعت رأس أفعى إلتف حول مدينة عراقية وتفرع الى العالم، وسيكتب التاريخ بحروف نور للتضحيات وسوداء للخونة.
المناطق التي توطن فيها الإرهاب؛ بحاجة الى إعادة حسابات مجتمعية واسعة، وإعادة النظر بالقيادات السياسية والدينية والعشائرية؛ لأن معظم المصائب التي عانتها بسبب همجية وطائفية نفر ضال أغاضته فسحة الحرية وعمل ضمن منطلقات ضيقة سوداوية، ويكفي نزوح 3 ملايين عراقي كأكبر شاهد عن عدم قبول تلك المناطق بالأفكار الإرهابية، وأن بعض قياداته الدينية والسياسية قادته الى هاوية السقوط في شراك الإرهاب والجريمة، وأنتهت معركة الفلوجة بنصر كبير وخسائر مدنية قليلة وتضحيات جسام، وسقطت إسطورة الوهم والخيال والخرافة.