23 ديسمبر، 2024 4:10 م

سفينة النجاة

سفينة النجاة

كربلاء تلك المدينة الغافية على كتف الفرات لم تعلم بانها ستكون مدينة صاخبة بملاين البشر من الزائرين وقلبه لكل محبي الإمام الحسين بيرق الثائرين وسيد الشهداء,  تشرفت باحتضان الشهداء من ال بيت النبوة ومعدن الرسالة, احتضنتهم جثث طاهرة مقطعة الروؤس وممزقة الأشلاء  مبعثرة في الفلاء أراد الله ان يراهم بهذا التعبد والسموا في نيل الشهادة المطرزة بدعاء عقلية الطالبين وفخر المخدرات “اللهم ان كان هذا يرضيك فخذ حتى ترضى اللهم تقبل منا هذا القربان”  كربلاء التي حصلت على قدسيتها من معركة الطف معركة الحق مع الباطل وانتصار الدم على السيف المدينة التي أصبحت منار وقبلة لزائرين من كل بقع المعمورة ,ففي هذه الأيام من كل عام تتوشح السواد وتفتح صدرها لتحتضن عشرات الملايين من البشر من كل الأعمار ومن مختلف الأجناس, تجمع أدهش العالم بأسره ,كيف لمدينة بهذا الحجم تستطيع ان تؤوي وتطعم هذا العدد الهائل  وفي ظروف قد تكون استثنائية فقد يتعرض الزوار الى تهديدات من جماعات ارهابية تقف ورائها جهات لازالت تحمل الضغينة والحقد على محمد وال بيته الأطهار,  هذه الزيارة  قذا  في عيونهم وشوكة في مضاجعهم وجسرا تعبر علية الشعارات التي تكشف عوراتهم, لذلك ترسل أوغادها ليفجروا أنفسهم في وسط الأبرياء والعزل, ويزرعون العبوات والسيارات والاغتيال ظنن منهم ان يثنون عزيمة محبي ال بيت النبوة  ويوقفوا زيارتهم ,لم يقرءوا التاريخ هؤلاء الأوغاد ولم يعرفوا ما فعل إسلافهم ,فقد استخدموا كل الأفعال المشينة من شم عشرات السنين على المنابر وقتل وسبي وقطع الأيادي وقتل الموالين وتعذيبهم والنتيجة كانت هي انهم يزدادون حبا وشوفا مع الايام ,انظروا الى الحاضر أين انتم  وأسلافكم من ال بيت النبوة لينعلكم الله كما لعن قتلة الحسين وال بيته عليهم السلام,
 زيارة الأربعين  للأمام الحسين شموخ مع التاريخ وصمود مع الأجيال تتجلى في افق الحياة ومع سبر الزمن السرمدي لا تطويها  دورة الايام ولا الزمن واقعية متجددة, ما بقيت الحياة ولا يمكن لجدار الزمن ان يسدل عليها, تمر الأعوام وتتراكم الإحداث وتبقى  خالدة لا تطويها عجلة الأحداث مهما عظمت لقد بلغت أسمى حدود السمو ,
فما أروع هذا الخلود لثورة الإمام الحسين واخية العباس وال بيته وما أسمى معاني الشهادة, سادتي لقد طهرتم الأرض من ادرأن الحقبة التي  عشتوها وقارعتم الظالمين الفاسدين بكل ما تمتلكون من قوة,ولم تخرجون اشرين يطرين تريدون الحياة والجاه والسلطان,بل خرجتم للإصلاح الخط العام لرسالة السماء التي نزلت على صدر النبي محمد صلوات الله عليه, لقد أصبحتم منار لثارين وبيرقا لمجاهدين في سبيل أعلاء كلمة الحق, طبتم وطاب ثراكم وطابت الأرض التي احتضنتكم,وليعلم الظالمين من السابقين والحاضرين أي منقلب ينقلبون.