23 ديسمبر، 2024 3:52 ص

سفينة العراق ونوح جديد لقيادتها

سفينة العراق ونوح جديد لقيادتها

(( ما أشبه البارحة باليوم والعراق يعيش نفس الظرف وذات المكان قبل آلاف السنين فالمكان هو العراق والطوفان السياسي في العراق هو طوفان نوح المائي والاضطرابات والتحديات والصعوبات هي نفسها التي واجهها الشعب العراقي تكاد أن تكون متطابقة في مجرياتها وظروفها كأن للشعب العراقي مكتوب عليه تدوير مشاكله في كل مرحلة من مراحل عمره والأزمات تتجدد في الظروف والأزمات تتفاقم مع كل عصر من عصور الزمان وكأنه كُتب على الشعب العراقي أن يعاني الصراعات المتتالية والتغيرات السياسية التي تعصف بمقدرات شعبه على مدى حياته الماضية والحاضرة فقد كان النبي نوح عليه السلام هو المنقذ الوحيد وبلطف وتسديد من الله تعالى أن يأخذ العراق وشعبه في زمنه إلى بر الأمان بعدما توكل نوح على ربه حسن التوكل وسلم أمره إليه عندما قال بسم الله مجراها ومرساها وأبحر بها إلى بر النجاة بعدما بدد خوف ركابها وفزعهم لأنهم آمنوا بربهم وقائدهم لكن الآن نفتقد إلى ربان حاذق مؤمن بربه وبشعبه متمثلا بشجاعة وبصيرة جده النبي نوح عليه السلام ليوصل سفينة العراق الحالية التي تتعرض للغرق في ظروف صعبة مليئة بالتحديات والأزمات والمشاكل والتيارات المائية من حولها تعصف بها من كل مكان وهي تتأرجح بين يدي الأمواج العاتية التي تضرب العراق وشعبه الذي ليس له بديل إلا الركوب إلى السفينة المجهولة الوجهة وهي تفتش عن ربان وقائد متمرس متوكل على ربه ومشيئته ينقذهم من الغرق ليرسوا بها على ضفاف الجودي بأمان ويسلم دفة القيادة إلى ربان متمرس مقتدر متجرد من ال(أنا ).

يأخذ العراقيون إلى حياة كريمة يستحقها هذا الشعب صاحب الحضارات والرجال الأفذاذ والمخلصين حاملا معه حمامة السلام بطوق غصن الزيتون ليرسوا بها على الأرض الصلبة أم سيطول زمن بناء سفينة العراق في ظل غياب ربانها والطوفان يزداد علوه والتيار المائي سيغرق الشعب العراقي من جديد وسيخسر العراق شعبه وأرضه لكن الأمل موجود وأن صبر النبي نوح عليه السلام المسدد من الله تعالى قادرا على إيجاد ربان قدير يأخذ السفينة إلى شاطئ الأمان فالعراق باق بأرضه وشعبه وقدراته متأصلة في صدور العراقيين على مر العصور ولا يمكن للعراق أن يغرق مهما علت الأصوات وارتفعت أمواج الطوفان بهمة العراقيين ))