لم يكن دور السفير السعودي الجديد في بغداد ثامر السبهان غريبا او مفاجئا وانما هو تكملة لدوره المشبوه في محاولة لعب دور رئيس مخابراتهم المخلوع بندر بن سلطان حيث التداخل الكبير في عمله السابق وتنسيقه مع المخابرات والقوات الامريكية في المنطقة برمتها يجعله أمام حزمة من الشبهات والتشكيك بدور خبيث يمكن ان يلعبه من خلال المساحة التي منحته إياه دولته العربية السعودية او مملكة آل سعود حين صممت وأصرّت على تعيينه سفيرا لهم في العراق لما يمثله هذا البلد من دور هام له ثقله في المنطقة بعد ان ألبسته ثوب الدبلوماسية وأخفت فيه ثوب التجسس والمخابراتية لحاجة لهم في ذلك كون دوره الدبلوماسي في العراق لا يتعدى القشور الظاهرة وانما في الاساس سيلعب لعبة التآمر وحياكة ملفات الضغينة بين مكونات الشعب العراقي ، وما بدايته المشؤومة على تراب العراق إلا أنها اشارة واضحة للعلن كي يفهم الجميع ان السعودية جاءت بدور قائم على زرع الفتنة وفرض اجندتها في مواجهة ايران داخل العراق كما يعتقدون ذلك ومن الركائز الاساسية التي ينطلق منها هذا السفير المشبوه هي عملية الطعن بفصائل الحشد الشعبي الذي لقّن أذيالهم في العراق من الدواعش درسا لن ينسوه في تاريخ الحروب وخصوصا حروب الشوارع فكانت عملية التشكيك واضحة وأطلقها دون تردد على قناة السومرية العراقية، وعليه نلوم مقدم البرنامج حينما سمح لهذا السفير الامني أن ينال من ابناء الحشد الشعبي ليصفهم بأنهم أناس غير مرغوب بهم في أوساط المجتمع العراقي (السني) و (الكردي) بل وصلت به الوقاحة ان يلصق أحداث المقدادية في ديالى بفصائل الحشد وهو بذلك ما يجعلهم والدواعش سواء وقد نطقها على لسانه دون وجل او حياء .
من هنا فان هذا السفير تجاوز حدود عمله الدبلوماسي وأظهر حقيقة واضحة جدا أمام وزارة الخارجية العراقية ما يدفع وزيرنا السيد الجعفري بالطلب من حكومته استبدال هذا السفير واعلانه غير مرغوب فيه على الاراضي العراقية ويجب ان يغادر العراق خلال 48 ساعة ، وهذه هي عملية الحزم وقوة الدولة فيما اذا ارادت الخارجية العراقية فرض هيبة البلد واسكات ولجم أمثال هؤلاء ونهيهم عن التدخل في شؤون أهلنا من الشعب العراقي بكل مكوناتهم واطيافهم لأن كل مكونات العراق لا ترغب بمثل هكذا مثيرين للفتن والتفرقة ولا اعتقد ان احدا من شرفاء المنطقة الغربية يقبل بذلك ما عدا الطبقة السياسية المتمثلة باتحاد القوى التي رقصت وهللت ودافعت عن تصريحات هذا السفير واعتبرتها منهجية صحيحة لأنهم يعتاشون على الازمات بعد ان أصبحوا منبوذين من القواعد الشعبية والعشائر في محافظات صلاح الدين والانبار والموصل وربما قد تكون هذه هي كرة الخيط التي ينسجونها مرحلة بعد مرحلة من اجل تقسيم العراق كما يرغب بذلك آل النجيفي ونواب الانبار ،، لكنها ستبقى كرة وتتدحرج حتى تتعرى عيدانها.