قبل تشكيل حكومة السيد المالكي الحالية بشهر تقريبا كتبت مقالا بعنوان ( العراقية وتصريحاتها المتناقضة ) أشرت فيه (( إن مشاركة العراقية بحكومة يرأسها السيد نوري المالكي ستحدث فيها الكثير من الخلافات والتشققات السياسية مستقبلا ليس لفقدان عنصر الثقة واختلاف الأجندات فحسب بل تشكيله هذه الحكومة جاءت أيضا على أساس المحاصصة ، ومعظم قادة العراقية مواقفهم مستعجلة وتصريحاتهم نارية ،وهي معتمدة كأخواتها في العملية السياسية ( القواسم المشتركة) على الاملاءات الخارجية ، وللعراقية كما معروف عنها حصلت على دعم من بعض قادة الخليج العربي وهذا التصرف لن يجعل الكتلة العراقية في صف البؤساء والمهجرين والمعذبين والوطنيين الأحرار الرافضين لتداعيات الاحتلال وما نتج عنه )) ، وألان من يسمع تصريحات قادة العراقية وبياناتهم وهي لا تغني ولا تسمن من جوع محتواها الاستخفاف بعقول الرأي العام العراقي عن طريق لعب سياسية مكشوفة النتائج ، وتجربة التسع سنوات العجاف الماضية كافية لتأكيد هذا المنهج (التعبان) فبعد أن خدع معظم الشعب العراقي بالعراقية قبل الانتخابات وان مشروعها ( الوطني) الذي يتمحور في عدة إبعاد أهمها ( تعديل أو إلغاء قانون المسألة والعدالة وإعادة الحيف للمظلومين منه –إطلاق سراح المعتقلين الأبرياء وتحقيق المصالحة الجادة – إعادة بناء مؤسسات الدولة بشكل مهني – معالجة ملف المهجرين – مكافحة الفساد -إلغاء المحاصصة) لم ينفذ منه حتى بالسعي إليه ليس لرفض الائتلاف الحاكم بل لضعف لجان العراقية داخل المجلس وخارجه ، وان تجربتهم السياسية لا تتعدى عن تصريحات ناعمة ومواقف واهنة ، ولو وضعنا تصريحات قادتها خاصة بعد تشكيل الحكومة الحالية لوجدناها متناقضة هدفها زيادة المنفعة السياسية التجارية الضيقة وبعضها لها طعم ( النكتة) بالنسبة للسيد المطلك فكل تصريحاته النارية ضد الحكومة تكاد تكون نهائية أليس هو القائل ( كل من يشترك بحكومة المالكي خائن) وإذا به نائبا له ، ولم يقف عندها بل راح أبعد من ذلك عندما قال في مؤتمره الصحفي الأخير يوم 13 من الشهر الجاري مخاطبا أهالي ديالى (( الفجر قادم بأذن الله) أي ف� الله) أي فجر هذا يتحدث عنه السيد النائب ؟ وهو جزء من المركب ، ولفائدة التذكير بما قاله السيد علاوي في إحدى بياناته بأنه سوف يستجوب المالكي داخل البرلمان ولم ينفذ وعده! أو موقف السيد طارق الهاشمي وقادة العراقية في معارضتهم لإشغال السيد الخزاعي منصب نائب رئيس الجمهورية وبعدها حصلت موافقتهم في (سلة) واحدة نزولا لرغبه الهاشمي ، وألان قرارها بتجميد مشاركة أعضائها في اجتماعات البرلمان لمدة أسبوعين منقوص منها عطلة الجمعة والسبت واعتباره كموقف وطني كذبة كبرى وستزيد من عزلتها في الشارع العراقي ، وملخص الكلام و باختصار موجز:-
1. العراقية وبشخص السيد إياد علاوي لن ولن تنسحب من العملية السياسية حتى لو سجن الشعب العراقي أو مات كله قهرا وظلما ( راجعوا مقابلاته التلفزيونية)
2. أثبتت تجربتهم السياسية سواء في المعالجات أو في تعيين مرشحيهم للمناصب الحكومية عبارة عن صفقات وصفقات !
3. كل مناوراتهم السياسية وتصريحاتهم وبياناتهم تسير في دائرة فارغة ومن هنا نجح الخصم� نجح الخصم ( التحالف الوطني) في إنزال ضربات سياسية موجعه لهم تحملوها بأعصاب باردة ويتحملوها ؟
4. لارتباطاتهم بأكثر من أجندة خارجية ستبقى العراقية تحت ضغط ثلاثة رؤوس وهناك ( مشروع ) سيجعلها تدار برأسيين ! أو إعادة هيكلة العراقية بإشراف دولة خليجية ولكن بوجوه جديدة
5. ستبقى العراقية في دائرة البيانات والاستنكار والتنديد ولا تتعدى ذلك
6. رغم طلب السيد المالكي الأخير من مجلس النواب بسحب الثقة عن السيد المطلك هناك حراك سياسي ( للملمة الموضوع ) وإذا أردتم وفي الحالة الطبيعية معرفة تاريخ انسحاب السيد المطلك من الحكومة (برغبة ) منه وليس من قبل الحكومة سيكون ذلك قبل ستة أشهر من نهاية دورتها الحالية ليكون مناضلا وطنيا مناهضا لسياسية إيران وأحزابها في الداخل
ولذلك أيها الأحبة من أبناء وطني لا تتأملوا أي إصلاح سياسي أو اقتصادي يعزز استقلال الإرادة الوطنية الحرة في العراق بوجود هذه المكونات أو التكتلات لان ليس لها مشروع وطني حقيقي بل عبارة عن معالجات هامشية نهاياتها غير محكمة بفعل عوامل تأثيراتها الخارجية واجتهاداتها الضيقة ، سيبقى العراق وشعبه مسلوب الإرادة وثرواته منهوبة ومباعة بثمن بخس وكرامته مهدورة ، والسؤال ما هو الحل ؟ نقول أن الوطن لا يمكن أن ينتظر حدوث معجزات وحان لأبنائه “الراغبين”، في الداخل والخارج، أن يشاركوا في صنع قدر وطنهم ومصيره بدون أي أملاءات أو تدخلات أجنبية وبدون أي مخاوف أو تهديدات سياسية داخلية أو خارجية ، حان للشعب العراقي أن يكون هو المعجزة والعمل الجاد والمخلص لبناء مسيرة الوطن ،وشعبنا قادر على تسويق بلده والدفاع عنه بشكل �من قياداته الحالية التي أوصلته لهذه الأزمات، ولا يوجد أي خيار أمام أي قيادة إلا أن تلجأ لشعبها لأن كل المبادرات المطروحة ألان لم تحسم بشكل مباشر وجها لوجه من قبل قادة الكتل الكبار بل ستكون من خلال تشكيل لجان متعددة ومادامت كذلك فالموت حليفها لأنها لا تتمتع بالمصداقية والنوايا الحسنة ، لا شيء مستحيل ، والخلافات والمشاكل يمكن حلها، بعضها بشكل فوري والبعض الآخر بشكل تدريجي، والقرارات والإصلاحات الجذرية لا “التجميلية”، الواجب اتخاذها واضحة ولا يختلف عليها اثنان ، ومن هنا ندرك جميعاً أن العراق يمر اليوم في أزمة سياسية والأخطار محدقة به ولكن رغم كل ذلك فإن الشعب العراقي اليوم بحاجة إلى استنهاض الهمم والعزائم والتغلب على الشعور باليأس والإحباط الذي يعمى الأبصار عن إيجاد الحلول وإلى كسر قالب الخوف لأنه مهما اشتدت الأزمات ستنفرج في النهاية . وصدق من قال “الشيء الوحيد الذي يجب أن نخاف منه هو الخوف نفسه ” .