نوري المالكي هو الرجل الذي جمع فشلين هما : فشل حزب الدعوة ألآسلامية الذي لم يؤسس للفشل وستظل دماء الشهداء في ذمة من تجرأوا على ركوب موجة المراهقة السياسية وأندفعوا وراء مصالحهم الشخصية وهم كل من أبراهيم الجعفري ونوري المالكي وخضير الخزاعي وعلي ألآديب وحليم الزهيري وأخرين صغار لايستحقون الذكر , وفشل الحكومة العراقية التي ترأسها نوري المالكي لمدة ثمان سنوات والتي أنتهت بأجتياح الموصل وتكريت وديالى وألآنبار وبعض مناطق كركوك من قبل عصابات داعش نتيجة وجود قيادات عسكرية متخاذلة فاسدة وجبانة بسبب سوء أدارة المالكي التي لاتستحق أن تسمى أدارة وأنما هي مجموعة بلهاء أستمالها ألآحتلال ألآمريكي متعمدا لآفشال الدولة والحكم في العراق , ولم تكن مجموعة الجعفري والمالكي لوحدها حقلا للتجربة الفاشلة وأنما كاان معها أياد علاوي وأسامة النجيفي صاحب مزارع الخيول الذي غير لقب عائلته من النجفي الى النجيفي , وطارق الهاشمي وصالح المطلك وأبو ريشة وغيرهم ممن يترددون على عمان وهي حضن من أحضان الصهيونية برعاية أمريكية , كما أن بعض القيادات الكردية كمسعود البرزاني وجلال الطالباني ومحمود عثمان ليسوا بعيدين عن الخيار ألآمريكي بميوله الصهيونية , ولذلك كان الفشل حليفا للعراق دولة وحكومة ومجتمعا تفردت بقيادته مجموعات أستولت على المال العام وأستحوذت على أمتيازات لم تكن تحلم بها فأصبحت شغلها الشاغل فأهملت حياة الناس في الصحة والتعليم والخدمات وألآمن حتى بات الشعب العراقي مكشوفا لكل المخاطر التي لم تكن داعش أولها ولا أخرها , ونوري الملكي يتحمل قسطا كبيرا من ذلك الفشل , ومايقوم به من زيارت لآيران هي عبارة عن تطييب خواطر لاتنفع الشعب العراقي الذي أحس بخيبة من أنتخبهم خطأ وشعر بأتنيب الضمير حتى لكأن البعض منهم يعيش عقدة الندم التي أصابت أهل الكوفة وبقية مناطق العراق بعد أستشهاد ألآمام الحسين وحيدا فريدا في كربلاء , وعقدة من هذا النوع تحمل في طياتها أحتمال ألآنفجار الشعبي الذي لايبقي ولايذر , وأذا كان المالكي يحلو له زيارة لبنان تنفيسا عن الخيبات المتلاحقة التي طوقته ولايعرف كيفية الخلاص منها , ولذلك كانت زيارته لحزب الله في الجنوب متأخرة لاتجدي نفعا , فالمالكي ومن معه لم يعودوا يملكوا أوراق العمل الجهادي المنظم بلونه العلني والسري لآنهم لم يخسروا قرارات الحكم فقط وأنما خسروا ثقة القاعدة الشعبية التي أنخدعت بهم بسبب بريق السلطة والمال , واليوم لم يعد المالكي يملك شيئا من ذلك , والذين صحبوا المالكي الى لبنان هم أفشل من المالكي فلا رصيد شعبي ولا رصيد فكري ولا تاريخ سياسي , فحسن السنيد لم تكن أيام قم ألآيرانية بالنسبة له سوى أسترخاء وكسل وحضور مجالس الغيبة والنميمة مع كتابة قصائد بأسم جواد جميل لو بقي عليها لكان أنسب له حظا ولتقاسم مع شقيقته الشيوعية وشقيقه الممثل شيئا من الحضور ولو بالحد ألآدنى , ولكن لعدم فطنة المالكي أدخله في قائمته حتى صارا السنيد نائبا بدون أستحقاق شعبي ثم تمادى المالكي فجعل من حسن السنيد رئيسا للجنة ألآمن والدفاع في البرلمان العراقي ونائب رئيس اللجنة المدعو أسكندر وتوت والذي يعرف ضحالة ألاثنين يعرف لماذا سقطت الموصل بيد داعش في ساعات , ولعدم نباهة حسن السنيد الذي أستعجل الحصول على المناصب ولو أدناها كما حصل له مع حسين بركة الشامي الذي تنتظره ملفات قضائية حول الطريقة التي تم بواسطتها تحويل جامعة البكر الى جامعة الصادق وتسجيلها بأسم حسين الشامي عندما كان رئيسا للوقف الشيعي حيث ظل السنيد مرافقا له حتى حصل على وظيفة في الوقف الشيعي تاركا محافظته ذي قار ومدينته سوق الشيوخ تنتظر من يمسح عنهما غبار سنين التخلف والمحنة , أما ياسين مجيد الذي لم يكن سوى عامل في جريدة الجهاد في الثمانينات وأماكمال الساعدي الذي كان قصابا لايملك تحصيلا علميا وبواسطة جامعة حسين الشامي حصل على البكالوريوس وسجل على الماجستير مستغلا ظروفا ملتبسة لاندري كيف يتسنى للنائب في البرلمان أن يدرس في الجامعة وهي خيانة للمهمة التي أئتمنه الشعب عليها وكمال الساعدي لم يحصل على رصيد أنتخابي لولا قائمة المالكي المدعومة بالمال والسلطة وأما عامر الكفيشي وهو معمم فيقول العارفون بتاريخ حزب الدعوة أنه لم يكن كادرا ولا قياديا في حزب الدعوة وأنه قضى أيام الهجرة بعيدا عن حزب الدعوة وأنصرف الى أموره الشخصية فلبس العمامة وأمتهن الخطابة المنبرية التي جنى من ورائها مالا حاله كحال الذين أكتنزوا مالا بأسم المنبر الحسيني ولم يحصل المنبر الحسيني تعزيزا في نفوس السامعين والمشاهدين والرأي العام سوى عواطف البسطاء من الناس , ويبقى المالكي ومجموعته الذين زاروا حزب الله غير قادرين على ألآستفادة من تجارب حزب الله اللبناني الذي تميز بقدرته التنظيمية وبعقلية السيد حسن نصر الله وشخصيته المميزة التي أستأثرت بأقبال وتأييد في مناطق واسعة من العالم , أما تجربة حزب الله في مواجهة العصابات ألآرهابية فقد كانت ناجحة , بينما لم يكن المالكي ناجحا في مواجهة ألآرهاب التكفيري لآن المالكي لم يكن رجل حزب ولا رجل حكومة , وفشل حزب الدعوة وفشل الحكومة يتحملها المالكي الذي خسر الحضور الحزبي الى ألآبد , وخسر الحكم ولم تعد له فرص لذلك , وأذا كان مرض رئيس الجمهورية محمد فؤاد معصوم يمنح المالكي أملا بأغتنام الفرص بأعتباره النائب ألآول لرئيس الجمهورية ولكن ذلك ألآمل دونه عقبات تجعل منه مستحيلا مع تغير رئاسة السلطة التشريعية وتنسيقها مع رئيس الحكومة الذي خطى خطوات في أصلاح الفساد وتغيير الخطط بأتجاه مصالحة وطنية وخطط بأتجاه تغييرات وأصلاحات أقتصادية , على ضوء ذلك ليس أمام المالكي سوى ألآستسلام للفشل والقبول بحياة عادية بعيدا عن السياسة هذا أذا كان حظه سعيدا ولم تطاله الملفات القضائية التي تنتظر جميع الفاشلين أمنيا والفاسدين ماليا .