8 أبريل، 2024 2:26 ص
Search
Close this search box.

سفره مؤلمة

Facebook
Twitter
LinkedIn

آهات وألام قلب لا يعمل بشكله الاعتيادي.. الخوف من مستقبل مجهول…. سيارة مسرعة وابناءً خائفون…. الاوضاع غير مستقرة والامور بحاجة الى عناية ربانية… شوارع بالأمس قصيرة الا ان اجتيازها اليوم طويل…
مستشفيات مكتظة بالمرضى…استعلاماتها تبدأ برجل الامن ليقابلك بعدها ملائكة الرحمة … ردهة كتب على ابوابها ردهة الطوارئ… دخلناها فوجدنا صراخ وعويل لرجل فارق الحياة… لأفرق هنا بين الحياة والموت وانت تعاني أوجاعاً قوية عجزت كل الخلايا في جسمك ان تخفف آلامها…موظفون كثيرون جميعهم قد لبس البياض لا نميز بينهم الا من خلال حملهم سماعة الفحص…
اسئلة بلا اجابة.. شدة في الالام…. اسرعوا لي في العلاج… خففوا الآلام عني… لا تجاملونني بكلمات ليس لها وطراً امام صيحات القلب…. هنا في عالم المستشفيات لابد لك ان تتحلى بالصبر وان يقررون هم لك ما تريده….
اجتماع للأطباء وفحوصات في كل اجهزة المستشفى ونتيجة واحدة.. ذبحة صدرية وارتجاف في البطين وانخفاض شديد في الضغط….
ايها الاطباء الافاضل لا اريدكم ان تتكلموا عن المسببات فانا انسان يحمل ثلاثة غالونات من الدم تغلي وتبرد كما تشاء.. ابحثوا لي عن الحلول والعلاج… كوادر صحية مميزة قاموا بفعل كل شيء لكن النتيجة باقية لا شيء….
عجز الاطباء وتوقفوا عن الحقن ومن هناك جاء طبيب يهرول شاهدته منذ لحظة دخولي الى صالة الطوارئ وكان قلقا اكثر من الجميع ولكنني لا اميز بين هذا وذاك من شدة الألم…. قال لهم العلاج الاخير هو صعق القلب بالكهرباء حتى يعود كما كان… احضروا الجهاز وشاهدت يديه ممسكة بشيء يشبه المكوى البخاري في بيتنا.. وبعدها توقف كل شيء ولم ارى اي شيء ولم اشعر بشيء ربما خمسة عشر دقيقة لأصحو على حياة جديدة بعد صعقة كهربائيّة للقلب.. ولأرى ابنائي محيطين بي من كل صوب والدموع اغرقت عيونهم وفي جانبي شخص يحضنني ويبكي فعرفت حينها ان ذلك الشخص الذي كنت اراه يعيش حالة القلق هو ابني الدكتور فهد وانه هو من قام بعملية الصعقة الكهربائية ومن اعاد القلب الى الحياة من جديد وهو ذاك الذي تعرض معي الى الرعب والخوف قبل سنوات عندما اوصلته الى جامعته في بغداد في رحلة خوف استمرت ثمانية ايام صحراوية لتنتهي بفرحة عبور جسر بزيبز الشهير … وعودة على سفرتي الجديدة الى المشفى فلقد استقريت بعدها في صالة العناية المركزة بقيت يومان وكان الاصدقاء جميعهم معي في كل لحظة ودعائهم هم وعوائلهم لي وهواتفهم ترن من جميع انحاء المعمورة.. موقف لن انساه ورغم ان الزيارة ممنوعة الا ان الزائرين في كل وقت تجدهم في ممرات المستشفى وعينهم شاخصة الى ردهة العناية المركزة…..
ورغم نتيجة جهاز الايكو الغير مطمئنة لأنها تشير الى عضلة القلب دون مستواها الطبيعي الا انني غادرت المشفى في هذا اليوم لأعود الى اهلي واحبتي بعد سفرة مرضية اضطرارية رافقتني فيها الآلام وكان جواز سفري هو القلب ومشاكله وعبور الحدود صعقة كهربائيّة لا اعرف مدى قوتها ..

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب