18 ديسمبر، 2024 10:43 م

سفرة من ربيع الموصل الى خضراء الصويرة

سفرة من ربيع الموصل الى خضراء الصويرة

اليوم كانت لي سفرة برفقة الاخ الدكتور اللواء الركن المهندس الشيخ جاسم الگصمي والشيخ عبدالرحمن الايوب والاخ الكاتب الكبير الاستاذ عبدالله السالم المؤرخ العشائري المعروف والسيد حسون العمراوي الى وسط العراق بدعوة من قبل الاخ الدكتور باسم ذهيب الجحيشي ..حاليا استاذ في التعليم العالي دائرة البحث والتطوير لمناسبة زواج ابن اخيه الاستاذ احمد ذهيب وبالتحديد الى محافظه واسط قضاء الصويرة منطقه الجويميسة الغربية والتي تبعد عن بغداد حوالي 40 كيلو متر وتقع هذه المنطقة على ضفاف نهر دجله ويسكنها عشيرة البوعليان. قبيلة الجحيش وشيخهم الدكتور عدنان برهان الجحيشي الشيخ العام لهذه العشيرة وهو عضو في مجلس النواب العراقي رئيس لجنة الاوقاف والعشائر النيابية والتي تعتبر المرجعية الاولى والسند الامين في العراق لكل القبائل العراقية وهو شخصية اجتماعية وصاحب مضيف كبير ومعروف في منطقه وسط العراق وبصراحة تعجز الكلمات عن وصفه لما يحمل من اخلاق عالية وتواضع وروح بسيطة ويعرف كل مقامات الناس التي تزوره ويقف بصف واحد مع الجميع..
ويستقبل هذا المضيف يوميا المئات من المواطنين الذين يلجؤون الى صاحب هذا المضيف لحل مشاكلهم كذلك يقصده العديد من المسؤولين في زيارات خاصه او زيارات عمومية للاطلاع على اوضاع المنطقة..
فيما يسكن هذه المنطقة في الجانب الثاني عدد من ابناء قبيله شمر… وتعتبر هذه المنطقة مميزه جدا كونها منطقه سياحية من الدرجة الاولى لما تمتاز به من اجواء خلابة كونها تقع على ضفاف نهر دجله. وفيها انواع البساتين التي يقوم بزراعتها ابناء تلك المناطق اضافة الى وظائفهم الحكومية وهذا ما يبعث الامل والفرح الى النفس وانت تشاهد الدكتور الجامعي او الموظف او المدير العام يدير مزرعته بنفسه وغالبا ما تكون مزروعة بأنواع من اشجار الفواكه المثمرة اضافه الى انواع النخيل الذي يحمل اجود انواع التمور.. نعم انها جنة من جنان الارض استطاع اهلها ان يحولوها الى بقعة خضراء دائمه ومجرد ان تصل الى تلك المنطقة يقف امامك التاريخ فتستذكر منه أحد الامارات القديمة الخمسة التي قامت في العراق وهي الامارة الزبيدية والتي يراسها الامير معد جاسم مزهر السمرمد الزبيدي.. والذي اشتهرت في حينها بكرمها وجودها وشجاعتها وكتب عنها الشعراء الكثير من في قصائدهم وكذلك ذكرتها كتب التاريخ لمواقفها الباسلة..
ان الملفت والمهم في الموضوع والمشجع والمفرح للقلوب اخي القارئ الكريم ان ابناء هذه المنطقة يعتمدون كليا في طعامهم على ما تنتج ايديهم وما تجود به الطبيعة لديهم فهم يعيشون دوما ببهجة وسرور مع الماء والخضراء والوجه الحسن باستقباله للضيوف لانهم اشخاص مبدعون في كل شيء مبدعون في شهاداتهم العلمية فاغلبهم اكاديميين ولهم مناصب عليا في الدولة ومبدعون في زراعتهم فكل منازلهم قد تحولت الى بساتين بهيجة بهيه مبدعون في انتاجهم للمحصولات الزراعية فتجد البرحي والتفاح الابيض وكل انواع الفواكه موجودة داخل مزارعهم نعم انهم المبدعون.. نعم انهم المثقفون… نعم انهم الفلاحون الذين ما زالوا يمتهنون مهنه الزراعة مهما ابعد الكثيرون عنها الزمن.. انهم ابناء ودجله.. ابناء واسط والصويرة.. ابناء منطقه الجويميسة السياحية التي ما زارها زائر وشم هوائها ا الا وكانت امنيته في العودة لها بزيارة اخرى قادمة… كيف لا واهلها الطيبين بقلوبهم البيضاء وبأصلهم وفصلهم وفي مقدمتهم شيخهم الفاضل يستقبل ضيوفه ليل نهارا بدون كلل او ملل نعم انه الانسان الذي تربى في المضايف والدواوين وتعلم في المجالس قبل المدارس تجده يسهر دوما على احتياجات الناس واحيانا كثيرة لا يمتلك الوقت البسيط للجلوس مع عائلته..
فتحيةً والف تحية لكل السكان هناك… للهواء النقي… للنخيل واشجار التفاح… لدجلة الخير وماؤها العذب للسدة السياحية لكل شيء موجود هناك من التحية والسلام…..