22 نوفمبر، 2024 7:10 ص
Search
Close this search box.

سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب

سفرة إلى الماضي، بانوراما من وحي خيال الكاتب

محال عودة عقارب الساعة إلى الوراء، ولكن ليس بمحال طوف العقل والخيال ، أُحدثكم اليوم عن قلبي، ذلك الذي يهوى العودة إلى أيام قد خلت، لا حباً بتلك الأيام، ولكن رغبةً بالنظر لعظماء فارقتنا عنهم مسافات زمنية طويلة قد تجاوزت بسنيها الألف عام، قلبي الذي يتوق شوقاً ليُحلق بعيني إلى أيام ذلك الزمن والألق المتجدد في سماء الولاية والإمامة، حيث كهفي وشفيعي وإمامي صادقُ الآل عليهم أفضل الصلوات ، وأشاهد حلقات درسه، فأشبع عيناي من سنا نوره الذي يملأ المسجد النبوي، واسمع دروس فقه، ومواعظه وحكمه.
فما إن دخلت المسجد النبوي الذي يتخذه الإمام جامعة له، حتى ترقرقت عيناي بالدموع، عندما شاهدته جالساً على منبره وطلابه يحيطون به، لم تستطع عيناي الطيران بقلبي، فأخذت تنظر إلى وجهه الإمام وهو يحدث طلابه، ودموع الحب والشوق تنهمر بهدوء مني، حتى لا أُفسد محاضرته بأبي وأمي، فنظرات عن بُعد لا تطفئ نار الاشتياق، فأخذ قلبي يجرُ  بجناحيه ويتخطى صفوف الطلاب فأقترب أكثر وأكثر، لكن كثرة الطلاب الذين اثنوا ركبهم تحت منبره منعني من الوصول إليه.
سمعته يتحدث عن أخر الزمان، وقد ذكر القائم عجل الله فرجه، وقال عليه السلام “لو أدركته لخدمته أيام حياتي” فاهتزت كل ذرة في كياني وهو يصف عظمة القائم الذي لو أدركه الإمام جعفر الصادق لخدمه، فقال بأبي هو  وأمي وهو يحث على نصره القائم «ليعدّنّ أحدكم لخروج القائم ولو سهماً» فكم هي قيمة نصرة ذلك القائم، والتي حث عليها الإمام الصادق حتى لو كانت المساهمة بسهم.
أنهى الإمام محاضرته لقرب وقت الصلاة، وعندما نزل من المنبر قام الجميع وأخذوا يصلون على النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) ويسلمون عليه، وددت أن تتبرك شفتاي بقبلة على يده المباركة، أو أمسح يدي بعبائته، لكن للأسف لم يكن هنالك مني سوى قلبي الطائر بعيناي العاشقتين، سار الإمام نحو محراب الصلاة،و عيناي تتبعانه لتتزود من نوره الملكوتي ، وإذا بالمؤذن قد رفع صوته بالآذان، ليصطف الجميع خلف الإمام أبو عبدالله، قام الإمام وكبر للصلاة فكبر لتكبيرته الحجر والمدر، لتتوقف سفرتي الى الماضي، وعدت أدراجي إلى الحاضر محملاً بكلمات الإمام وبيانه عظمة الإمام المهدي، وتأكيده على الاستعداد لنصرته ولو بسهم، لقد كانت حصيلة سفرتي دعاء العهد، ذلك الذي إن وأضبت عليه ساحجز بندقيتي في دولة الإمام المهدي، حتى وإن أدركني الموت ولم أدرك القائم، ساعود من جديد لاحقق نصرتي لإمام زماني، لقد أدركت أن لكل وقت واجبه، واحتياجه الذي يجب العمل لانجازه، فكما أحاط طلاب الإمام الصادق عليه السلام  بإمامهم، كذلك سنكون للقائم كهشام بن الحكم، وكجابر بن حيان، إن أثنى وسادة التعلم، وسنفعل كما فعل جون وعابس، أن رفع سلاحاً للحرب، أو نقول لأمامنا نحن بيدك كما تشاء وكيف نشاء!

أحدث المقالات