23 ديسمبر، 2024 10:05 ص

سفراء بجنسيتين ..احداهما من بلد السفارة

سفراء بجنسيتين ..احداهما من بلد السفارة

الجميع يعلم مامر بالعراق من ويلات ومآسي ادت الى هجرة العقول والشباب الى بلدان العالم العديدة ونادرا ما ترى دولة من دول العالم لا توجد فيها جالية عراقية وخاصة تلك الاوربية التي تتمتع بالاستقرار الاقتصادي ووجود قوانين تحترم حقوق الانسان وتنظر له كإنسان فهؤلاء العراقيين اللذين هربوا من جور الانظمة والحروب اسسوا لهم مدن ومصالح وتعايشوا مع تلك الشعوب بسلام والغالبية العظمى منهم حصلوا على الجنسية لتلك الدول وأصبحوا مواطنين صالحين يتمتعون بكل ميزات المواطنة ويحترمون قوانين تلك الدول ويدفعون الضريبة ولهم حقوق وعليهم واجبات
والامر هذا ليس معيبا بل حالة او ضع استثنائي عاشه العراقيين ويأملون يوما ما العودة الى ايام الصبا والأصدقاء والزملاء والاقارب ورؤية تلك المدن والقصبات التي عاشوا فيها … في بعض الدول وربما الغالبية اصبح العراقيون قادة في مجال اعمالهم وعلماء وأدباء وفنانين واخلصوا لتلك البلدان إخلاص الشرقي لعقيدته وعدم التفريط بمبادئ العيش فيها..هكذا هو حال العراقيين في المهجر والمنفى والغربة شاعر واديب وطبيب وعالم وصانع ومهندس وله مكانة يشار لها بالبنان وحصل على كل مقومات المواطنة الصالحة ,,وبما ان العراقيون يعشقون الارض ويقدسون العلاقات
ويهزهم الحنين والشوق لبلدهم ولشوارعهم ومدارسهم اضحوا واصبحوا ينتظرون يوم العودة ظافرين مكرمين معززين وفعلا عاد منهم الكثير للعراق خاصة بعد سقوط النظام وشاهد العراق واهل العراق وما وقع عليهم من الم وجور وجوع وخراب وتفكك في العلاقات الأسرية وشاهد من عاد الى ارض الوطن ان الهوة والبون واسع بين حضارة الغرب وحضارة الشرق وبلد ممزق بعيد عن التطور فاصبحت الظروف غير ملائمة للعيش كما كانت وكما رسم لها في الأذهان ,,عاد اغلب من عاد الى حضن الوطن عاد الى المنفى او الى المهجر وترك خلفه كل شيء الانتماء والصداقات وحنينه واوعد الاصدقاء بالعودة
يوم تلائمه الظروف فظروف العراق غير ملائمة ,,,العراق اليوم يوصف بالمجروح وجراحه غائره وكثيرة ويحتاج لكل ابناءه الوقوف معه ووضع حبهم وخبراتهم بين يديه وتطبيب جراحه وكل من يقف بجانبه هو الابن البار له ومن لم يستطيع الوقوف بجانبه فلابد ان يبقى ولاءه وحبه لوطنه فمهما وصل ذالك الابن من مراحل في الكبر الوظيفي والاجتماعي فسيبقى هو عراقي ويقال عنه انه عراقي ولنا امثال كثيرة فهناك كثير من ابناء الجاليات اصبحوا رؤساء في بلدان المهجر ولكن تبقى وسائل الاعلام تقول عنهم وتردهم الى قوميتهم الاصليه فهنا اصبح ولاءهم لأمتهم الجديدة وتركوا
امتهم الام ,,,
بالامس قرات في مجلة فوكس الالمانية مقال مفاده ان السفراء العراقيين والدبلوماسيين اللذين يمثلون العراق اغلبهم يحملون جنسيتين عراقية واخرى للبلد الذي يعيشون فيه واعطت المجلة رقم يقارب 90% منهم حقيقة الخبر اخذ منا دهشة كبيرة خاصة وان تلك الفوكس الالمانية بينت ان اصحاب تلك الجنسية المزدوجة عينوا سفراء في البلدان الذي يحملون منها الجنسية الثانية واوردت امثلة كالسفير الألماني والإيراني والنمساوي والهولندي والى اخر تلك البلدان الدهشة جاءت عندما تبين ان السفير اصبح سفيرا للبلد الثاني اللذي يحمل جنسيته وهذا حقيقة اخافتنا ولو كان
الامر سفيرا لدولة اخرى لربما اصبح الامر اعتيادي لكن هذا السفير لابد له ان ينحاز بولاءه ليس لعراقيته بالدرجة الاولى بل لوطنه اللذي يسكن فيه وهذه اكيد وحسب راينا المتواضع لها مردودات سلبية كثيرة وخاصة عندما تتطور العلاقات بين العراق وتلك البلدان خاصة الاقتصادية وعندما تبرم العقود بين البلدين ربما ينحاز ذالك السفير لدولته ثم هناك امر اخر ان بعض الدول لنا معها بعض المشاكل والمشاكل القديمة المعقدة والمعروف عن السفير هو الواجهة السياسية لوطنه ولسان حاله وامين مصالحه فأذا كان السفير حاملا لجنسية ذالك الوطن وقضى معظم حياته فيها
فهنا لابد من وجود حسابات دقيقة للاختيار ثم ان الشخصية الشرقية والعراقية بالذات لم تصل بعد الى مستوى الايثار وعدم الانجرار وراء الضغوط وابعاد المجاملات التي تؤثر على الولاء الوطني فالسفير يجب ان يكون ولاءه منصب كله نحو وطنه وامته ومصالح ذالك الوطن اضف الى ذالك ان المرحلة التي نحن فيها هي بداية تكوين الدولة العراقية بعد انهيار كل المؤسسات العراقية وهذا وحده يتطلب الى بناء ومشاركة الجميع وتقع على عاتق السفير في أي دولة مهمة شاقة لأعادة الامور نحو الواجهة الصحيحة لأمته فكيف اذا كان ذالك السفير هو بعيد عن اهم لبنة وطنية وهو حبه
لوطنه الذي يحمل جنسيته واذا به يتلمس جيبه ليجد جنسية اخرى لوطن اخر يعيش فيه ويلتزم بكل قوانين ذالك الوطن فهنا يجب الانتباه الى من هو مؤهل لمثل هذا المنصب ,,وامر اخر ان السفير له صفات متميزة اهم تلك الصفات هو المقدرة الدبلوماسية وهضمه للأجواء السياسية واستطاعته التكييف مع كل حدث يحتاجه الوطن كمحاور ومراوغ دبلوماسي محنك يفهم بواطن الامور ولابد من دخوله وحصوله على شهادات تؤهله ليتبوأ مثل هذا المنصب الحساس كسفير لبلده ..ثم من اعطى الدرجة العليا الاولى للخارجية العراقية لتختار مثل اولاءك هل مروا بامتحان لمعرفة كنههم وحنكتهم
ووطنيتهم وهل هم فعلا مؤهليين وتم اختيارهم لمثل هذا المنصب وهل يستطيعون التعايش مع كل الازمات بين الدولة العراقية والدولة التي فيها هو سفير ويحمل جنسيته الثانية منها كل تلك الامور وامور اخرى حياتية تمس حياة العراقيين في تلك الدول ومصالح العراق في عنق ذالك السفير واعتبار تلك البناية التي هي السفارة عبارة عن وطن مصغر لكل العراقيين في الدولة الاخرى لا عبارة عن مخفر مخابراتي وبوليسي ضد ابناء العراق ييعيشون فيها ويعبثون بقرارات السفير مثل الشرطة السرية …
كل شيء ممكن ان يتم بالتوافق او المصالحة او المحاصصة الا تلك الوظيفة يجب ان تكون وظيفة استحقاقية بعيدة عن كل الشبهات ويجب ان يكون ذالك الشخص اختصاص بعيد عن كل الاهواء والحاجات والتأثيرات ولايمكن اختراقه واعتباره العوبة بيد الدولة الاخرى …
لسنا هنا في محض اعتراض عن مثل تلك الازدواجية في حمل الجنسية لنفس الدولة لا ابدا بل نحن نخشى ونخشى الكثير فالدولة العراقية يجب ان تنهض من جديد وبقوة,,وقوائم النهوض على اكتاف الساسة والساسة هم قادة وشاهدنا كيف ان الكثير من الوزراء والبرلمانيين اللذين يحملون الجنسيات المختلفة الاخرى كانوا قد فشلوا في قيادتهم لمناصبهم بسبب تلك التداعيات التي يعيشون فيها ولدينا وزراء مطلوبين وسراق بسبب اعمالهم المشينة مثل وزراء الكهرباء والدفاع ووزراء موجودين حاليا يتمتعون بكل الصفات الدبلوماسية الفاشلة وعراقنا اليوم يئن من سوء اختيار امثال
اولاءك…
وزير الخارجية العراقي هو ايضا يحمل الجنسية البريطانية ويقال ان الكثير من السفراء العراقيين في دول العالم هم من مكون واحد وهذه هي الكارثة فالسفير لابد ان يكون ملما بكل دقائق الحياة في تلك الدولة ويستطيع ان ينقل بلده ومصالح بلده بما يفيد الوطن وليس القومية او المعتقد لا يهم من ان يكون كرديا او عربيا شيعيا او تركمانيا او سنيا او مسيحيا يجب ويجب ان يكون عراقيا بامتياز وهذه امانة بعنق السفير ومن اختاره استنادا الى مؤهلاته كدبلوماسي يمثل وطنه وأهله بعيدا عن الشبهات وهو السياسي الاول في تلك الدولة.
[email protected]