8 أبريل، 2024 7:27 م
Search
Close this search box.

سفراء الفتنة

Facebook
Twitter
LinkedIn

يحاول البعض القفز على كبرياء المواطن البصري ومحاولة أدلجة حراكه الوطني ..متناسين
ان هذا الحراك العراقي الاصيل نابع من مطبات البطالة والياس والاحباط والحرمان / فلا شان للبصريين بالصراع الايراني الامريكي ولا شان لهم بشخصيات وأحزاب غائبة عن المسرح السياسي ..اما حرق القنصلية الايرانية ومقار الاحزاب الموالية لها فهي نتيجة حتمية لجملة حماقات وسياسات ارتكبتها ايران في البصرة/ تحويل مسار عشرات الروافد مما سبب ملوحة قاتلة في مياه شط العرب اضرت بالانسان والثروة النهرية و بزراعة البصرة وبساتينها..
ازد على ذلك حجم الاحتقان من تنامي النفوذ الايراني الخطير وهيمنة الاحزاب والميلشيات على المجتمع البصري .
وياتي الاتفاق المفاجيء ( لسائرون مع تحالف الفتح ) لإسقاط حكومة العبادي وبحركة وتاييد من السفارة الايرانية.. والذي ساهم وبشكل سريع بتغيير مجريات الأحداث و انقذ ايران من مأزق البصرة .. وأعاد حسابات السفارة الامريكية التي تسعى جاهدة لشق الصف الشيعي تماما كما فعلت مع ابناء السنة في مدن الأنبار .

الثابت / اننا امام حالات من التراكم الخطير من التداخلات المعقدة التي دمرت منظومة القيم السياسية والاقتصادية والاجتماعية على مستوى الفهم وعلى مستوى تقديم الحلول المناسبة للمشاكل المتراكمة في العراق.. لاننا كثيرا ما ننشغل في النتائج ونتجاهل جذور المشكلة.. وكأن ما يحيط بِنَا اليوم من تذمر وتمزق واحتجاجات ومظاهرات حدثا مفاجئا.. وليس نتيجة لتدخل مستمر في الشأن الوطني من قبل سفارات اجنبية مازلنا نعتبرها شقيقة وصديقة / لقد حاربت امريكا ابناء السنة بسلاح السنة ..وايران تحارب اليوم ابناء الشيعة بسلاح الشيعة.

لا بد من القول ان هناك مؤشرات خطيرة تتحرك من حولنا لها علاقة بالوضع الإقليمي وما سيحدث في سوريا وايران ..ثم ان التحركات الامريكية المريبة داخل الاراضي الكويتية وزيارة امير الكويت الى واشنطن تستحق التوقف والاهتمام ..لان الكويت ومهما تظهره من حسن نوايا ازاء العراق..فان مآسي الغزو العراقي ما زالت عالقة في اذهان قياداتها / لهذا سترضى الكويت وستقدم المساعدات اللازمة لاحتلال العراق مرة ثانية.. لتكون في مأمن من نفوذه في المستقبل وربما سيساعدها على اعلان اقليم البصرة ..وبذلك ستكون جارة لمدينة وليس لدولة ..مقابل ذلك ستقدم تسهيلات لوجستية الى القوات الامريكية / والجميع يعرف ان اسهل طريق هو التدفق من الاراضي الكويتية باتجاه العراق
من جهة اخرى / تعمل ايران على استنفار جاهزية واستعداد الفصائل العراقية المسلحة والتي تخضع لاوامر الحرس الثوري الايراني.
وهذا كله يكشف لنا حجم المخاطر والخشية من اندلاع مواجهات بين الأجهزة الامنية والحشد الشعبي وبتحريض امريكي.. وتهور ايراني .
ان هذه اللعبة القذرة سندفع ثمنها نحن ابناء العراق بعد ان رضي البعض منا ان يكون أداة رخيصة وعميلا للسفارات الاجنبية .
ان ما يحدث في البصرة من انتفاضة حقيقية يمكن ان تستغل لتغيير مجرياتها وتصبح مخرجاتها مناقضة لمدخلاتها .. لقد كان الجميع يتساءل عن سبب عدم حرق القنصلية الامريكية مثلما تم احراق القنصلية الايرانية ..وهل من الصعوبة بمكان ان تقوم الميلشيات الايرانية بحرق كل ماهو امريكي في البصرة كرد فعل طبيعي ومقبول ..!؟ .

باختصار / اننا سمحنا لسفارات الدول الاجنبية ان تسرح وتمرح وتعبث في بلادنا منذ الاحتلال الامريكي 2003 وليومنا هذا / وأصبح الذي يدخل سفارة اجنبية كأنه داخل الى حديقة او سوبرماركت للتبضع ..في حين كنّا نخشى حتى التقرب الى اي سائح اجنبي خوفا من تهمة التجسس ..ولهذا نرى اليوم ان البعض يتباهى بصداقته وعمالته لإيران ويعتبرها مصدر قوة له / وهي التي مزقت العراق بتاسيس وتفريخ الميلشيات .كما ان البعض الاخر يتباهى بالمديح لامريكا وبحماس شديد / وهي التي ذبحت العراق من الوريد الى الوريد.
ان كل ما يجري اليوم هو صراع معلن ..بتفاهم غير معلن بين ايران وامريكا.. على حساب وحدتنا و مستقبلنا / ولو كف زعماء الفتنة وسفراؤها من الاتصال بايران وبأمريكا ودول خليجية اخرى مثل السعودية وقطر ..لكان العراق بخير.
تركنا اهل البصرة ../ يجوعون ويعطشون .. ونطلب منهم الصبر و الهدوء والتعقل .. تركنا شبابها مدمنون على البطالة والمخدرات والموت البطيء .. ثم ندعو لهم الصبر والسلوان / تركنا احزاب السلطة تقتسم خيرات البصرة وتتأسد على ابنائها ونسأل اين تذهب الأموال المخصصة لاعمار البصرة ..!!.
والحالة هذه فان الفتنة سوف لن تقف هذه المرة عند حدود انتفاضة البصرة ولا بإنجاز / معركة الرئاسات الثلاث.. برئيس وزراء ايراني ..ورئيس مجلس للنواب أمريكي ..انما ستنتهي بجولات دموية قادمة لتحقيق حلم ( العراق الامريكي) ألذي لم يكتمل مشروعه منذ الاحتلال ولحد الان ..وينتظره اليوم وللاسف اغلب العراقيين الذين كرهوا احزاب السلطة واصحاب العمائم ومليشياتها ..& د كاظم المقدادي / كاتب وباحث اكاديمي

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب