تعتبر العملية التوعوية والإرشادية والتثقيفية في المجالات العقائدية والاجتماعية في المجتمع، بما يتلائم مع ظروف ومعتقدات وافكار وثقافة المجتمع الاسلامي، كأي عملية إرشادية أخرى، و لكنها تختلف بكونها تستخدم عناصر وأدوات فكرية نابعة من فكر التراث الاسلامي ،ومن نهج علوم القران الكريم، والرسالة السماوية الانسانية الاخلاقية السمحاء ،و تهدف هذه العملية بقيام نخبة من علماء ومفكرين ومثقفين الأمة ،بالنزول للعمل الميداني والعمل على حل مشكلات المجتمع وتوضيح اهداف الفرد في تحقيق أهدافه الاصلاحية ومواجهة اخطار وفتن العصر، في ظل العولمة الجديدة للنظام العالمي والتطورالجديد الذي يشهده العالم وتحديات المرحلة الخطيرة ،على كافة المستويات الدينية، والسياسية، والاقتصادية والاجتماعية؛
ومن واجبات سفراء الإصلاح، انهم ملتزمون بوصايا قائدهم ويسعون الى نشر ثقافة الدين والعقيدة الحقيقية، التي يجب ان يتحلى بها المؤمن بالعمل والسلوك وتعزيزالثقة بقرارات ومشاريع القائد الاصلاحية ،ومد جسور المحبة والتسامح ،ونبذ لغة العنف والخلافات ،وحب الوطن والاخاء ونصرة الإصلاح ،
والقضاء على الفساد والمرجفين وتعزيز القيم الاخلاقية والعقائدية وغرسها في نفوس الاخرين ،
فإن الإرشاد الروحي (الديني) ما يزال له إهتمام بالغ الأثر وإنتشار أكبر في مختلف الثقافات والديانات، وأياً كان الهدف الذي يسعى المسترشد الى تحقيقه بمساعدة المرشد سواء كان روحياً أو عاطفياً أو أخلاقيا
ولمواجهة العولمة الثقافية والفكرية والسلوكيات الشاذة، التي بدات تغزو مجتمعنا بشكل ملحوظ ،ومن اجل المضي بمشروع الإصلاح الوطني ،والقضاء على الفساد والطائفيين،والعابثين بمقدرات ومصالح الامة ، لا بد من القيام ببعض الأمور الأساسية كاستخدام سياسة الرفض الشعبي واستخدام الطرق والاساليب السياسية والسلمية ، او استخدام العقيدة الفكرية السليمة والآداب السلوكية الصحيحة، ودعم القيم الدينية والروحية والاجتماعية، اعتماداً على دور الدين والاخلاق في التاريخ ،والتراث، والحياة والمساهمة الفاعلة في بناء الوطن وحمايته، وصيانته اهداف ومشروع الاصلاح الوطني ،والوقوف صفا واحدا في مواجهة التحديات الراهنة، وخصوصاالتحديات الثقافية المتمثلة، بانحلال القيم الاخلاقية والوطنية والتشرذم ،والعداء والانقسام ومواجهتها باساليب معتدلة ، فكرية حضارية لنشر ثقافة الحب والدين ،والاعتدال والسلام والمحبة والتأخي ؛ كما يجب تحليل الرسائل الإعلامية التي تبث من خلال وسائل الإعلام المختلفة في ظل العولمة الجديدة ، ونقدها، والتأكد من عدم احتوائها على قيم تخالف القيم الدينية والوطنية والروحية العربية والإسلامية، ونبذ كل أشكال الفرقة والخلافات ،والنعرات الطائفية، والقومية والأثنية ؛
فالدورالتوعوي التثقيفي، يؤدي جملة من الوظائف التي لا غنى عنها لكل من الفرد والجماعة ، وكونه عاملاً مهماً في حياة الإنسان النفسية ، وعنصراً أساسياً في نمو شخصيته ، وأعظم دعائم السلوك ، حيث يوفر قاعدة وجدانية تضمن الأمن والاطمئنان النفسي والاتزان الانفعالي، وتفاؤل وحب للحياة، وعدم النظرة إليها نظرة تشاؤمية، وتأكيد الهوية؛ لما يوفره الإحساس الديني والاخلاقي والوطني من الإحساس بالسعادة والقناعة والإيمان ، والثبات على القيم والمبادئ ويخفف من وطأة الكوارث والأزمات التي تعترض طريق الفرد والامة ، فيشعر الفرد بالاطمئنان وعدم التشاؤم من المستقبل، من خلال إطارعلاقة الإنسان بخالقه ومبادئه ومنهجه وتقاليده الاجتماعية، التي تعد موجهاً لسلوكه في شتى مناحي الحياة، ومن خلال الايمان برسالته الفكرية الوطنية تجاه الوطن والمجتمع ودوره الاصلاحي .