23 ديسمبر، 2024 9:56 ص

سفارة لا تعلم برعاياها ك اب لا يعلم عن افراد عائلته.
اتساءل هل يعلم السفير بحالِ رعاياه المهاجرين ويتفقدهم، اين يسكنون،ماذا ياكلون،كيف يتعالجون؟! وما الضرر اذا انشأت السفارة في الدولة المستضيفة،جامعة خاصة،او استثمرت مستشفى،او حتى ملعب لكرة القدم يحتضن المواطن العراقي في ارض المهجر ويحسسه بدفء وحنان الوطن الام؟!

مانعرفهُ ان السفارة هي بعثة دبلوماسية من دولة ما إلى دولة أخرى لتمثيلها والدفاع عن مصالحها ولتسهيل أعمال وشؤون مواطنيها المقيمين في الدولة المضيفة،وكذلك تأمين خدمات لمواطني دولتها المقيمين هناك، ومن هذه الخدمات سحب اوراق الحالة المدنية والهوية (جوازات سفر، مضامين ولادة، بطاقات هوية) كما أن للسفارة دوراً في تنظيم زواج أو تأمين حق التصويت لرعاياها بالدولة المستضيفة مع العلم ان هذا يخضع إلى قوانين البلد المستضيف،كما أن لاي مواطن يشعر بانه غير محمي بالخارج (خارج سفارة بلده) من أن يتوجه إليها ليطلب الحماية هناك، أو ليسلم نفسه اذا كان متهماً ويتوجب القبض عليه من قبلِ سلطات بلده ليقضي عقوبته بوطنه.

بحثت عن تفسير لكلمة “سفارة” علي اجد مفهوما مغايراً لما اراه او اسمع عنه او اعلم به عن حال العراقيين المتواجدين في البلدان العربية، لم يكن في جعبة (كوكل سيرچ) الكثير ليغير مفهومة، وكل ما ديدور حول موضوع السفارات والسفراء ووزراء الخارجية في كل العالم هو التنسيق الكبير بين الحكومات لخدمة مواطني البلدين والرفع من شأنهما باحتضان المواطن خارج بلاده وتوفير احتياجاته على مختلف الاصعدة من مساعدة طبية ومالية ومعنوية للمتعففين والنازحين من داخل البلد الاصلي.

لذلك لفت انتباهي اقتصار دور السفارة العراقية في عمان على تصديق الاوراق وحضور النشاطات الثقافية فقط! داخل البلد المستضيف،اذا انها لا تمثل جوهر الجمهور العراقي الموجود داخل الاردن على مختلف شرائحه وانتماءاته يبقى يحمل الجنسية العراقية وهو مسؤول من السفارة نفسها، سيما ونحنُ نتكلم عن شعب هرم غادر اسوار بلده في ظروف لم يصنعها هو بل الحكومة والسياسيين هم من خلق جو الاقتتال والتفريق، والغريب بالامر اننا لانتكلم عن احتضان رجال الاعمال واصحاب الثراء والفنانين فحسب وانما نتكلم عن بلد يحتضن اكبر جالية عراقية موجودة في العالم.

لم تفكر السفارة يوما ان تاخذ بيد ابناء البلد الاصلي، ولم تفكر يوما بأفتتاحِ مركز صحي يرعى ابناء الجالية ويعالجهم على حساب الدولة الام (المنهوبة ثروتها سلفا) لم تفكر يوما بانشاء معمل معين لتشغيل ايدٍ عراقية تخفف من عناء بعض البسطاء المتواجدين هناك، ولم تفكر يوما بانشاء ملعب صغير يأوي شباب البلد الاصلي من الضياع والغرق في بحور الانحراف والانجراف نحو الادمان و الجريمة، لم تفكر يوما ان تحتضن الشباب المغترب بفتح كلية او جامعة خاصة ترفع اسم العراق بهم عاليا في ارض الغربة او تقديم اقل ما يمكن بفتح دورات تثقيفية وتاهيلية في( التنمية البشرية، والمواطنة،والتمدن) لتقرب ابناء الوطن مع بعضهم وتحثهم للعودة الى ارضه بل الادهى عدم وجود اي رابطة او مقر لجمعية الجالية العراقية في عمان!.

المثقفون، الاطباء، رجال الاعمال، شيوخ العشائر، ساسة، رجال الدولة الحاليين، كل هذه الشرائح متواجدة داخل عمان وبارقام مخيفة كونت اكبر الجاليات العراقية المتواجدة في بلدان اخرى، لذلك يجب على الحكومة العراقية توظيف طاقاتهم عن طريق السفارة والاخذ بأيديهم،فأبناء العراق يقاتلون داعش والارهاب داخل البلد، اما انتم فيفترض عليكم ان تساندوهم لتجميل اسم هذا البلد وصورته خارجاً وامام جيرانهِ .
 هل تعلم  ان الجامعات الاردنية بمختلف الاختصاصات يدار اكثر من 50%منها من قبل اساتذة عراقيين بمختلف المجالات النسانية والعلمية والطبية؟