23 ديسمبر، 2024 10:48 م

ســــيد المرســلين.. بين السـياســـة والديــــــن..! ســــيد المرســلين.. بين السـياســـة والديــــــن..!

ســــيد المرســلين.. بين السـياســـة والديــــــن..! ســــيد المرســلين.. بين السـياســـة والديــــــن..!

ما هي السياسة..؟ وما علاقتها بالدين..؟ وكيف حكم سيد المرسلين..؟ يمكن القول ان السياسة هي فرع من الدين، لانها ادارة البلاد وحكمها وادارة شؤون المجتمع.. قالوا: وساس الأمر سِياسة(1). والسياسة فعل السائس، والوالي يسوس رعيته، وسُوِّس فلانٌ أمر بني فلان؛ أي: كُلِّف سياستهم(2). وسست الرعية سياسة: أمرتها ونهيتها(3).

ويبدو ان الاسلام، يقرن الحكم والسياسة بالبعد الانساني ومنظومة القيم الانسانية. وهذا قد جسده النبي الاكرم (ص واله) في حكمه ودولته.. وهنالك ادلة تاريخية كثيرة، حول انسانية الحكم النبوي الرسالي.. ولا يسع المجال الا لحادثة متواترة وهي اطلاق الاسرى، من قبل النبي (ص واله) مقابل تعليمهم للقراءة والكتابة فقد روي:

ومن الأسرى من كان يفدي نفسه بالمال، وكان رسول الله يراعي الحالة المادية لكل أسير…[4]. أما من لم يكن معه مال، وكان يعرف القراءة والكتابة فكان فداؤه أن يُعَلِّم بعض المسلمين القراءة والكتابة؛ فقد روى ابن عباس قال: كان ناسٌ من الأسرى يوم بدرٍ لم يكن لهم فداءٌ فجعل رسول الله فداءهم أن يعلِّموا أولاد الأنصار[5].

ولا يخفى على القاريء اللبيب الابعاد الانسانية لهذا الاداء النبوي.. بالاضافة الى فهم اخر مهم.. وهو ان النبي (ص واله) قد قصد مصلحة الطرفين وليس المسلمين فقط.. وخاصة في عملية (التعليم) لانه يتضمن تكريم للاسير ورفعه الى منزلة (المعلم).. ثم تكريم (العلم) لانه صار سببا وعلة للتحرر من الاسر..

وهكذا.. اذا نظرنا ضمن التخطيط النبوي العام لتربية البشرية، فان للدين ابعاد انسانية شاملة.. والسياسة والحكم هي من ادوات المشروع الرسالي الهادف الى التكامل الفردي والتكامل المجتمعي، وبالعكس ..!! وللحديث بقية.

الهوامش:

(1) المحكم والمحيط الأعظم في اللغة، لابن سيده، تحقيق مجموعة من المحققين، القاهرة: معهد المخطوطات العربية، ص 8/354

(2) المحيط في اللغة، للصاحب بن عبَّاد، تحقيق محمد حسن آل ياسين، بيروت عالم الكتب، 1994 م، ص 8/416.

(3) القاموس المحيط، الفيروز آبادي، مجموعة من المحققين، بيروت: مؤسسة الرسالة، 1987 م، ص 710

(4) ابن سعد: الطبقات الكبرى 4/14.

(5) أحمد عن ابن عباس (2216)، وقد وثَّقه أحمد. مجمع الزوائد 4/172.