23 ديسمبر، 2024 3:59 ص

سعيد ومستقبل تونس

سعيد ومستقبل تونس

كما شكل صعود المرشحين قيس سعيد ونبيل القروي الى الجولة الاولى من الانتخابات الرئاسية صدمة للوضع التونسي , لان كليهما خارج المؤسسة السياسية الحاكمة في البلاد ,شكل فوز استاذ القانون الدستوري قيس سعيد في الانتخابات الرئاسية صدمة اخرى للوضع الدولي باعتباره رجلا وطنيا مستقلا ومدافعا عن القضية الفلسطينية , فيما اعترف منافسه نبيل القروي بخسارته عازيا ذلك الى اعتقاله في السجن او ما اسماها بسياسة التحايل عليه ,ووفقا لنتائج الاستطلاع الذي اجرته مؤسسة “سيغما كونساي” فقد نال سعيد ست وسبعين بالمائة وتسعة بالعشرة من الاصوات في حين حاز القروي ثلاثة وعشرين بالمائة وواحد بالعشرة من الأصوات.
كما اكد استطلاع آخر للرأي نشرته مؤسسة “ايمرود كنسيلتنغ” حصول سعيّد على اثنين وسبعين ونصف بالمائة من الأصوات وحصول القروي سبعة وعشرين ونصف بالمئة من الأصوات.وقد عمت الافراح شوارع تونس وعلت الزغاريد وابواق السيارات لتؤكد فرحة الشعب التونسي بهذه النتيجة المرضية , هذا في وقت هنات النهضة الفائز سعيد ودعت انصارها للاحتفال بهذه المناسبة.الى ذلك اكد قيس سعيد بعد اعلان نتائج الانتخابات الرئاسية من خلال استطلاعات الراي انه يتقاسم المسؤولية مع الشعب التونسي وانه يعد ببناء الثقة مع ابناء الشعب واعتبر نتائج الانتخابات ثورة جديدة في تونس كما اكد ان سياسته الخارجية ستوظف للدفاع عن القضية الفلسطينية وتمنى ان يكون العلم الفلسطيني حاضرا في احتفالات فوزه ,فيما اعتبرت حماس في بيان صحفي أن فوز سعيد يعد دعماً كبيراً للقضية الفلسطينية والقضايا العادلة.
وهنأت الحركة الشعب التونسي بـهذه التجربة الديمقراطية الرائعة التي شكلت أملاً ونموذجاً لكل أبناء الأمة، ومثلت انتقالاً كبيراً بتونس نحو مزيد من الاستقرار والازدهار .ان حياد شخصية قيس سعيد وعدم انتمائه إلى أي حزب سياسي قد يكون نقطةً مضيئة ستساعد في تسريع تشكيل الحكومة التونسية وتدفع الاحزاب للتعاطي مع توجيهاته باعتباره يتمتلك عمقا وتاثيرا كبيرا في الشارع التونسي .
وبالنسبة إلى علاقات تونس الاقتصادية مع فرنسا واستغلال قوىً أجنبية للثروات التونسية، أكد قيس سعيد في مناسبات عدة سيادة تونس على ثرواتها وحدودها مع ضرورة مراجعة العقود الخاصة بهذه الثروات ما يعني أن ثوابت الديبلوماسية التونسية في معناها العام مع فرنسا لن تتغيّر نظراً إلى قوة المصالح المشتركة، لكنها قد تشهد تغيراً في عنوان رئيس هو ملف الطاقة التي أثارت جدلاً واسعاً في الشارع التونسي حول شفافيتها وخصوصاً بشأن العقود المتعلقة باستغلال حقول النفط، إضافة إلى اتفاقية الملح مع فرنسا التي أنهتها حكومة يوسف الشاهد قبل تجديدها.وبالتالي يمكن القول ان تونس تتجه نحو مرحلة جديدة بعد الانتخابات الرئاسية والتشريعية، وستكون برئيس وحكومة وبرلمان جديد، فيما ينظر العالم إلى هذه التجربة الديمقراطية الوليدة بترقب وحذر شديدين، وما على صانعي القرار السياسي مستقبلاً إلا مراعاة هشاشة الوضع الاقتصادي والاجتماعي في التعاطي الديبلوماسي الخارجي, واعتبر مراقبون ذلك الوضع سبباً مباشراً لإبعاد الشعب المنظومة الحزبية الكلاسيكية عن سدة الحكم في الانتخابات الرئاسية، والتي قد ينتظرها مصير مشابه في الانتخابات التشريعية القادمة .
كما ان هذه الانتخابات ومارشح عنها اكدت وعي الشعب التونسي وعدم خضوعه للدعايات الخادعة التي ارادت ادخال المؤثرات الصهيونية في صياغة الراي العام التونسي , تونس امام مرحلة جديدة يكون الشباب هم عمادها ويكون الانتماء للهوية هو نافذتها المطلة على شاطئ الامان