رغم ان رتبته لا توحي بعمره ، فالوصول الى رتبة عميد يحتاج خدمة اكثر من عشرين عاما ، ولكنه يبدو اختصر المسافة ولا ضير في ذلك ومبارك له ، ولكن بإعادة الذاكرة الى الوراء فان اسم العميد سعد معن ظهر كناطق باسم وزارة الداخلية ايام وكيلها عدنان الاسدي ، وكان يظهر غالبا هذا العميد العتيد واقفا تحت صورة ترتفع فوق رأسه لعدنان الاسدي ، وهو استحداث جديد في حكومة رئيس الوزراء السابق نوري المالكي ، فلاول مرة ترفع صورة وكيل وزير في مكتب ضابط برتبة عميد بدل صورة رئيس الجمهورية او رئيس الوزراء مثلا ، وهو ما يعني ان الضبط والربط في وزارة الداخلية كان في اعلى مستوياته .
من تلك الصورة يمكن قراءة وصول العميد الى هذا الموقع والرتبة ، والبقية تأتي تباعا ، وقيل ان العميد سعد معن يجيد عدة لغات ويحمل الدكتوراه ، لكن الثابت انه خريج لغة انكليزية من كلية التراث الجامعة عام 1995 ، ولكنه حصل على الماجستير في الاعلام في موضوع عن الديمقراطية ، رغم ان لا علاقة لدراسته الاولية بشهادته العليا ، ثم حصل على الدكتوراه في الاعلام بموضوع يتعلق بحقوق الإنسان عام 2011، وهو ايضا خارج دراسته الاولية .
ولم يعمل سعد معن في الجامعة لكن عميد كلية الاعلام الدكتور هاشم حسن انتدبه لمناقشة رسالة ماجستير قبل أشهر ، ولو كان فعل ذلك عميد كلية غير هاشم حسن لنال من شتائم هاشم حسن مالا ينتهي ، لانه لا تجوز مناقشة طالب ماجستير ممن هو دكتور بدرجة مدرس ولم يخض تجربة التدريس الجامعي ، ولكن في التعليم العالي العراقي يجوز كل شي بوجود عمداء كأمثال هاشم حسن تلونوا ما بين عدي صدام حتى سعد معن .
والعميد سعد معن الذي درس في الديمقراطية وحقوق الانسان لم يتحدث يوما في تصريحاته عن هذين الموضوعين ورغم حالتهما الكارثية ، ويبدو ان الداخلية العراقية لا تفهم لغة الموضوعين .
سعد معن يظهر مرة متحدثا باسم وزارة الداخلية ن ومرة باسم قيادة عمليات بغداد ، ومرة باسم الجيش ، وأخرى باسم من شاء ، ويظهر مرة برتبه بلون ابيض ، وأخرى بلون اصفر ، منقسما بين الشرطة والجيش ، بعد ان استطاع القفز في عالم الرتب بطريقة خيالية ، وكأنه يترفع حسب فصول السنة ومناخها ، ولكن لا غرابة في ذلك فعالم الرتب في العراق أصبح مهزلة ، واذا كان من اصدقاء عدنان الاسدي فيجوز له ما لا يجوز لغيره .
سعد معن تدرج ولكن يبدو ان حظه الاعلامي لم يتدرج معه ، فمنذ ان اصبح ناطقا باسم عمليات بغداد او الداخلية تدهور الوضع الامني ، وهو ما زال يظهر ويتحدث على هامش الموضوعات ، وبمعلومات تخالف الحقيقة ، وربما ذلك لعدم توفر المعلومة لديه ، او انه يظهر على شاشات الفضائيات حبا في الظهور لا اكثر .
ولا تقليلا منه ، ولكن الوضع الامني والعسكري العراقي يؤشر عدم صلاحية هذا الرجل لهذه المهمة ، فما نراه ونسمعه من المتحدثين باسم قيادات العمليات والحشد الشعبي وهم كثر والحمد لله واصبح عددهم يفوق عدد لواء من الجيش العراقي يخالف ما ينطق به سعد معن ، ولا اعتقد ان صفة المتحدث اصبحت ملائمة له ، وقد التصق اسمه بجميع الهزائم للاسف .
ربما يكون سعد معن صالحا في مركز بحوث او مؤسسة تدريبية او تعليمية تابعة لوزارة الداخلية ، ولكن هذا لا يعني في هذه الظروف التي يمر بها العراق انه يصلح متحدثا باسم الداخلية او عمليات بغداد او القوات المسلحة .
ورغم اني اتمنى له الخير الا اني أراه لو آمن بقدراته وانسحب من مهمته سيكون خيرا له وللعراق ، ليجد فرصته في مكان آخر .